button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

أم قيس: مدينة الحضارات والإطلالة الساحرة

ADVERTISEMENT

أم قيس، تلك المدينة التاريخية التي تحمل في طياتها إرثًا ثقافيًا وحضاريًا عميقًا، تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في شمال الأردن. تتمتع هذه المدينة بموقع جغرافي مميز، حيث تطل على وادي اليرموك وتستفيد من إطلالة مذهلة على بحيرة طبريا في فلسطين المحتلة. يرجع تاريخ أم قيس إلى العصور القديمة، حيث كانت تعرف باسم "جدارا" في العصر الروماني، وكانت أحد أهم مدن الديكابوليس العشر. المدينة اليوم هي مزيج رائع من الآثار القديمة والطبيعة الخلابة، مما يجعلها وجهة سياحية مثالية لمن يبحث عن التاريخ والجمال في آن واحد.

تصوير ريان

تاريخ أم قيس وأهميتها في العصور القديمة

تاريخ أم قيس يمتد لآلاف السنين، وقد كانت المدينة جزءًا من الإمبراطورية الرومانية في العصور القديمة. كانت جدارا أحد المدن الرومانية المهمة في الديكابوليس، وهي مجموعة من عشر مدن قديمة كانت تتشارك الثقافة واللغة والتقاليد. المدينة ازدهرت في العهد الروماني والبيزنطي، وشهدت تطورًا كبيرًا في المجالات المعمارية والفنية والاقتصادية.

ADVERTISEMENT

في العصر الروماني، كانت جدارا مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا. شهدت المدينة بناء العديد من المعالم الهامة مثل المسرح الروماني، الذي كان يستوعب الآلاف من المتفرجين، وكذلك المعابد الرومانية، التي كانت مكرسة للآلهة المختلفة. كما اشتهرت بوجود العديد من النقوش والكتابات التي تروي قصصًا عن تاريخ المدينة وتطورها عبر العصور.

أما في العهد البيزنطي، فقد كانت أم قيس مركزًا هامًا للمسيحية في المنطقة، حيث تم بناء العديد من الكنائس التي تعكس الطابع الديني لهذه الفترة. يمكن للزوار اليوم رؤية بقايا هذه الكنائس والنقوش التي تزين جدرانها، مما يجعلها من أهم المواقع المسيحية في الأردن.

المعالم السياحية في أم قيس: من الآثار الرومانية إلى المناظر الطبيعية

تعد أم قيس من أبرز الوجهات السياحية في الأردن، حيث تضم العديد من المعالم التاريخية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. من أبرز هذه المعالم:

ADVERTISEMENT

المسرح الروماني

يُعد المسرح الروماني في أم قيس من أبرز الأمثلة على الهندسة المعمارية الرومانية في المنطقة، حيث تم تصميمه بعناية لتوفير صوت واضح ورؤية ممتازة من أي مقعد. يُعتقد أن المسرح كان مركزًا للحياة الثقافية والسياسية في المدينة خلال الفترة الرومانية، حيث أُقيمت فيه عروض مسرحية وخطابات وأحداث رياضية. تُظهر الأحجار المنقوشة عليه أسماء الشخصيات البارزة التي ساهمت في بنائه أو دعمت الفعاليات التي أُقيمت فيه. اليوم، يُستخدم المسرح لاستضافة مهرجانات فنية وثقافية تعيد إحياء روح العصور القديمة، مما يجعله جزءًا حيًّا من الهوية الحديثة لأم قيس.

الكنائس البيزنطية

تشمل الكنائس البيزنطية في أم قيس مواقع مثل كنيسة "القديسة مريم" وكنيسة "القديس جورج"، التي تحتوي على فسيفساء ملونة تُصوّر مشاهد دينية وطبيعة خلابة. تُظهر هذه الفسيفساء دقة الحِرف اليدوية البيزنطية واهتمامها بالتفاصيل، مع استخدام الزخارف الهندسية والنباتية التي تُحيط بالمشاهد المسيحية. بعض الكنيسة ما زالت تحتفظ ببقايا أعمدة رخامية ونوافذ مزخرفة، مما يعكس عظمة العمارة الدينية في ذلك العصر. تُعد هذه الكنائس دليلاً على انتشار المسيحية في المنطقة قبل ظهور الإسلام، وهي تجذب الباحثين والمؤرخين لدراستها كجزء من التاريخ الديني للمنطقة.

