طرابلسان: حكاية مدينتين

ADVERTISEMENT

تقع طرابلس في دولتين عربيتين: ليبيا ولبنان. تُعرف طرابلس ليبيا بأنها العاصمة وأكبر مدن البلاد، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال غرب البلاد. جزء من شهرتها يأتي من ذكرها في "ترنيمة المارينز" الأمريكية، والتي تشير إلى مشاركتها في حرب البربرية الأولى. أما طرابلس اللبنانية، فتقع شمال غرب لبنان، على بعد نحو 64 كيلومتراً من بيروت، وتُعد ثاني أكبر مدينة على الساحل اللبناني.

يُقدّر عدد سكان طرابلس ليبيا بـ1.2 مليون نسمة، أغلبهم من المسلمين البربر، مع وجود أقليات مسيحية وعربية. المدينة تضم عدداً كبيراً من السكان في مساحة محدودة، وتُعد مركزاً مالياً وصناعياً، رغم الضرر الذي لحق باقتصادها جراء الحرب الأهلية. أما طرابلس لبنان، فيبلغ عدد سكانها حوالي 750 ألف نسمة، معظمهم من السنة المسلمين، مع وجود مسيحيين. وتُعد المدينة مركزاً صناعياً وتجارياً، ووجهة ساحلية أيضاً.

ADVERTISEMENT

تأسست طرابلس ليبيا في القرن السابع قبل الميلاد على يد الفينيقيين باسم "أويا"، ثم تعاقبت عليها حضارات عدة: الرومان، الوندال، البيزنطيون، العرب، العثمانيون، الإيطاليون فالبريطانيون. نالت ليبيا استقلالها عام 1951 بينما بقيت طرابلس عاصمتها.

أما طرابلس لبنان، فأسسها الفينيقيون بعد العام 700 ق.م، وسيطر عليها الفرس، ثم الرومان، فالمسلمون، فالصليبيون، فالمماليك، وأخيراً العثمانيون حتى الحرب العالمية الأولى. أصبحت جزءاً من لبنان الكبير عام 1920، ونالت استقلالها عام 1946. شهدت المدينة اضطرابات خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وكانت مقراً مؤقتاً لمنظمة التحرير الفلسطينية في 1982.

ADVERTISEMENT

تضم طرابلس ليبيا معالم تاريخية مهمة مثل قوس ماركوس أوريليوس والسرايا الحمراء ذات الطابع الاستعماري. بينما تحتضن طرابلس لبنان المسجد الكبير الذي بُني على أنقاض كاتدرائية والبرج المُسمى "برج الأسد" وكلها تُظهر عمارة المماليك. رغم تشابه الأسماء، تختلف المدينتان في سياقهما التاريخي والجغرافي، وتقدمان تجارب سياحية فريدة لعشاق التراث العربي.

toTop