ما مدى قربنا من رؤية الضوء الأول للكون؟

ADVERTISEMENT

قبل نحو 13.8 مليار سنة، خضع الكون لتحولات كبرى. أبرزها "عصر الضوء الأول" حين بدأت النجوم والمجرات الأولى بإضاءة الظلام الذي أعقب الانفجار العظيم. خلال "العصر المظلم"، غطّى ضباب من الهيدروجين المتعادل الكون، فحجب الضوء عن الانتشار. لاحقًا، جذبت الجاذبية السُحب الغازية فانتهى بها الأمر إلى الانهيار، فولدت أول نجوم وانطلقت فترة "إعادة التأيين" التي شكّلت الكون الذي نراه اليوم. فهم هذا الضوء الأول ضروري لمعرفة كيف نشأت المجرات والنجوم وما كانت ظروف ظهورها المبكر.

تقنيات رصد متقدمة قربت العلماء من تلك المرحلة. يستخدم تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) الأشعة تحت الحمراء ليجتاز الغبار الكوني ويلتقط الضوء الخافت الآتي من بدايات الكون. يُنتظر أن يوفّر التلسكوب العملاق للغاية (ELT) في تشيلي صورًا دقيقة للمجرات الأولى. تعتمد مصفوفة HERA على الفلك الراديوي لتسجيل إشعاع الهيدروجين المحايد من العصر المظلم، فتكشف بذلك تفاصيل ولادة أولى الهياكل الكونية.

ADVERTISEMENT

رغم التقدم، تبقى المسافات الطويلة التي يقطعها الضوء القديم وضعف الإشارة ووجود الغبار وغاز الهيدروجين عقبات كبيرة. يساعد JWST في تجاوز جزء منها، لكن التعرف على النجوم الأولى - "نجوم السكان الثالث" - لا يزال صعبًا لأن عمرها قصير وحرقها عالي الطاقة، ما يحد من أعدادها ويحتّم الرصد غير المباشر عبر آثارها الكيميائية.

يُعَدّ العلماء لتقنيات مقبلة مثل تلسكوب نانسي جريس رومان ومصفوفة الكيلومتر المربع (SKA)، بينما يسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات البيانات الفلكية الضخمة. بهذه الجهود يقترب البشر يومًا بعد يوم من رؤية الضوء الأول، وهو إنجاز علمي يعمّق فهمنا لكيفية نشأة الكون وتطور المجرات وظهور المادة المظلمة والطاقة المظلمة.

toTop