ازدحام جوي: تزايد حركة إطلاق الصواريخ في منصات إطلاق الصواريخ الأمريكية

تشهد الولايات المتحدة زيادة غير مسبوقة في عدد عمليات إطلاق الصواريخ، وهو ما يعكس ازدهار اقتصاد الفضاء ووصول استخدام البنية التحتية الحالية إلى أقصى حدودها. نتج عن ذلك ظهور مشكلة "ازدحام المنصات الفضائية"، حيث تتنافس جهات متعددة للحصول على مواقع الإطلاق المحدودة.

بدأ تطوير مواقع الإطلاق في فترة الحرب العالمية الثانية، وازدهر خلال الحرب الباردة. أبرز المنشآت الأمريكية هي مركز كينيدي للفضاء، ومحطة كيب كانافيرال، وقاعدة فاندنبرغ. تحولت من استخدامات حكومية إلى مراكز رئيسية للإطلاقات التجارية والبحثية.

يتطلب الموقع المثالي للإطلاق وجود شروط جغرافية مناسبة، مناطق عازلة آمنة، طقس مستقر، بنية تتبع متقدمة، وسهولة في الوصول اللوجستي. تتراوح تكلفة إنشاء منصة حديثة بين 150 و500 مليون دولار.

تضم الولايات المتحدة أهم موانئ الفضاء، بينما تُعد قواعد مثل بايكونور وتانيغاشيما مواقع دولية إضافية مهمة. اعتباراً من عام 2024، يوجد أكثر من 35 موقع إطلاق نشط حول العالم.

ارتفع عدد عمليات الإطلاق عالمياً من 74 في عام 2010 إلى 223 في عام 2023، منها 108 من الولايات المتحدة، مدفوعة ببرامج كبيرة مثل ستارلينك، والسياحة الفضائية، ومهام الأقمار الصغيرة.

تحد البنية التحتية الأمريكية المحدودة من التوسع، إذ اقتربت موانئ إطلاق فلوريدا من الحد الأقصى لقدرتها السنوية. مؤشرات الازدحام تشمل تعارض الجداول، التأخيرات، إغلاقات المجال الجوي، وضغطاً على البنية الأرضية.

يؤثر الازدحام على الأمن القومي والشركات من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية، في ظل نمو اقتصاد الفضاء الذي بلغ 546 مليار دولار في عام 2023.

تشمل الحلول المقترحة بناء منصات جديدة، تحديث المنصات القائمة، استخدام أنظمة تحكم بالمجال الجوي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والسماح للمرافق الخاصة مثل ستاربيس وكورن رانش بالعمل. تعيد الهيئات التنظيمية الأمريكية النظر في إجراءات الترخيص لتسريع الجدولة.

يزداد التعاون الدولي عبر الأمم المتحدة والاتفاقات الثنائية لتنسيق الاستخدام المداري. يُتوقع مستقبلاً إطلاقات أكثر ذكاءً وكفاءة، تشمل صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، منصات بحرية متنقلة، ونماذج هجينة.

بحلول عام 2030، يُتوقع أن يتجاوز عدد عمليات الإطلاق 500 سنوياً، ما يتطلب معالجة ازدحام المنصات لضمان استمرار ريادة الولايات المتحدة في الفضاء وتلبية الطلب المتزايد على خدمات الإطلاق.