زعمت شركة ناشئة أن جهازها قادر على علاج السرطان. لكن هذا لم يكن ممكنًا.

ADVERTISEMENT

في يناير 2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً استقصائياً كشفت فيه عن تجاوزات خطيرة ارتكبتها شركة «إكسثيرا ميديكال» الناشئة في كاليفورنيا. زعمت الشركة أن جهازها «سيراف 100» يعالج السرطان بتصفية خلايا الورم المتنقرة في الدم. الجهاز طوّرته وكالة DARPA لمواجهة أخطار بيولوجية عسكرية، ومنحته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إذن استخدام طارئ فقط أثناء جائحة كوفيد-19 لتقليل الحمل الفيروسي لدى عدد من المرضى.

بعد ذلك حاولت «إكسثيرا» توسيع استخدام الجهاز ليشمل السرطان، مستندة إلى دراسة أولية موضع شك أُجريت في كرواتيا على 12 شخصاً بقيادة طبيب ليس أخصائياً في الأورام. لم تكن هناك بيّنة علمية قوية، لكن مسؤولي الشركة بالغوا في الترويج، وزعموا شفاء بعض المرضى بالكامل، دون أن تؤيد ذلك أي مراجعة علمية.

ADVERTISEMENT

لما رفضت إدارة الغذاء والدواء السماح باستخدام الجهاز في علاج السرطان، أقامت الشركة بالتعاون مع «كوادرانت مانجمنت» بقيادة آلان كواشا عيادة في أنتيغوا حيث القواعد التنظيمية غير مشددة. هناك خضع المرضى لجلسات مقابل 45 ألف دولار، بلا إشراف متخصص ولا تجهيزات ملائمة، ونُصحوا بتجنب العلاج الكيميائي.

كانت النتائج مأساوية: تدهورت أحوال عدد من المرضى أو توفوا بعد العلاج. انتشر سرطان ديفيد هدلو بسرعة، واحتاج برايان ويثي إلى عناية مركزة بعد خسارة كمية كبيرة من الدم، وتوفي جون بوين بسبب متلازمة خطيرة، بينما ساءت حالة كايل تشوب بعد تأجيل العلاج الكيميائي. أشلي سوليفان شهدت تحسناً مؤقتاً ثم عادت أورامها أكثر عدوانية قبل وفاتها بفترة وجيزة.

ADVERTISEMENT

نبه موظفون من داخل الشركة إلى خطورة العيادة في أنتيغوا، ووصفوها بأنها «تجربة بشرية غير أخلاقية»، لكن الإدارة تجاهلت التحذيرات. عقب نشر التقرير أنكرت الشركة مسؤوليتها وقطعت علاقاتها ببعض الأطراف، بينما أثبت التحقيق وجود تسويق احتيالي واستغلال للمرضى وغياب تام للمساءلة.

تؤكد النتائج خطورة الترويج لعلاجات غير معتمدة لمرضى السرطان عبر استغلال ثغرات تنظيمية، وتدعو إلى تشريعات صارمة تحمي المرضى من الوعود الكاذبة والأضرار الكارثية.

toTop