الذكاء الصنعي يقود ثورة زراعية في الهند

ADVERTISEMENT

تعمل نحو 65٪ من سكان الهند في الزراعة، ما يجعل البلاد مجتمعاً زراعياً. أدت الثورة الخضراء في الستينيات والسبعينيات إلى إنتاج غذاء كافٍ للجميع، وبلغت قيمة الصادرات الغذائية أكثر من 40 مليار دولار سنوياً. رغم هذا، يعاني القطاع من تدني الكفاءة بسبب صغر الحيازات (أقل من هكتارين لدى 80٪ من المزارعين) وغياب تنظيم سلاسل التوريد، ما يخفض أرباح المزارعين ويزيد تلف الغذاء. يرى كثيرون أن الذكاء الصنعي يقدم حلاً لهذه المشكلات، وقد بدأ بالفعل في تغيير الواقع الزراعي.

يستخدم الذكاء الصنعي في الزراعة الذكية لتحسين التنبؤ بالطقس وتقليل الحاجة إلى اليد العاملة، فيرتفع الإنتاج ويُستغل الماء والأسمدة بشكل أفضل. يتوقع الخبراء أن يصل حجم سوق الذكاء الصنعي الزراعي العالمي إلى 4.7 مليار دولار عام 2028. تعتمد الزراعة الذكية على بيانات الطائرات بدون طيار، وأجهزة الاستشعار، وصور الأقمار الصناعية لتحديد مواعيد الري والتسميد ومكافحة الآفات بدقة، ضمن ما يُعرف بالزراعة الدقيقة.

ADVERTISEMENT

يُمكّن الذكاء الصنعي المزارعين من اكتشاف أمراض المحاصيل بدقة؛ ففي دراسة كشفت الشبكات العصبية جرب التفاح بدقة 95٪. تساعد أنظمة مراقبة الآفات على تقليل الخسائر الناتجة عن تقلبات المناخ. أما الأعشاب الضارة، فتستخدم أنظمة الرؤية الحاسوبية التمييز بين المحصول والعشب، وترش مبيدات الأعشاب في مكانها فقط، فتنخفض التلوث البيئي.

في تربية الحيوان، تراقب أنظمة الذكاء الصنعي صحة الماشية وسلوكها لحظة بلحظة، فتتدخل المزارع فوراً عند الضرورة ويرتفع الإنتاج.

أطلقت الحكومة الهندية مبادرات لتعميم الذكاء الصنعي في الحقول، منها إنشاء مراكز تميز وتطبيقات إرشادية رقمية للمزارعين، بالإضافة إلى منصات تراقب الزراعة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية والتحليل البيئي. تهدف الخطة الوطنية إلى إدخال الذكاء الصنعي في منظومة الزراعة لتقليل المعوقات وتحقيق أمن غذائي مستدام.

ADVERTISEMENT

بدمج التقاليد الزراعية مع الابتكار التكنولوجي، يصبح الذكاء الصنعي وسيلة أساسية لبناء مستقبل الزراعة الهندية، يحقق إنتاجاً أعلى وضرراً بيئياً أقل.

toTop