ما مدى تأثير انفجار المركبة الفضائية على الغلاف الجوي؟

ADVERTISEMENT

في 16 يناير 2025، انفجرت المرحلة العليا من مركبة ستارشيب 7 التابعة لشركة سبيس إكس على ارتفاع نحو 90 ميلاً، وتناثرت أجزاؤها فوق منطقة الكاريبي. الحدث أثار مخاوف بيئية لا تتعلق فقط بالمشهد الناري، بل بما أُطلق في الغلاف الجوي من ملوثات. وفقًا لتقديرات الكونور باركر من كلية لندن الجامعية، انبعث نحو 45.5 طنًا من أكاسيد المعادن و40 طنًا من أكاسيد النيتروجين. أكاسيد النيتروجين تُدمّر طبقة الأوزون، بينما تبقى أكاسيد المعادن في الستراتوسفير، فتُغيّر انعكاس الضوء وتؤثر في المناخ.

تتكوّن أكاسيد النيتروجين من الاحتراق شديد الحرارة، وتُسرّع تفكك الأوزون عند وصولها إلى طبقة الستراتوسفير. أما أكاسيد المعادن فتنتج من احتراق هيكل الصاروخ المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ. الفولاذ أقل ضررًا من الألومنيوم المستخدم في معظم الصواريخ، لكن حُطامه يترك جسيمات دقيقة تُغيّر تكوّن السحب وتؤثر في الإشعاع الشمسي. أشار باركر إلى أن حجم التلوث الناتج يعادل ثلث التلوث السنوي الناتج عن النيازك الطبيعية، وهو رقم يكشف حجم الأثر مقارنة بأنشطة بشرية يُمكن الاستغناء عنها.

ADVERTISEMENT

لم تقتصر الأضرار على الغلاف الجوي، إذ سقط الحطام على جزر الكاريبي مثل تركس وكايكوس. وجدت قطع قرب منازل، وعرضت أخرى للبيع، فأضافت بعدًا غريبًا للأثر البيئي. التلوث البحري أيضًا موضع قلق، إذ يؤثر الحطام ووقود الصاروخ سلبًا في النظم البيئية البحرية. فُرض حظر طيران مؤقت، فاضطربت الرحلات الجوية وتبيّنت التبعات اللوجستية لهذا النوع من الحوادث.

تكرار فشل الإطلاق يُثير تساؤلات حول التكاليف البيئية المتزايدة لصناعة الفضاء. رغم التقدم في الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام والوقود النظيف، إلا أن تكرار الحوادث يُعيق تحقيق الأهداف البيئية. دعا الباحثون إلى تشديد الرقابة على انبعاثات الصواريخ، خاصة تلك التي تخترق الطبقات العليا للغلاف الجوي، وإلى إبرام اتفاقيات دولية للرصد البيئي. الشفافية ضرورية، ويجب تقديم تقييم بيئي دقيق لكل إطلاق وفشل. مع استمرار السباق الفضائي، يبقى الحفاظ على البيئة ضرورة لا يُمكن تجاهلها.

toTop