button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

8 سلوكيات للأشخاص الذين نشأوا في منزل نادرًا ما كان يسوده السلام

ADVERTISEMENT

قد تكون النشأة في منزل متوتر دائمًا أمرًا صعبًا: أشبه بالمشي على حبل مشدود كل يوم. قد تعيش حياتك، غير مدرك للأنماط التي حملتها من طفولتك إلى مرحلة البلوغ. هنا، سنستكشف ثمانية سلوكيات نموذجية للأفراد الذين نشأوا في منازل لم تنعم بالسلام إلا نادرا ولعل فهم هذه السلوكيات يساعدك أنت أو أحد معارفك على اجتياز متاهة المشاعر والاستجابات المعقدة الناتجة عن مثل هذه التنشئة.

From pexels

1) الوعي المفرط بالبيئة المحيطة

غالبًا ما تُعزز النشأة وسط الاضطرابات من شعور الفرد بمحيطه. لا يتعلق الأمر بامتلاك مستوى إدراك خارق، بل يتعلق بعادة راسخة تتمثل في اليقظة الدائمة. يمكن أن يتجلى هذا الوعي المفرط بطرق مختلفة. قد تجد نفسك دائمًا تبحث عن أقرب مخرج في الغرفة، أو تُحلل غريزيًا مزاج ولغة جسد من حولك. والمشكلة تكمن في أن هذه الحالة من التأهب المفرط قد تكون مُرهقة. قد تؤدي إلى القلق وتجعل من الصعب عليك الاسترخاء حتى في بيئة آمنة. إن إدراك هذا السلوك هو الخطوة الأولى نحو فهم كيفية تأثير تربيتك على حياتك الحالية.

ADVERTISEMENT

2) صعوبة الثقة بالآخرين

قد تكون الثقة مفهومًا مُعقدًا بالنسبة للذي نشأ في أسرة مضطربة. يكون دائمًا في حالة تأهب، لا يعرف حقًا متى سيحدث الانفجار التالي. ونتيجة لذلك، ينشأ لديّه شكٌّ مُستمر بأن الناس ليسوا كما يبدون. يجد نفسه يشكك في دوافع الناس ونواياهم باستمرار. الأصدقاء والزملاء وحتى الشركاء العاطفيون، لن يكون أحدٌ بمنأى عن هذا التدقيق. يكون الأمر كما لو كان ينتظر دائمًا حدوث أمرٍ ما، ليكشف الناس عن "حقيقتهم". ولن يؤثر هذا على علاقاته فحسب، بل يؤثر أيضًا على قدرته على التواصل مع الناس على مستوى أعمق. لا يتعلق هذا السلوك بالارتياب أو السخرية، بل يتعلق بحاجةٍ عميقةٍ إلى الحفاظ على الذات، تنبع من طفولةٍ غالبًا ما كانت الثقة فيها مُنهارة.

3) الميل إلى صنع السلام

قال نيلسون مانديلا ذات مرة: "السلام ليس مجرد غياب الصراع؛ السلام هو خلق بيئةٍ يزدهر فيها الجميع". ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين نشأوا في بيئةٍ فوضوية قد يجدون أنفسهم يسعون جاهدين لخلق هذه البيئة السلمية مهما كلف الأمر. يبدو الأمر كما لو أنهم يحاولون تعويض غياب الهدوء في سنواتهم الأولى إن هذا السعي الدائم للسلام ليس صحيًا دائمًا. فقد يؤدي إلى سلوكيات تُرضي الآخرين، وعدم القدرة على مواجهة الخلافات مباشرةً. الحقيقة هي أن الخلاف جزء طبيعي من التفاعل البشري، ومحاولة تجنبه تمامًا قد تكون أكثر ضررًا من نفعه.

ADVERTISEMENT
From pexels

4) شعور متزايد بالتعاطف

هل تعلم أن الأطفال الذين ينشأون في منازل أقل سلامًا غالبًا ما يطورون شعورًا متزايدًا بالتعاطف؟ ينبع هذا من الحاجة إلى فهم وتوقع مزاج وسلوكيات من حولهم. إنها آلية تكيف، ومهارة بقاء تساعدهم على التعامل مع بيئتهم المتقلبة. في حين أن هذا الشعور المتزايد بالتعاطف قد يكون نعمة، إذ يسمح لك بالتواصل بعمق مع الآخرين، إلا أنه قد يكون عبئًا أيضًا. من السهل أن تغمرك مشاعر الآخرين، وتغفل عن مشاعرك واحتياجاتك.