ADVERTISEMENT
تصوير إيهاب أحمد

المقابر الرومانية

تشمل المقابر الرومانية في أم قيس أنواعًا مختلفة، مثل المقابر الحجرية المحفورة في الصخور والمقابر المُغطاة بالقباب. تحتوي بعضها على نقشات باللغة اللاتينية واليونانية القديمة، تُشير إلى أسماء وألقاب أصحابها، بالإضافة إلى عبارات تعبّر عن التوديع أو التمني بالخلود. تكشف دراسات الآثار عن أدوات طُعِنت مع الموتى، مثل الأواني الفخارية والمجوهرات، مما يدل على معتقدات الرومان حول الحياة بعد الموت. تُعتبر هذه المقابر مصدرًا غنيًّا للمعلومات حول العادات الاجتماعية والدينية، وتُظهر كيف كانت المجتمعات القديمة تتعامل مع الموت والتخليد.

الأسواق القديمة

تمتد الأسواق القديمة في أم قيس على طول طرق تجارية كانت تربط المدن الرومانية والبيزنطية، مما جعلها مركزًا حيويًّا للتبادل التجاري. تضم هذه الأسواق بقايا محال تجارية صغيرة كانت تبيع التوابل، والخزف، والمنسوجات، بالإضافة إلى ورش لصناعة المعادن والزجاج. يُمكن للزوار رؤية آثار أحواض المياه والمقاعد الحجرية التي كانت تُستخدم للراحة، مما يُظهر اهتمام الرومان بتنظيم المساحات العامة. تُعد هذه الأسواق نموذجًا مصغرًا لفهم الاقتصاد والحياة اليومية في العصور القديمة، كما تُظهر كيف كانت التجارة تُشكّل نسيج المجتمع المحلي.

ADVERTISEMENT

البحيرة ووادي اليرموك

يمتد وادي اليرموك بخضته الطبيعية وجداوله المائية التي تُغذيها الأمطار الموسمية، مما يجعله ممرًا بيئيًّا مهمًّا للطيور المهاجرة. تُطل منحدرات الوادي على بحيرة طبريا التي تُعتبر واحدة من أعلى مصادر المياه العذبة في المنطقة، وهي تُضيف بُعدًا استراتيجيًّا لجغرافيا أم قيس. يُنظم في الوادي مسارات للمشي لمسافات طويلة (Trekking) تمرّ بنباتات نادرة مثل الزيزفون والسنط، مما يجذب عشاق الطبيعة والمصورين. تُستخدم بعض أجزاء الوادي اليوم لزراعة الزيتون والتين، مما يربط الماضي الزراعي بالحاضر الاقتصادي، ويُبرز تنوع الموارد الطبيعية في المنطقة.

الثقافة والتراث في أم قيس

ثقافة أم قيس تمتاز بتنوعها وثرائها، حيث تتمثل في مزيج من التأثيرات الرومانية والبيزنطية والإسلامية. المدينة تحتفظ بالعديد من المعالم التي تعكس هذه التأثيرات، مثل الفسيفساء الرومانية التي تزين بعض الكنائس والمنازل القديمة، وكذلك النقوش البيزنطية التي تروي تاريخ المدينة عبر العصور.

ADVERTISEMENT

تشهد المدينة أيضًا احتفالات ومهرجانات ثقافية على مدار العام، مثل مهرجان أم قيس الثقافي، الذي يُنظّم في فصل الصيف ويضم فعاليات متنوعة مثل العروض المسرحية والموسيقية والرقصات التقليدية. هذه الفعاليات تمثل فرصة رائعة للتعرف على الثقافة المحلية والفنون التقليدية في الأردن.

تصوير ديفيد بيورغن

السياحة البيئية في أم قيس

تعتبر أم قيس وجهة سياحية مثالية لأولئك الذين يحبون استكشاف الطبيعة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. يمكن للزوار الاستمتاع بالتنزه في المناطق المحيطة بالمدينة، حيث تتنوع المناظر الطبيعية بين الجبال الخضراء والسهول الواسعة. كما توفر المنطقة العديد من الفرص للمشي في مسارات طبيعية، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الرحلات البيئية.

تتميز أم قيس بتنوع الحياة البرية والنباتات، حيث يمكن للزوار اكتشاف العديد من الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات. المنطقة قريبة أيضًا من محمية وادي اليرموك، التي تعدّ واحدة من أهم المحميات الطبيعية في الأردن، مما يوفر فرصًا ممتازة لمراقبة الطيور والحيوانات البرية.

