٢٥ عامًا من التقدم المذهل في علاج أمراض القلب. فلماذا لا تزال السبب الأول للوفاة؟

ADVERTISEMENT

شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا واضحًا في علاج أمراض القلب، مثل عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVR)، والتي أصبحت بديلًا أكثر أمانًا وأقل توغلًا من جراحة القلب المفتوح. تُجرى العملية بإدخال قسطرة في الشريان الفخذي لزرع الصمام الجديد، وتتميز بسرعة التعافي وفعالية عالية، حيث يعود المريض إلى منزله خلال أيام.

ساعدت الجراحة الروبوتية في زيادة دقة الإصلاحات القلبية مثل إصلاح العيوب الأذينية والمجازة التاجية. تطور أيضًا مجال أجهزة تنظيم ضربات القلب، فأصبحت أكثر تقدمًا، وتُراقب عن بُعد باستخدام الهاتف الذكي، مما يسمح للطبيب بمتابعة صحة المريض باستمرار. أدى إدخال أدوية جديدة إلى البروتوكولات العلاجية التقليدية إلى تحسين وظائف القلب وتقليل الوفيات المرتبطة بقصور القلب.

ADVERTISEMENT

إلى جانب العلاجات الدوائية، أصبح ممكنًا الوقاية من الرجفان الأذيني باستخدام القسطرة التي تعالج الأنسجة المحيطة بالأوردة الرئوية. وفي حالات النوبات القلبية الحادة، تُجرى عمليات قسطرة لفتح الشرايين التاجية المتضررة وزرع شبكات داعمة لإعادة تدفق الدم. تُجرى أيضًا أبحاث لتطوير زراعة قلب خنزير مُعدّل جينيًا، مما قد يُحدث تغييرًا كبيرًا في زراعة الأعضاء مستقبلًا.

رغم الابتكارات، شهدت معدلات الوفاة من أمراض القلب مؤخرًا استقرارًا ثم ارتفاعًا، بعد أن كانت تنخفض باستمرار منذ الستينات. السبب الرئيسي يعود إلى تغيّرات نمط الحياة، مثل زيادة معدلات السمنة، السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم غير المعالج، وهي عوامل تؤدي إلى تزايد أمراض القلب، خاصةً بين النساء غير المدخنات والشباب.

ADVERTISEMENT

ساهمت حملات مكافحة التدخين، واستخدام أدوية الستاتينات وخافضات الضغط، في تقليل الوفيات. لكن العادات الغذائية السيئة ونمط الحياة الخامل، المدعومين بالتسويق المكثّف للأطعمة المعالجة، يقوّضان هذه المكاسب. ولذا، ورغم فعالية العلاجات الحديثة، لا تزال أمراض القلب السبب الأول للوفاة. التركيز على الوقاية أصبح ضروريًا، فالحفاظ على الصحة يبدأ من نمط الحياة اليومي للفرد، وليس فقط من تدخلات الطبيب.

toTop