غطاء الرأس العربي التقليدي: تاريخ غطاء الرأس الفلسطيني ورمزيته وتصنيعه

ADVERTISEMENT

غطاء الرأس العربي التقليدي قطعة قديمة تؤدي عملاً محدداً وتُظهر هوية من يرتديها. استخدمه البدو الأوائل لحماية الرأس والوجه من حرارة الشمس وعواصف الرمال، وخيطوه من قطن أو صوف أو حرير حسب ما توفر في كل بادية. لاحقاً، أضاف كل قبيلة نقوشاً وألواناً خاصة بها لتمييز أفرادها وأعلامها.

تختلف أسماء الغطاء ومظهره باختلاف المكان. في فلسطين تُسمى الكوفية أو الحطة أو الشماغ، وتأتي بنقشة مربعة باللونين الأبيض والأسود. أصبحت هذه القطعة علامة على التضامن مع الفلسطينيين. في الأردن والعراق تُطرز بالأحمر والأبيض، في إشارة إلى أصولهم البدوية. يرتدي رجال الخليج غترة بيضاء أو شماغاً أحمر فيه خطوط بيضاء. يُلف المصريون والمغاربة العمامة بطريقة خاصة بهم. أما الطوارق في الصحراء الممتدة من المغرب إلى مالي فتلف عمامة طويلة تغطي الوجه وتقي من العواصف الرملية.

ADVERTISEMENT

كل شكل من هذه الأشكال يُظهر اعتزاز صاحبه بأصله. في بعض الأحيان يحمل الغطاء معنى سياسياً أو اجتماعياً، مثل الكوفية الفلسطينية التي ارتداها المتظاهرون في ثلاثينيات القرن العشرون تعبيراً عن رفض الانتداب البريطاني.

لا يزال صناع الغطاء يستخدمون النول اليدوي ويبرمون الخيوط قطناً بقطن لضمان متانة النسيج ووضوح النقش. في الخليل، يعمل مصنع حرباوي على نول الجاكار بخيوط قطنية ثقيلة لينتج الكوفية بنفس الشكل القديم. يُعدل اللون بمواد طبيعية مثل قشور الرمان أو أوراق البصل، فينتج عن ذلك ألواناً ترمز إلى البيئة المحلية.

ADVERTISEMENT

باتت الكوفية تُلبس خارج الوطن العربي كإشارة دعم للقضية الفلسطينية، ودخلت عالم الموضة، فظهرت على منصات العرض وفي ملابس الشباب، ما يجمع بين أصالة التراث وروح العصر ويثبت أن غطاء الرأس العربي لا يزال أداة فعالة لإعلان الهوية.

toTop