البحر الميت يموت

ADVERTISEMENT

يُعد البحر الميت أملح وأغنى مسطح مائي بالمعادن على الأرض، ويزوره كل عام أكثر من 800 ألف شخص، يأتون لاستخدام خواصه الشفائية أو لتجربة الطفو فوق مياهه الثقيلة. هو بحيرة جغرافياً، لكن ملوحته تتجاوز ملوحة البحار بست مرات. تعيش فيه كائنات ميكروبية وحيدة في طبقات مياه عذبة قريبة من السطح، بينما تغذي الينابيع الطبيعية المحيطة به منطقة بها ثدييات ونباتات متنوعة. النظام البيئي هذا يتقلص باستمرار بسبب انخفاض منسوب المياه.

منذ ستينيات القرن الماضي، ينخفض منسوب المياه في البحر الميت بمعدل متر كل عام، مما أدى إلى تبخر ثلث مساحته. نتج عن ذلك ظهور حفر جوفية تتشكل عندما تذوب طبقات الملح بفعل تسرب المياه العذبة من الجبال المجاورة. في عام 2018، ابتلعت إحدى تلك الحفر سيارات على الطريق رقم 90 في إسرائيل. استخدمت دراسات جيولوجية حديثة هذه الظاهرة لفهم كيفية تكوّن الحفر، من خلال تصوير جوي ورصد نظام "الكارست"، وهو شبكة تصريف تحت الأرض تنقل المياه بين الحفر. رغم التقدم العلمي، يتطلب إيقاف التدهور ضخ مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وهي كمية يصعب توفيرها.

ADVERTISEMENT

تعود أزمة البحر الميت إلى عدة أسباب، أبرزها نقص المياه في المنطقة وانخفاض كمية الأمطار بسبب تغير المناخ. نهر الأردن، المصدر الرئيسي لمياه البحر، يعاني من نقص شديد بعد تحويل مياهه للزراعة والاستخدامات البشرية. كما تسحب شركات استخراج المعادن كميات كبيرة من المياه في الجزء الجنوبي من الحوض، لإنتاج البوتاس والملح والمغنيسium، باستخدام برك تبخير ضخمة تسرع من جفاف البحر وتدهور بيئته.

اقترح مشروع نقل مياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت كحل، عبر إنشاء خط أنابيب بطول 110 أميال. يموله البنك الدولي ويهدف إلى استعادة التوازن المائي وتنشيط الاقتصاد. لكن المشروع أثار تحذيرات من تأثيرات سلبية محتملة على المياه الجوفية والشعاب المرجانية واختلاط مياه البحرين. يقترح آخرون عدم التدخل، أي ترك البحر ينكمش حتى يصل إلى توازن طبيعي دون تدخل بشري.

toTop