رحلة إلى قلب بوتسوانا المقفر: مغامرة على ثلاث عجلات

ADVERTISEMENT

في قلب صحراء بوتسوانا، خاض مجموعة من الشباب تجربة نادرة بقيادة توك توك صغيرة، سعياً لاجتياز سهل ماكغاديكغادي الملحي، أحد أشد الأماكن الطبيعية قسوة على وجه الأرض. المركبات لم تُصمم للأرض الوعرة، لكن الفريق اختارها أداة لمواجهة البيئة والجو.

انطلقت الرحلة في سبتمبر، الشهر الأشد حرارة في بوتسوانا، حيث تخطى الحرارة ما يطيق الجسم. بلا تكييف أو ثلاجات، لجأ المغامرون إلى حيل بسيطة مثل نقع ملابسهم بالماء لتخفيف وطأة الحر. الرمال الناعمة عرقلت سير التوك توك، فاضطر الفريق إلى اختراع حلول آنية للمضي في أرض جافة لا ماء فيها ولا ظل.

ADVERTISEMENT

واجه الفريق تضاريس متباينة، أبرزها مجرى نهر جاف حال دون تقدمهم. قطعوا أغصان الموباني المنتشرة وبنوا جسراً مؤقتاً تمر فوقه العجلات. أظهرت اللحظة تعاوناً فورياً وابتكاراً بسيطاً، عزز عزيمتهم على إكمال المسير.

لم تكن الرحلة جهدًا متواصلاً؛ حين اقتربوا من جزيرة كوكوج في وسط الملح، وجدوا باوباباً ضخماً ألقى ظلاً نادراً، فاستظلوا تحته وتأملوا غروب الشمس، منظر لا يتكرر في هذا البقاء المعزول، كشف جمال بوتسوانا الخفي عن الأنظار.

اقتربت الرحلة من نهايتها حين غرزت العجلات في طبقة ملح هشة، فاشترك الجميع في دفع المركبات وإدخال حشائش يابسة تحت العجلات وتخفيف الحمولة حتى تحركت. رغم الإرهاق، ساد شعور بالفخر بما تم إنجازه، وارتفعت معنويات الفريق بأكمله.

ADVERTISEMENT

أظهرت المغامرة عبر صحراء بوتسوانا إرادة صلبة ونزعة تحدي لدى الفريق. البحر الرملي، الحرارة اللاهبة، والانقطاع التام عن العالم لم تمنعهم من المضي. كانت الرحلة درساً في التفكير، الصبر، والعمل معاً، وبرهنت على قدرتهم على التأقلم مع الطبيعة القاسية. ستبقى التجربة حية في الذاكرة، كذكرى إنسانية عميقة وروح استكشاف لم تخفت.

toTop