موقع الملك آرثر الشهير أقدم بخمس مرات مما كان يُعتقد

ADVERTISEMENT

يُعَدّ الملك آرثر من أبرز شخصيات الأساطير البريطانية. يشكّك معظم المؤرخين في وجوده التاريخي، ويُرجّحون أن الشخصية مستمدة من قائد عسكري روماني. ظهر آرثر في أدب القرون الوسطى، خاصة في القصص الويلزية والفرنسية، التي قدّمته ملكًا نبيلًا يقود فرسان المائدة المستديرة. يُرجع بعض الباحثين منشأ الأسطورة إلى ويلز أو شمال بريطانيا.

وفقًا لآخر الاكتشافات، فإن "قاعة الملك آرثر" في مستنقع بودمين بمقاطعة كورنوال، جنوب غرب إنجلترا، لا تعود للعصور الوسطى كما كان يُعتقد، بل إلى العصر الحجري الحديث، أي قبل 5000 إلى 5500 عام. استخدمت فرق التنقيب تقنيات تأريخ حديثة مثل الكربون المشع وتأريخ التلألؤ المحفز بصريًا لتحديد عمر المبنى. تُظهر النتائج عدم وجود صلة تاريخية بين المبنى وحقبة الملك آرثر المفترضة في القرن السادس الميلادي.

ADVERTISEMENT

قاعة الملك آرثر مبنى مستطيل منعزل، طوله 49 مترًا وعرضه 21 مترًا، يحيط به 56 حجرًا واقفًا. كان يُصنف سابقًا كحظيرة من العصور الوسطى، لكن الأدلة الأثرية الجديدة تشير إلى بنائه في نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، مما يجعله أقدم من أجزاء من ستونهنج. يُعتقد الآن أن القاعة كانت جزءًا من شبكة أوسع من معالم العصر الحجري في بودمين مور، مثل الأحجار المنتصبة وتلال الدفن المعروفة بـ"التلال الطويلة".

ارتبطت بودمين مور بأسطورة وفاة آرثر، واعتُبرت موقع المعركة الأخيرة ضد موردريد. تروي الأساطير أن آرثر أُصيب هناك بجراح قاتلة ونُقل إلى جزيرة أفالون. ظهر اسم "قاعة الملك آرثر" في القرن السادس عشر، لكن الاكتشافات الحديثة تستبعد زيارته للمكان، وتشير إلى أن التسمية تعكس محاولة رومانسية لتفسير أصل معلم أثري قديم. أكّد علماء الآثار أن الارتباط بالملك آرثر نتج عن جهل بأصل البناء، مما شجّع المجتمع المحلي على تداول الحكايات حوله.

toTop