ربما تكون الثقوب السوداء "البدائية" الصغيرة التي نشأت أثناء الانفجار العظيم قد نمت بسرعة إلى أحجام هائلة

ADVERTISEMENT

تشكل الثقوب السوداء الهائلة إحدى أكبر ألغاز علم الكون الحديث، حيث رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي وجودها بعد 700 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، بل وأحيانًا قبل ذلك. من الأمثلة اللافتة، الثقب الأسود CEERS 1019 بكتلة تبلغ 9 ملايين كتلة شمسية، وظهر بعد 570 مليون سنة من الانفجار العظيم. الاكتشاف يتحدى النماذج التقليدية التي تفترض أن نمو الثقوب السوداء يتطلب أكثر من مليار سنة عبر التراكم أو الاندماج.

نظرية جديدة في علم الكونيات تقترح أن الثقوب السوداء الهائلة لم تبدأ صغيرة، بل نشأت كثقوب سوداء بدائية بعد الانفجار العظيم مباشرة. هذه الثقوب، على عكس الثقوب السوداء النجمية الناتجة عن موت النجوم، تكونت من تقلبات الكثافة في المادة الساخنة والكثيفة للكون المبكر، وانهارت بفعل جاذبيتها الذاتية دون تدخل نجوم.

ADVERTISEMENT

الثقوب السوداء البدائية يُعتقد أن كتلتها تختلف بشكل كبير اعتمادًا على ظروف نشأتها، لكنها لم تُرصد مباشرة حتى الآن. ومع ذلك، تشير الدراسات المستندة إلى محاكاة كونية متقدمة إلى أن هذه الثقوب تنمو بسرعة في الظروف المناسبة، ما يتيح لها الوصول إلى أحجام هائلة في فترات زمنية أقصر بكثير من المتوقع.

الميزة الأبرز للثقوب السوداء البدائية هي تاريخها المبكر، ما يمنحها وقتًا أطول للنمو داخل البيئة الكثيفة والغنية بالغاز للكون الفتي. يرى علماء مثل جون ريغان أن وجود هذه الثقوب منذ بدايات الكون يجعل فكرة تطورها إلى ثقوب سوداء فائقة الكتلة أكثر منطقية، وهو ما يفسر أيضًا كثرة اكتشاف هذه الأجسام عبر تلسكوب جيمس ويب. ربما عملت هذه الثقوب كبذور نمت مع تكوّن المجرات.

ADVERTISEMENT

إذا ثبت وجود الثقوب السوداء البدائية، فستساهم كذلك في تفسير المادة المظلمة وتشكل الكون المبكر. رغم غياب الدليل المباشر حاليًا، فإن بعثات مستقبليّة مثل LISA وتلسكوبات الجيل القادم ستفتح باب الكشف عنها. في حال تأكيد وجودها، سيُعاد النظر بجذور تشكّل الكون ودور الثقوب السوداء فيه.

toTop