بيكيس: وجهة مميزة في المجر لمحبي التاريخ والطبيعة

ADVERTISEMENT

تجلس مدينة بيكيس في أقصى جنوب شرق المجر، جوهرة لم يكتشفها كثير من السيّاح. تبدو قرية كبيرة هادئة، لكنها تحفظ تراثاً قديماً. يخترقها نهر كوروس، يحيط بها منتزهات وممرات للمشاة والدراجات، ويمنحها هواء نظيفاً على مدار السنة.

نشأت بيكيس في العصور الوسطى كسوق للتجار والمزارعين. مرّ عليها العثمانيون، ثم استقرت في القرن الثامن عشر فبُنيت فيها كنائس وبيوت ذات شرفات خشبية. لا تزال الكنيسة الإصلاحية وصطبلات الطين المغطاة بالقش تقف كما كانت، والحي القديم يحتفظ بأزقته الضيقة وبواباته المزخرفة.

الطبيعة حول المدينة أهم ما يجذب الزائر. يتدفق نهر كوروس ببطء، تعلوه طيور النورس، بينما تحتضن محمية Körös-Maros أزهاراً برية وطيوراً مهاجرة لا تُرى في أماكن أخرى. الحدائق العامة مفتوحة للعائلات؛ يجلس الناس تحت أشجار القيقب أو يلعب الأطفال بجانب النافورات.

ADVERTISEMENT

كل صيف يملأ الفولكلور شوارع بيكيس. يرتدي السكان أزياءهم المطرزة، تعزف الفرق الموسيقى على الكمان والزمبلة، وتفتح النساء أواني الفول والكعك على الرصيف. في المساء تنتقل الأصوات إلى داخل الكنائس، حيث تقام حفلات موسيقى كلاسيكية تحت القباب القديمة.

يقدم المطعم الريفي حساء الغولاش ساخناً في قدور نحاسية، ويُخرج الفرن فطائراً محشوة بالجبن والبطاطا، بينما يباع مربى البرقوق في برطمانات زجاجية على الطرقات. ينام الزائر في غرفة خشبية داخل مزرعة، يستيقظ على صياح الديك وصوت آلات الحصاد.

يغادر القطار بودابست صباحاً ويصل إلى بيكيس بعد ثلاث ساعات. تنتظر الحافلات الصغيرة عند المحطة، ويوجد محل يؤجر دراجات هوائية وسيارات. تصلح المدينة لمن يريد التنزه بين الحقول، أو سماع قصص البيوت القديمة، أو مشاهدة الطيور فوق الماء.

toTop