في قلب مقاطعة تشجيانغ شرق الصين، وعلى ضفاف بحيرة الغرب الأسطورية، تقع مدينة هانغتشو، التي طالما اعتبرها الشعراء والحكماء أرض الفردوس. قال عنها الرحالة الشهير ماركو بولو إنها "أجمل مدينة في العالم"، وهي لا تزال تحتفظ بسحرها الأخاذ حتى اليوم. بين الحدائق الغنّاء، المعابد العريقة، والشوارع التي تعبق برائحة الشاي الأخضر، تُعدّ هانغتشو واحدة من أبرز وجهات السفر في آسيا لمحبي الجمال والثقافة.
تُعتبر بحيرة الغرب (Xi Hu) جوهرة تاج هانغتشو، وأحد أشهر المواقع الطبيعية في الصين. تمتد البحيرة على مساحة تزيد عن 6 كيلومترات مربعة، وتحيط بها تلال مكسوّة بالأشجار، وجسور حجرية رومانسية، وباغودات قديمة تحاكي قصص العصور الغابرة. صُنّفت البحيرة كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو عام 2011، تقديرًا لجمالها وتاريخها الثقافي.
قراءة مقترحة
تُجسد حدائق هانغتشو المبادئ الكلاسيكية لفن البستنة الصيني، حيث تتكامل عناصر الماء والحجر والنبات والعمارة لخلق مساحات تنبض بالسلام الداخلي. من بين أشهر هذه الحدائق:
يقع معبد لينغ ين (Lingyin Si)، أحد أقدم وأهم المعابد البوذية في الصين، وسط غابة هادئة عند سفح جبل "الروح الخفية". يضم المعبد تماثيل ضخمة لبوذا، وزخارف فنية تنتمي إلى سلالات صينية مختلفة. كما تنتشر في المنطقة المحيطة كهوف صخرية محفورة يدوياً، تضم مئات النقوش البوذية القديمة.
ترتفع باجودا ليوه (Leifeng Pagoda) فوق تلة صغيرة مطلة على بحيرة الغرب، وتُعد من أبرز معالم المدينة. ارتبطت هذه الباجودا بأسطورة الحب بين الثعبانة البيضاء والإنسان، والتي تُجسد في الأدب الصيني رمزية التضحية والعاطفة الخالدة.
تبعد قرية لونغجينغ مسافة قصيرة من وسط هانغتشو، لكنها تقدم تجربة مختلفة تمامًا. هنا، تمتد مدرجات الشاي على السفوح، وتنتشر بيوت الفلاحين التقليدية، ويُصادف الزائر مزارعين يقطفون أوراق الشاي يدويًا في مشهد شاعري. يُنتج في هذه القرية "شاي لونغجينغ" الشهير، المعروف بجودته العالية ونكهته العطرية الفريدة.
أول متحف مخصص للشاي في الصين، يعرض تاريخ زراعة الشاي وتقاليده، مع تجارب تذوق وورشات تعليمية. يمكن للزوار تعلم طرق التحضير التقليدية، واستيعاب رمزية الشاي في الفلسفة الصينية.
يُعد شارع هيفانغ (Hefang Street) واحدًا من أقدم شوارع هانغتشو، ويجمع بين الأسواق الشعبية والمباني التاريخية. هنا تجد الحرفيين وهم يصنعون الحلوى الصينية يدويًا، وصيدليات تقليدية تبيع أعشاب الطب الصيني القديم، إضافة إلى متاجر تعرض التحف والشاي والتوابل.
رغم طابعها التراثي، فإن هانغتشو مدينة عصرية تحتضن مقرات شركات عملاقة مثل "علي بابا"، ما يمنحها مكانة مميزة كمركز تكنولوجي وثقافي. في وسط المدينة، تتوزع ناطحات السحاب والمراكز التجارية الكبرى، مما يعكس التوازن الفريد بين الأصالة والحداثة.
بالقطار السريع: تبعد هانغتشو حوالي 45 دقيقة فقط عن شنغهاي عبر القطار السريع، وهو الخيار الأنسب للمسافرين.
جواً: يخدم المدينة مطار "هانغتشو شياوشان الدولي"، الذي يربطها بالعديد من المدن الآسيوية والعالمية.
الربيع (أبريل - مايو) والخريف (سبتمبر - أكتوبر) هما أفضل فصول السنة للاستمتاع بجمال بحيرة الغرب وأجواء المدينة المعتدلة.
تُجسّد هانغتشو روح الصين القديمة بكل تفاصيلها، وتقدم لزوارها تجربة مفعمة بالهدوء والجمال والثقافة. سواء كنت تبحث عن تأمل صامت في حديقة، مغامرة في قرية الشاي، أو نزهة حول بحيرة تنبض بالشعر والتاريخ، ستجد في هانغتشو مقصدًا يغني الروح ويلهم الخيال.
كيف نعلم الطفل أحترام الملكية العامة
ربما وصل الماء إلى الأرض متأخراً عما كان يُعتقد
الصين تنشئ أول كوكبة من ثلاثة أقمار صناعية في العالم في منطقة الأرض والقمر من الفضاء
7أسرار للتمتع بالسفر وحيدا
ربما تكون الثقوب السوداء "البدائية" الصغيرة التي نشأت أثناء الانفجار العظيم قد نمت بسرعة إلى أحجام هائلة
المشي لمسافات طويلة إلى فينيكونكا: جبل قوس قزح في بيرو
الحياة لا تهتم بمن بدأ في وقت مبكر أو متأخر: استكشاف فلسفي وعملي
العملات الرقمية في العالم العربي: استثمار ذكي أم مقامرة مالية؟
35 عامًا من هابل: التلسكوب الذي غيّر نظرتنا إلى الكون
جولو - مهرجان الدمى داخل منزل هندي جميل