يزد في إيران: مدينة أبراج الرياح والنار الزرادشتية

ADVERTISEMENT

تقع مدينة يزد وسط إيران بين الصحارى وسلاسل الجبال، وتُعد من أقدم مدن العالم التي سكنها الناس دون انقطاع. تتميّز المدينة ببيوت من الطوب اللبن وأبراج الرياح العالية، وهي مركز رئيسي للديانة الزرادشتية التي لا تزال حاضرة في تفاصيل الحياة والطقوس اليومية.

الاسم "يزد" يعود لجذر فارسي يعني "الإله" أو "المقدّس"، ما يعكس روحانيّة المدينة وكونها ملاذًا للزرادشتيين عبر العصور. في قلب المدينة القديمة، تسير في الأزقة الضيقة والأسواق التراثية مثل بازار خان؛ حيث تُباع التحف المحلية والأقمشة والحلويات التقليدية مثل القطّاب.

ADVERTISEMENT

محبي التاريخ يجدون أنفسهم أمام كنز حضاري. من أبرز معالم يزد مجمع أمير جخماق بساحته التاريخية ذات الأقواس المتناظرة، ومسجد الجمعة بقبته وبلاطه الأزرق ومآذنه التي تُعد الأعلى في إيران. أما متحف المياه، فيُقدّم لمحة عن نظام "القَناة" البديع الذي نقل المياه من الجبال إلى المدينة الصحراوية.

في ضواحي يزد تقف أبراج الصمت شاهدة على الطقوس الزرادشتية القديمة حيث كانت تُوضع الجثث فوق التلال لتتحلل طبيعيًا، احترامًا لعناصر الطبيعة. الصعود إلى هذه الأبراج يُكافئ الزوار بإطلالات بانورامية خلابة على المدينة والصحراء.

ADVERTISEMENT

لا تفوّت معبد النار الزرادشتي الذي تحتفظ ناره المقدسة بالاشتعال منذ أكثر من 1500 عام، وترمز للنقاء والنور. بجواره، يُعرض متحف زرادشتي صغير يروي حياة هذه الطائفة.

أما من الناحية المعمارية، فتُعد أبراج الرياح من أروع أمثلة التكييف التقليدي الصحراوي، إذ تستخدم الهواء لتبريد المنازل. نجد أجملها في حديقة دولت آباد.

في الليل، تنبض يزد بأجواء ساحرة. تذوّق أطباقًا محلية مثل شولي وقيمة يزدي، واستمتع بكأس دوغ، واختم الليلة بشاي الزعفران في أحد المقاهي على الأسطح، تحت سماء تتلألأ بالنجوم. هناك دائمًا أنشطة في يزد، تشعل الذكرى وتُنعش الروح.

toTop