رامي العلي يصبح أول مصمم سوري ينضم إلى الاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية والموضة

أصبح رامي العلي أول مصمم سوري ينضم إلى الاتحاد الفرنسي المرموق للهوت كوتور والموضة (Federation de la Haute Couture et de la Mode) كعضو ضيف، ما يمنحه الفرصة لعرض مجموعته لخريف/ شتاء 2025 في التقويم الرسمي للهوت كوتور.

يشتهر المصمم السوري المقيم في دبي بأزياء السهرة المنحوتة، وكانت دعوة الانضمام إلى جدول الاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية والموضة تكريماً نادراً لداره، مكّنته من الدخول إلى صفوف النخبة في عالم الموضة، ومنحته الحق القانوني في أن يطلق على نفسه لقب مصمم أزياء راقية.

الاتحاد الباريسي للأزياء:

يمنح الاتحاد الباريسي للأزياء هذا اللقب فقط للعلامات التجارية التي تفي بمعاييره الصارمة في الحرفية والفن، وتعتبر الأزياء الراقية تسمية محمية قانونياً بموجب القانون الفرنسي.

لا يحمل العضوية الدائمة سوى عدد قليل من الدور، بما في ذلك شانيل وديور وجيفنشي وجان بول غوتييه، إلى جانب عدد قليل من الأعضاء الضيوف المدعوين لعرض مجموعاتهم كل موسم. سيتم عرض مجموعة العلي الأخيرة في 10 تموز / يوليو، وفقاً للتقويم المؤقت.

شعار الاتحاد الأزياء والموضة الفرنسي

دار العلي:

تأسست دار أزياء العلي التي تحمل اسمه في عام 2001، وأصبحت مشهورة بين العملاء المتميزين الذين يبحثون عن ملابس أنيقة للمناسبات المصممة بعيون مهندس معماري.

على الرغم من أنه عرض أعماله بالفعل في باريس إلى جانب الجدول الرسمي، إلا أن ظهوره الشهر المقبل سيكون أول مشاركة رسمية له - وهو لحظة حاسمة في رحلة تتميز بالاتساق والمثابرة.

يعزز صعود العلي سمعته كأحد المصممين الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، كما يؤكد على المكانة المتنامية للمنطقة في هذه الصناعة.

المصمم السوري رامي العلي

العلي هو واحد من عدد قليل من المصممين العرب المدرجين في جدول الأزياء الراقية الرسمي. وتضم القائمة أيضًا المصممين اللبنانيين جورج حبيقة وإيلي صعب وزهير مراد وغيرهم، بالإضافة إلى مصمم الأزياء السعودي محمد عشي. وقد ساعدت الأسماء الإقليمية السابقة التي دُعيت للانضمام إلى جدول الأزياء الراقية، في وضع المنطقة كمركز للحرفية المعقدة والأناقة الجريئة. وفي حين أن الأزياء الراقية هي استثناء من الموضة السائدة – فهي تستهدف احتياجات ورغبات حوالي 2000 امرأة في جميع أنحاء العالم – فإن ارتقاء اسم آخر من الشرق الأوسط إلى صفوفها المرموقة هو دليل آخر على تأثير المنطقة.

السيرة الذاتية والتعليم:

درس العلي الاتصالات المرئية في كلية الفنون الجميلة في دمشق، وتخرج في عام 1995. حوالي عام 1997، انتقل إلى الإمارات العربية المتحدة (دبي) للعمل مع دور الأزياء الإقليمية قبل أن يطلق علامته التجارية الخاصة في عام 2001.

الصعود إلى الشهرة الدولية:

حقق العلي إنجازا كبيرا في مجال تصميم الأزياء في عام 2009 عندما ظهرت تصميماته في أسبوع "روما ألتا مودا" في إيطاليا، ولعدة مواسم متتالية، ما يمثل دخوله إلى عالم الأزياء الأوروبية. كما عرض تصميماته لأول مرة في أسبوع باريس للأزياء الراقية في عام 2012، ليصبح أحد أوائل المصممين من الشرق الأوسط الذين حصلوا على هذا التمييز.

