ين أحضان جبال إستريلا البرتغالية، وعلى ارتفاع يقارب 1056 مترًا فوق سطح البحر، تقع مدينة جواردا (Guarda) التي تُعدّ الأعلى ارتفاعًا في البرتغال، وواحدة من أجمل وجهات السياحة في البلاد. هذه المدينة القديمة، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثاني عشر، لا تُعرف فقط بحصونها وقلاعها، بل أيضًا بأجوائها الهادئة، وأزقتها المرصوفة بالحجر، ومناظرها الطبيعية التي تأسر الأنفاس.
عرض النقاط الرئيسية
إذا كنت من محبي الرحلات الذين يبحثون عن تجربة مختلفة بعيدًا عن الصخب السياحي المعتاد، فإن جواردا تقدم لك تجربة تجمع بين التاريخ، والطبيعة، والدفء المحلي، في لوحة لا تُنسى. إليك هذا الدليل المتكامل لزيارة جواردا البرتغالية.
تأسست جواردا عام 1199 من قبل الملك سانشو الأول، كجزء من خطة استراتيجية لحماية الحدود البرتغالية ضد هجمات القشتاليين. وقد لعبت دورًا هامًا في الدفاع عن البلاد بفضل موقعها الجغرافي المرتفع الذي مكنها من مراقبة الأراضي المحيطة. ما زالت آثار ذلك الماضي العريق باقية حتى اليوم، في أسوار المدينة القديمة، وأبراجها، وكاتدرائيتها القوطية المهيبة.
قراءة مقترحة
لم تكن جواردا مجرد موقع عسكري، بل تحولت إلى مركز ثقافي وتجاري مهم خلال العصور الوسطى، ولا تزال تحتفظ بسحرها الذي يستقطب محبي التاريخ والمغامرة.
بفضل موقعها الجبلي، تتمتع جواردا بمناخ مائل للبرودة مقارنة بباقي مناطق البرتغال. في الشتاء، قد تغطيها الثلوج، مما يضفي عليها لمسة سحرية. أما الربيع والخريف، فهما الأنسب لزيارة المدينة؛ حيث تكون الأجواء معتدلة، والطبيعة في أوج تألقها. خلال فصل الصيف، تزداد درجات الحرارة، ولكن تبقى المدينة أقل ازدحامًا من الوجهات البرتغالية الساحلية.
واحدة من أجمل الكاتدرائيات القوطية في البرتغال، شُيدت في القرن الرابع عشر، وتجمع بين الطراز القوطي والعناصر المانوالية المتأخرة. بمجرد دخولك، ستندهش من الأعمدة الضخمة، والزجاج المعشق، والنقوش الدقيقة التي تحكي قصصًا من عصور مضت.
رغم أن أجزاء كبيرة منها لم تصمد حتى اليوم، إلا أن القلعة تظل رمزًا للمدينة. يمكنك التجول في محيطها والتقاط صور بانورامية رائعة للمنطقة المحيطة.
تمتد بقايا الأسوار التي كانت تحيط بالمدينة القديمة، ويمكنك الصعود إلى بعض الأبراج لمشاهدة مشهد بانورامي فريد للمدينة والجبال المحيطة بها.
ساحة مركزية تعج بالحياة والمقاهي، حيث يمكنك التوقف لتناول قهوة برتغالية تقليدية ومراقبة السكان المحليين وهم يتنقلون في يومياتهم.
يعرض تاريخ المدينة من العصور القديمة إلى الحديثة، ويضم تحفًا فنية وأثرية تسلط الضوء على ثقافة وتقاليد المنطقة.
إضافة إلى غناها التاريخي، فإن جواردا محاطة بمناظر طبيعية ساحرة، كونها تقع على حافة منتزه سيرا دا إستريلا الوطني – وهو أعلى سلسلة جبلية في البرتغال. هذه المنطقة تقدم تجارب مذهلة لعشاق الطبيعة:
هناك العديد من المسارات المخصصة لرياضة المشي والتسلق بين الجبال، حيث يمكنك التمتع بمناظر الشلالات، والوديان، والبحيرات الجبلية.
نظرًا لقلة التلوث الضوئي في جواردا، تعتبر المنطقة مثالية لمراقبة السماء ليلاً. يمكنك المشاركة في جولات فلكية تنظمها بعض الجمعيات المحلية.
لا تفوّت فرصة استكشاف القرى الجبلية القريبة من جواردا مثل "بيلمونتي" و"مانتلغاس"، التي ما زالت تحتفظ بتقاليدها وأسلوب الحياة البسيط.
الطعام في جواردا مزيج رائع من النكهات الجبلية البرتغالية، التي تعتمد على اللحوم، الجبن، والزيوت الطبيعية. إليك بعض الأطباق التي يُنصح بتجربتها:
رغم أنها ليست مدينة كبيرة، إلا أن جواردا توفر مجموعة من خيارات الإقامة المريحة والمناسبة لجميع الميزانيات:
تقع جواردا على بُعد حوالي 320 كيلومترًا شمال شرق لشبونة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر القطار أو الحافلات العامة. الرحلة من لشبونة تستغرق حوالي 4 ساعات بالقطار، وتوفر مناظر طبيعية خلابة على طول الطريق.
كما يمكن الوصول إلى جواردا من مدينة بورتو (230 كيلومترًا تقريبًا) عبر الطريق السريع A25، أو القطار، في رحلة تستغرق حوالي 3 ساعات.
ليست جواردا وجهة سياحية عادية، بل هي مدينة تمزج بين الماضي والحاضر، بين الجبال والوديان، بين الحصون الصامتة والناس البسطاء الذين يملكون قلوبًا دافئة. هي رحلة في الزمان والمكان، تأخذك بعيدًا عن صخب المدن الكبرى، وتمنحك فرصة لتأمل الجمال البرتغالي في أنقى صوره.
إذا كنت تبحث عن تجربة سفر هادئة، ثقافية، وثرية بالمشاهد الطبيعية، فإن جواردا هي الوجهة التي تستحق أن توضع على قائمتك. فاحزم حقائبك، وابدأ مغامرتك في مدينة الحصون والمناظر الخلابة.
8 سلوكيات خفية لدى الأشخاص لا تدل على أنهم أذكياء كما يعتقدون، بحسب علم النفس
ماذا يدور في عقول الأطفال؟
الخلافة الأموية: الإنجازات والتوسع والإرث
أكدت وكالة ناسا أن المسبار الأسطوري فوييجر 1 سجل اكتشافًا غير مسبوق على حافة النظام الشمسي والذي أحدث ثورة في الفيزياء الفلكية الحديثة
هل يمكن لكوكب الزهرة "التوأم الشرير" للأرض أن يحمل تحذيرًا خطيرًا بشأن تغير المناخ؟
٧ أكلات من المطبخ العربي يعشقها الأجانب
استكشاف الدمام: مزيج الطبيعة والثقافة في شرق السعودية
6 فوائد صحية مدهشة للبطاطا الحلوة
لماذا لا توجد حياة يمكن اكتشافها على المريخ
زنجبار: لؤلؤة العرب على شواطئ إفريقيا وملتقى طرق التجارة التاريخية