التاريخ غير الملائم لصناعة العافية

تحولت صناعة العافية من توجه بديل للصحة إلى اقتصاد عالمي تبلغ قيمته أكثر من 5.6 تريليون دولار. لم يعد مفهوم العافية يقتصر على غياب المرض، بل أصبح يشمل السعي المستمر نحو الرفاهية الجسدية والنفسية والعاطفية. تضم الصناعة قطاعات متعددة مثل التغذية، اللياقة، الرعاية الذاتية، الطب البديل، الصحة النفسية، وسياحة العافية، وتتوسع لتشمل الإعلام، الأزياء، التكنولوجيا، والعقارات.

ترجع جذور "العافية" إلى تقاليد قديمة مثل الأيورفيدا والطب الصيني، لكنها أخذت شكلاً تجارياً في أمريكا منذ خمسينيات القرن العشرين، عندما وضع هالبرت ل. دان الأساس الفلسفي لحركة العافية الحديثة. شهدت السبعينيات نقطة تحول مع انتشار الأغذية العضوية، اليوغا، والعلاجات الطبيعية. لاحقاً، ساهمت مؤسسات مثل جوجل وشخصيات مثل ديباك تشوبرا وغوينيث بالترو في تحويل العافية إلى سلعة وتحويلها إلى توجه رئيسي.

ساعدت العولمة والتكنولوجيا، مثل الأجهزة القابلة للارتداء وتطبيقات الصحة، في ترسيخ ثقافة العافية كهوية شائعة. تمثل شركات مثل Whole Foods وLululemon وPeloton هذا التوجه. في المقابل، تكشف الصناعة عن جوانب سلبية، منها العلم الزائف وترويج منتجات لا تستند إلى أدلة، مثل شاي الديتوكس والمعالجة المثلية، مما دفع جهات رقابية مثل FDA وFTC لإصدار تحذيرات متكررة.

تعاني الصناعة من نخبوية واضحة، إذ تقتصر العافية غالباً على الأثرياء، ويُستغل القلق ومشاكل صورة الجسم، خصوصاً لدى النساء، لتحقيق الربح. يثير تسويق ممارسات تقليدية مثل اليوغا انتقادات حول الاستيلاء الثقافي.

رغم ذلك، تستمر الصناعة في النمو، مدفوعة باتجاهات مثل دمج الذكاء الاصطناعي في تشخيص الصحة، تخصيص الأنظمة الغذائية، ودمج العافية بالصحة النفسية. يشهد السوق أيضاً توجهات نحو الاستدامة، والشفافية، والتعاون الطبي في إطار مفهوم الصحة التكاملية.

إن فهم خلفية صناعة الصحة والعافية ضروري لإصلاح مسارها، فبينما تحمل وعوداً حقيقية للرفاهية، تحتاج إلى تنظيم صارم ونُهج قائمة على الأدلة لضمان عدالة الاستفادة منها ووضع ممارساتها في سياق ثقافي سليم.