وعلى مر السنين، ظهر باستمرار في جدول الأزياء الراقية الرسمي، فقد سبق له أن عرض تصاميمه في عواصم الموضة مثل دبي وميلانو وموسكو قبل ظهوره الأول في باريس، ما يشير إلى الاعتراف الرسمي من قبل Fédération de la Haute Couture et de la Mode.

في عام 2014، وسع العلي مجموعته من خلال إطلاق مجموعة ملابس جاهزة تتميز بالتفاصيل الكلاسيكية والأنيقة، والتي تعكس نهجا حديثا لتصميمات ملابس السهرة الفاخرة. واستمرت علامته التجارية بالتطور حتى أطلق مجموعته "رامي العلي بالأبيض" في عام 2020، والتي هي مجموعة من فساتين الزفاف الجاهزة.

الأسلوب المميز والمجموعات:

يشتهر بدمج الزخارف السورية المعقدة مع التصاميم الغربية الحديثة، وهو ما يصفه بأنه مزيج من ”الشرق والغرب“. وقد أشيد بأعماله لمزجها السلس بين تراثه الشرق أوسطي وحساسيته الغربية. تتميز مجموعته بالتطريز اليدوي الرائع والتصاميم النحتية ومزيج من الحرفية السورية التقليدية مع تقنيات الأزياء الراقية الحديثة.

عميلات بارزات وتقدير الصناعة:

يشتهر بأزيائه الفاخرة، وتمزج أعماله بين الفخامة الشرق أوسطية وتأثيرات الأزياء الراقية الأوروبية، ما يجعله المفضل لدى العملاء البارزين في العالم العربي وخارجه. وقد ارتدت الكثيرات من المشاهير والأسماء اللامعة إبداعاته، بما في ذلك أمل كلوني وإيفا لونغوريا وجنيفر لوبيز وجيسيكا شاستين وبيونسيه، وناومي كامبل وهيلين ميرين وآيشواريا راي ويسرا وشارون ستون، وغيرهن...

أصبح العلي أول مصمم سوري يدخل قائمة BoF 500 —2023 The Business of Fashion، لأكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم الموضة.

الممثلة الهندية آيشواريا راي

الإرشاد والتأثير الثقافي:

رامي العلي ملتزم بتنمية المواهب الناشئة من خلال برامج الإرشاد في Esmod Dubai ومع مجلس دبي للتصميم والأزياء.

وقد أطلق منصة "أرض ديار"، وهي مبادرة مجتمعية تهدف إلى تشجيع التواصل مع شخصيات سورية راسخة من أجل دعم المواهب السورية الناشئة في جميع أنحاء العالم، من خلال تعزيز الإرشاد والتبادل الثقافي. كما تعمل على بناء القدرات والاستثمار بها لمستقبل مزدهر.

يخصص العلي جزءا كبيرا من تصميماته للفن وتعزيز دور المرأة وتمكينها. وقد أبرز ذلك في معرضه بعنوان "ثورات شخصية" في عام 2019. وسلط معرضه الضوء على بدايات الحركة الفنية النسائية في سوريا، مع التركيز على التراث الفني السوري، ودور المرأة في الساحة الفنية السورية.

الخاتمة:

رامي العلي هو شخصية رائدة في الربط بين الأزياء الراقية السورية والعالمية: فهو يجمع بين الحرفية التقليدية والقصات الأنيقة، ويحظى باعتراف رسمي من خلال أسبوع أزياء "روما ألتا مودا"، وأسبوع أزياء باريس. كما يحظى بإشادة المشاهير واحترام الصناعة بأكملها، ويدعم الجيل القادم من المبدعين من خلال التوجيه والمنصات الثقافية.