صورة ناسا تكشف عن مسارات شياطين الغبار (Dust Devils) على المريخ

أظهرت صور جديدة التُقطت بواسطة مركبة المثابرة التابعة لوكالة ناسا وجود آثار شياطين الغبار على سطح المريخ، مما يدل على نشاط جوي واضح ويؤكد أهمية مواصلة استكشاف الكوكب.

المريخ، الكوكب الرابع في النظام الشمسي، يجذب اهتمام العلماء بسبب قربه من الأرض وتشابهه معها في الفصول والتضاريس، مثل الأغطية الجليدية القطبية. هذا التشابه يجعله مرشحًا رئيسيًا لفهم تكوّن الكواكب وإمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.

بدأ استكشاف المريخ في ستينيات القرن الماضي ببعثات أولية مثل مارينر 4، ثم جاءت مركبات فايكنغ في عام 1976، وبعدها باثفايندر والجوالة سوجورنر في 1997. استمرت الجهود بإرسال مركبات Spirit، Opportunity، وCuriosity في العقد الأول من الألفية. في 2021، هبطت مركبة Perseverance في حفرة جيزرو لجمع عينات والبحث عن آثار حياة ميكروبية.

يُحقق استكشاف المريخ أهدافًا علمية وتكنولوجية، منها فهم الحياة خارج الأرض، تطور المناخ، وإمكانية الاستيطان البشري، بالإضافة إلى تحفيز ابتكارات مثل طائرة Ingenuity التي نجحت في الطيران في غلاف جوي رقيق.

تشمل أدوات البحث مركبات مدارية مثل Mars Reconnaissance Orbiter، وجوالة مزودة بكاميرات ومختبرات، ومركبات ثابتة مثل InSight لقياس الزلازل والنشاط الداخلي.

يُعد التعاون الدولي عنصرًا أساسيًا، من خلال برامج مثل Mars Express التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ومسبار الأمل الإماراتي الذي يدرس مناخ المريخ، بالإضافة إلى مشروع Rosalind Franklin الأوروبي الروسي.

يلعب الغبار دورًا مهمًا في مناخ المريخ. يؤثر على درجات الحرارة، ويشكل عواصف تغطي الكوكب. يتراكم على الألواح الشمسية ويعيق البعثات. تحليل تركيبته يقدم معلومات عن تاريخ المناخ، وقد يُستخدم لاحقًا في البناء والدعم اللوجستي.

تُخطط مهام مستقبلية لإعادة عينات من المريخ بالتعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، مع تحضيرات لرحلات مأهولة ضمن برنامج أرتميس، واستخدام تقنيات SpaceX لاستيطان الكوكب الأحمر.

تُظهر ملاحظات شياطين الغبار ديناميكية الغلاف الجوي للمريخ، وتعكس تقدم التكنولوجيا الفضائية وتعاون الدول في استكشاف كوكب قد يحتوي على مفاتيح لفهم الحياة ومكانة البشر في الكون.