الصين تشرع في برنامج علمي واستكشافي ضخم

منذ أن وضعت المركبة الصينية "تشانغ إي 3" قدميها على التراب القمري عام 2013، زاد عدد المهمات الصينية وكبر حجم طموحاتها. كان الهبوط في بحر إمبريوم أول خطوة في خطة واسعة لبناء شبكة فضائية قوية، أطلقت بكين على أثرها 14 مهمة خلال نفس السنة.

أطلقت الصين "تشانغ إي 4" عام 2018، فهبطت أول مركبة بشرية على الجانب الذي لا يُرى من الأرض. عام 2020، عادت "تشانغ إي 5" محمّلة بقطع صخرية نادرة من القمر، فكشفت تفاصيل جديدة عن البراكين القمرية وكمية الماء في تربته. اعتمدت المهمة على التقاء المركبة العائدة بمركبة أخرى في المدار، وهو إنجاز صعب في هندسة الفضاء.

عام 2021، هبطت مركبة "Zhurong" على سطح المريخ ضمن مهمة "Tianwen 1"، فأصبحت الصين الدولة الثانية التي تنجح في ذلك بعد الولايات المتحدة. أرسل المسبار معلومات تؤكد وجود ماء على سطح المريخ في فترة قريبة من الماضي، فزاد الاهتمام المحلي بدراسة الكواكب.

تخطط الصين الآن لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل نهاية العقد الجاري. تطوّر شركة CASC صاروخ "Long March 10" ليحمل مركبة مأهولة ومركبة هبوط، في مسعى لإنشاء قاعدة قمرية آلية ضمن مشروع "محطة أبحاث القمر الدولية". يهدف المشروع، الذي يوازي برنامج أرتميس الأمريكي، إلى وجود بشري دائم على القمر بالتعاون مع دول أخرى.

تواصل الصين تحقيق إنجازات في إعادة العينات. عام 2024، ينطلق قمر "Queqiao 2" ليدعم مهمة "تشانغ إي 6" التي تجمع عينات من فوهة أبولو على الجانب البعيد للقمر. تليها مهمة "Tianwen 2" عام 2025 لاستكشاف الكويكب "كاموآليوا" وجمع عينات منه، ثم تتجه إلى مذنب "PanSTARRS" في الثلاثينيات، فتتوسّع رقعة استكشاف النظام الشمسي.