هل شريحة اللحم إيطالية؟ القصة الأصلية لعشاء الليلة

ADVERTISEMENT

شريحة اللحم، برائحتها الزكية وطعمها الشهي المغطى بالزبدة والثوم والزعتر، أصبحت رمزًا للذواقة في العالم، لكن أصولها تعود إلى آلاف السنين. بدأت القصة عندما أكل البشر الأوائل اللحوم النيئة ونخاع العظام قبل نحو 2.5 مليون سنة، ثم طهوها على لهب مكشوف قبل حوالي مليون ونصف المليون عام. بعد إتقان إشعال النار، طهوا اللحوم واكتشفوا نكهاتها المحسنة.

نشأت شريحة اللحم الحديثة في فلورنسا، عاصمة توسكانا، في القرن الخامس عشر. كانت عائلة ميديشي الحاكمة تحتفل كل 10 أغسطس بوليمة كبيرة بمناسبة يوم القديس لورانس، يشعلون النيران ويشوون قطع لحم البقر السميكة ويوزعونها على الناس. وفقًا لروايات، أعجب نبلاء إنجليز زاروا المدينة بطعم اللحم وطلبوا "ستيك"، فتحولت الكلمة لاحقًا إلى "بيستيكا آلا فيورنتينا".

ADVERTISEMENT

تشير دراسة أصول الكلمات إلى أن كلمة "ستيك" تعود إلى النوردية القديمة، ومأخوذة من "steik" وتعني "اللحم المشوي"، ما يدل على جذور شمالية قديمة لهذا الطبق. في أوروبا، ظلت طرق التحضير تقتصر على الشواء فوق الفحم، دون أن تُعرف "شريحة اللحم" بشكلها الحديث.

في الولايات المتحدة، ظهرت شرائح لحم البقر كنمط غذائي جديد في القرن التاسع عشر، خاصة في نيويورك. لعب مطعم Delmonico's دورًا بارزًا في ذلك، حيث قدم شريحة اللحم بسعر أربعة سنتات، فأصبحت من أبرز خيارات قائمة الطعام، وقدم للجمهور الأمريكي أول تجربة لمفهوم "مطعم شرائح اللحم". لم تكن الشريحة آنذاك نوعًا معينًا من اللحم، بل أفضل ما يراه الجزار مناسبة في تلك الليلة. مع شهرة المطعم وتزايد الإقبال، ترسخت "شريحة لحم البقر" كصنف مستقل ورمز للفخامة في المطبخ الأمريكي والعالمي.

toTop