جزيرة العبيد التي لم تكن؟ التاريخ والجدل في ليل دو غوريه

ADVERTISEMENT

تبعد جزيرة جوريه أربعة كيلومترات عن شاطئ داكار، وتُعدّ رمزاً لتاريخ تجارة الرقيق عبر الأطلسي. في الجزيرة يوجد «بيت العبيد» الذي استخدم أواخر القرن الثامن عشر كسجن للرقيق قبل نقلهم قسراً إلى الأمريكتين. أبرز معالمه «باب اللاعودة» الذي يطل على البحر، وكان آخر نقطة يمرّ بها آلاف الرجال والنساء والأطفال قبل العبودية، لذا يترك المكان لدى الزائرين انطباعاً قوياً.

يُعدّ بيت العبيد الوجهة السياحية الأولى في السنغال، ويُنسب التحاق عدد كبير من الزوّار إلى الجهد الذي بدأه أول أمين له بوبكر جوزيف ندياي، الذي عرّف العالم بتاريخ الجزيرة رغم النقاش حول حجم دورها الحقيقي في تجارة الرقيق. إدراج جوريه في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1978، ثم زيارة شخصيات مثل نيلسون مانديلا، البابا يوحنا بولس الثاني، باراك أوباما، عزّز مكانتها العالمية.

ADVERTISEMENT

أضحت جوريه وجهة حج لأبناء الشتات الأفريقي الباحثين عن جذورهم. تُفيد وكالات السفر المحلية أن الأميركيين من أصل أفريقي يشكّلون نسبة كبيرة من الزوّار، عبر اتفاقات مع مراكز سياحية أميركية. يزداد الإقبال من داخل القارة بفضل تحسين النقل في داكار. ارتفع عدد السياح إلى السنغال من 836 ألفاً عام 2014 إلى 1.8 مليون عام 2022، فأُطلق مشاريع تنشيط وتوثيق، أبرزها طريق يربط بيت العبيد بمتحف متخصص في تجارة الرقيق، إضافة إلى مركز بحث وتدريب.

أصبحت جوريه نموذجاً تقتدي به مواقع الذاكرة في بنين وغانا. ورغم نجاحها في جذب الزوّار، يقول البعض إن العائد السياحي لا يصل بالقدر الكافي إلى سكان الجزيرة. يعاني بعض المعالم إهمالاً، مثل متحف جوريه ومتحف البحر، رغم قيمتهما العلمية. لمواجهة التحديات، أُقيمت فعاليات مثل مهرجان «شتات جوريه» و«الساحات المفتوحة» لتعزيز التنوع الثقافي وتطويل إقامة الزوّار، لكن خطر التآكل وتدهور المباني التاريخية لا يزال قائماً ويهدد مستقبل هذا الإرث الإنساني النادر.

toTop