ADVERTISEMENT

الأطعمة المحلية في أم قيس

المنسف

يُعد المنسف الرمز الأبرز لكرم الضيافة في الأردن، ويُحضّر بطبقات من الخبز العربي المُروّى بلبن الزبادي، ويُغطّى بلحم الضأن المسلوق في مرق غني بالتوابل كالهيل والقرفة. تُضيف المطاعم المحلية في أم قيس لمسة خاصة عبر استخدام لبن جاموسي طازج وخبز محلي مصنوع يدويًّا، مما يعزز النكهة التقليدية. يُقدّم الطبق في أطباق واسعة يأكل منها الجميع بأيديهم، رمزًا للتواصل المجتمعي. يُعتبر المنسف خيارًا شائعًا في المناسبات العائلية والاحتفالات، وهو جزء من تراث البادية الذي يعكس العلاقة بين الأرض والناس. زيارة أم قيس دون تذوّق المنسف تعني إضاعة جزء من الروح الثقافية للمنطقة.

الفتة

تُحضّر الفتة في أم قيس بطبقات من الخبز المحمص، ولحم الغنم المفروم، وصلصة اللبن الرائب المخلوطة بالثوم والنعناع المجفف. تُزيّن بشرائح الفلفل الأخضر الحار وزيت الزيتون المحلي، مما يخلق توازنًا بين الحلاوة والحمض والتوابل. تُقدم في المطاعم الصغيرة كوجبة يومية، وتُعتبر وجبة اقتصادية غنية بالبروتين والكربوهيدرات. تشتهر بعض العائلات في المدينة بوصفات سرّية تضيف فيها مكونات مثل الكسكس أو الحمص المسلوق. تُعد الفتة تعبيرًا عن التكيف مع الموارد المحدودة، وهي شاهد على كيفية تحويل المكونات البسيطة إلى أطباق لذيذة تعكس تاريخ المنطقة الزراعي والرعوي.

ADVERTISEMENT

الكنافة

تُحضّر الكنافة في أم قيس باستخدام جبن محلي قليل الملوحة، ويُغطّى بشراب ممزوج بالزعفران وقطر الورد، مما يمنحها طعمًا فريدًا. تُخبز في صواني ضخمة ثم تُقطّع إلى مربعات ساخنة، وتُقدم في المقاهي التقليدية مع القهوة العربية. تُختلف وصفة الشراب حسب كل مخبز، فبعضها يُضيف عسلًا طبيعيًّا من مناحل قريبة من وادي اليرموك. تُعد الكنافة جزءًا من المناسبات الدينية والاجتماعية، خصوصًا في رمضان والأعياد، حيث تُوزّع على الجيران كرمز للمشاركة. تُعتبر هذه الحلوى امتدادًا للحضارات التي سكنت المنطقة، من النبطيين إلى العثمانيين، الذين أثروا في تقنيات صنع الحلويات.

البقلاوة

تُحضّر بقلاوة أم قيس بطبقات رقيقة من العجين المُدهن بالزبدة، وتُحشى بمكسرات محلية مثل الجوز واللوز، وتُغطّى بشراب سميك من السكر وقطر الليمون. تُختلف أشكالها بين المثلثات والحلقات، وتُزيّن بقطع ذهبية من ورق النحاس لتتماشى مع الطابع التراثي للمدينة. تُعد من الحلويات الشتوية المميزة، وتُقدّم مع الشاي المُحلى بالنعناع. تُنتج بعض الحرفيات في أم قيس بقلاوة خالية من الغلوتين باستخدام دقيق الذرة، مما يعكس التكيف مع الاحتياجات الحديثة مع الحفاظ على التقليد. تُعتبر هذه الحلوى تراثًا دمشقيًّا دخل إلى الأردن عبر الطرق التجارية القديمة، وتُظهر كيف اندمجت الثقافات في مطبخ المنطقة.

ADVERTISEMENT
تصوير دانييل كيس

كيف تصل إلى أم قيس ؟

أم قيس تقع في شمال الأردن، بالقرب من الحدود السورية والفلسطينية. يمكن الوصول إليها بسهولة من العاصمة عمان عبر الطريق السريع، حيث يبعد المسافة حوالي 120 كيلومترًا. تعد المدينة مكانًا مثاليًا للتوقف أثناء القيام بجولة سياحية في شمال الأردن، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالآثار التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة في منطقة واحدة.

أم قيس، وجهة سياحية فريدة

تعتبر أم قيس من أهم الوجهات السياحية في الأردن، حيث تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة. من المعالم الرومانية المدهشة إلى الكنائس البيزنطية الفريدة، توفر المدينة تجربة غنية للمسافرين من جميع أنحاء العالم. إضافة إلى ذلك، فإن موقعها الجغرافي المتميز يجعلها نقطة انطلاق رائعة لاستكشاف شمال الأردن. إن زيارة أم قيس هي تجربة ثقافية وبيئية مميزة ستترك في ذاكرة الزوار ذكريات لا تُنسى.

toTop