رؤية الأحياء السعودية من خلال عيون المخرجين الناشئين

ADVERTISEMENT

في إحدى قاعات السينما في جدة، تُعرض على الشاشة لقطات حية من أحياء السعودية، صوّرها شباب من خلال مشروع "كيف حيّك؟"، وهو برنامج بدأ عام 2021 بالتعاون بين مؤسسة فن جميل ومؤسسة البحر الأحمر للأفلام، بهدف دعم صانعي الأفلام الشباب من خلال ورش عمل ودورات تدريب عملي.

يستخدم البرنامج أدوات بسيطة مثل الهواتف الذكية، ويطلب من المشاركين - وغالبيتهم هواة - تسجيل مشاهد من حياتهم اليومية في جدة ومكة، مثل المطاعم المحلية والمباني القديمة. يمر البرنامج بثلاث مراحل: تقديم الأفكار، التدريب والإرشاد في مركز "سينما حيّ"، ثم عرض الأفلام النهائية ضمن فعاليات "أيام البحر الأحمر للأفلام الوثائقية".

ADVERTISEMENT

في دورة العام الحالي، شارك 18 مخرجًا جديدًا، بينهم أول ممثلين لمكة المكرمة، وقدموا أفلامًا أثرت الجمهور بواقعيتها وخصوصيتها. من أبرزها فيلم إياد الزهراني "بين" الذي يتناول العلاقة بين العمران والهوية، وفيلم "عالم بين المباني" لآسيا لجام وناد، بالإضافة إلى تأملات أخرى في الذاكرة والانتماء في جدة وغزة.

تُعد مبادرة "كيف حيّك؟" نموذجًا ديمقراطيًا في صناعة الأفلام، حيث يحصل الطلاب والموهوبون من خارج المؤسسات الرسمية على فرصة لسرد حكاياتهم الأصلية. تحولت كل لقطة مسجلة إلى أرشيف بصري للحياة اليومية في السعودية، من الحدائق العامة إلى طقوس المهاجرين والمطابخ العائلية، مما يُضيف إلى الهوية الثقافية الوطنية.

ADVERTISEMENT

يرى القائمون على البرنامج مستقبلاً يتوسع ليشمل مدنًا أخرى مثل أبها والرياض والدمام، مع تعزيز الجوانب التالية: توسيع التوجيه، إطلاق ورش عمل في المناطق النائية، إتاحة الأفلام رقمياً، وبناء شراكات مع مراكز الأفلام.

لكن هذا النمو يواجه تحديات: كيف يحافظ البرنامج على خصوصيته وقربه من المجتمع؟ كيف يستمر الدعم بعد انتهاء كل دورة؟ ومن يضمن استمرارية الأصوات الفريدة في ظل محدودية التمويل؟

"كيف حيّك؟" ليس فقط منصة لتطوير المواهب، بل حركة ثقافية تمكّن المواطنين السعوديين من توثيق وتحليل بيئتهم عبر السينما. إنه دعوة للنظر حولك، ورؤية المكان الذي تنتمي إليه بعيون جديدة، ومشاركته مع العالم.

toTop