5) الميل إلى استيعاب الصراع

العيش في بيئة كان الصراع فيها هو القاعدة قد يُؤدي إلى نفور عميق من الناس تجاهه. غالبًا ما تجد نفسك تكبت الخلافات أو المشكلات بدلًا من التعبير عنها. كأنك درّبت نفسك على الاعتقاد بأن التعبير عن استيائك أو سخطك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى. ومن المفارقات، أنك بكبت مشاعرك ومخاوفك، لا تتجنب الصراع، بل تؤجله فحسب. مع مرور الوقت، تتراكم هذه المشاعر المكبوتة، مما يؤدي إلى الاستياء والتوتر، وأحيانًا إلى نوبات غضب عارمة. يدل هذا السلوك على آليات التأقلم التي نطورها استجابةً لنشأتنا في منزل كان السلام فيه نادرًا.

ADVERTISEMENT

6) السعي إلى الكمال

في منزل مضطرب، غالبًا ما يسود اعتقاد خاطئ بأنه إذا استطعنا أن نكون مثاليين، فإن الفوضى ستتوقف. ربما كنت تحاول أن تكون الطفل "المثالي"، على أمل أن يُهدئ سلوكك الجيد من روع المنزل. وستحمل هذه الحاجة إلى الكمال معك إلى مرحلة البلوغ، ساعيًا دائمًا لتكون الأفضل في كل جانب من جوانب الحياة. لكن الحقيقة هي: الكمال وهم. إنه معيار بعيد المنال، لا يؤدي إلا إلى التوتر وخيبة الأمل.

From pexels

7) الاعتماد المفرط على السيطرة

عندما تكبر في بيئة تكون فيها الأمور على حافة الفوضى دائمًا، قد تبدو السيطرة بمثابة طوق نجاة. في حياتك، ستلاحظ هذا الميل إلى الرغبة في السيطرة على كل شيء من حولك. من التخطيط اليومي بدقة إلى وضع خطط طوارئ، لطالما ستشعر بالحاجة إلى السيطرة. في بعض النواحي، هذه آلية تكيف. لكن هذه الحاجة المستمرة للسيطرة قد تُسبب المزيد من التوتر والقلق. فهم هذا السلوك يُساعدنا على تعلم التخلي عن كل شيء وتقبّل أننا لا نستطيع التحكم في كل شيء في حياتنا. إنه جزء أساسي من الشفاء والنمو

ADVERTISEMENT

8) مرونة راسخة

إذا كان هناك شيء واحد تلاحظه في الأفراد الذين مروا بتجارب مماثلة، فهو: أنهم مرنون. لقد واجهوا بالحياة صعوبات كبيرة منذ الصغر، وتعلموا المراوغة والتكيف والاستمرار في التقدم. لقد واجهوا الشدائد وخرجوا منها ليس فقط كناجين، بل كمقاتلين أيضًا. هذه المرونة، وإن كانت نابعة من رحم المعاناة، فهي دليل على قوتهم. ربما يكون إدراك هذه المرونة واحتضانها الخطوة الأهم في رحلتهم نحو الفهم والشفاء

احتضان رحلة فهم الذات

إن إدراك هذه السلوكيات في النفس ليس سببًا لليأس، بل هو فرصة لفهم كيف شكّلك ماضيك ولتختار بوعي كيف تريد تشكيل مستقبلك .هذه العملية ليست مباشرة أو سريعة. إنها رحلة مليئة بالتأمل الذاتي، والإدراك، والتغييرات التدريجية. قال الفيلسوف فريدريك نيتشه بحكمة: "من لديه سبب للعيش يستطيع تحمل أي شيء تقريبًا". لذا، علينا أن نحتضن ماضينا، ونفهم حاضرنا، ونشكل مستقبلنا. علينا أن نجد "لماذا" الخاصة بنا

toTop