تنطلق مصر نحو آفاق جديدة في مجال السياحة: برامج صحراوية ورحلات سفاري متنوعة، تعتمد على تضاريسها الصحراوية الشاسعة، غير المأهولة في معظمها. تسعى هذه المشاريع إلى تكامل سياحة التراث التقليدية مع تجارب صحراوية مفعمة بالمغامرة والبيئة والفخامة، مستفيدةً من الموقع الجغرافي والثقافة والبنية التحتية السياحية المتنامية.
لصحاري في مصر: كثبان رملية وقافلة جمال ودليل
تمتد مصر على مساحة تقارب 1.01مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها الدولة الثلاثين من حيث المساحة في العالم. تهيمن الصحراء على تضاريسها - الصحراء الكبرى والصحراء الليبية - تتخللها مناطق وادي النيل والدلتا وسيناء. تاريخياً، شهدت السياحة في مصر نمواً ملحوظاً بعد عام 1922بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، مدعومةً ببنية تحتية استعمارية مثل قناة السويس (التي اكتمل بناؤها عام 1869)، وتركيز المصريين على علم الآثار طوال القرن العشرين.
قراءة مقترحة
في أوائل عام 2023، بلغ عدد سكان مصر حوالي 104.5مليون نسمة، وسيرتفع إلى حوالي 116.5 مليون نسمة بحلول عامي 2025-2024، بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 1.4%. لا تتجاوز مساحة الأراضي المأهولة بالسكان حوالي 10.5% من مساحة مصر (حوالي 105200 كيلومتر مربع)، وتقع معظمها على طول نهر النيل والدلتا. يعيش حوالي 95- 98% من المصريين على 3-5% فقط من أراضي البلاد، مما يعكس تركيزاً سكانياً شديداً في المناطق الخصبة.
الأرض المروية الخضراء على طول النيل وسط الصحراء وفي دلتا النيل
تُعد السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد المصري. في عام 2024، بلغت إيرادات السياحة 15.3مليار دولار أمريكي، وبلغ عدد الوافدين إلى البلاد حوالي 15.8 مليون سائح، بزيادة قدرها حوالي 60%منذ عام 2014. ساهم القطاع بمبلغ 1.4 تريليون جنيه مصري (حوالي 8.5%من الناتج المحلي الإجمالي) في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو إلى 8.6% في عام 2025، وأن يحافظ على مستويات مرتفعة حتى عام 2035).
خريطة المناطق السياحية في مصر
في النصف الأول من السنة المالية 2025/2024، بلغ إجمالي إيرادات السياحة 8.7 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 11.5%على أساس سنوي. تدعم السياحة حوالي 2.7مليون وظيفة في عام 2024، وترتفع إلى 2.9 مليون وظيفة في عام 2025، ومن المتوقع أن تصل إلى 3.8مليون وظيفة بحلول عام 2035.
يُشكل التراث الثقافي لمصر - من المعابد والأهرامات والمقابر الفرعونية إلى الآثار القبطية والإسلامية - أساس هويتها السياحية. تشمل المراكز الحضرية الرئيسية القاهرة (حوالي 10.2مليون نسمة)، والجيزة، والإسكندرية، والأقصر، وأسوان، والغردقة، وشرم الشيخ، ومكية، وغيرها.
في الفترة من 2024 إلى أوائل 2025، حققت مصر أرقاماً سياحية قياسية (15.8مليون سائح في 2024؛ و3.9 مليون سائح في الربع الأول من 2025، بزيادة قدرها 25% على أساس سنوي). وتعمل الحكومة بنشاط على توسيع الطاقة الاستيعابية للفنادق - بإضافة حوالي 14200 غرفة جديدة في 2023 لتصل إلى 220000 غرفة - وتخطط لمضاعفة الطاقة الاستيعابية بإضافة 200000 غرفة جديدة بحلول 2028/2030. ويساهم افتتاح المتحف المصري الكبير في تموز 2024، بالإضافة إلى أعمال إعادة تأهيل أخرى، في تعزيز السياحة الثقافية.
المراكز السياحية الرئيسية: القاهرة-الجيزة (الأهرامات، المتاحف)، الأقصر-أسوان (وادي الملوك، المعابد)، منتجعات البحر الأحمر (الغردقة، شرم الشيخ)، والمتنزهات الوطنية في سيناء.
تتيح الصحراء الغربية، والصحراء الشرقية، وسيناء، ومحافظة الوادي الجديد/الوادي الجديد (حوالي 440000كيلومتر مربع، أي ما يعادل 42% من مساحة اليابسة) إمكانيات هائلة لرحلات السفاري الصحراوية، واستكشاف الواحات (مثل سيوة، والبحرية، والداخلة)، ومغامرات الحياة البرية، والتخييم الفاخر. تتباين الكثافة السكانية المنخفضة (أقل من نسمة واحدة لكل كيلومتر مربع في الوادي الجديد) بشكل حاد مع ممرات النيل.
تشمل سياحة المغامرات المتخصصة الحالية جولات صحراوية بسيارات الدفع الرباعي، وتجارب ثقافية بدوية، ونُزُل بيئية. تستهدف استراتيجية الحكومة للترويج لعلامتها التجارية "مصر - تنوع لا مثيل له" بوضوح تنويع السياحة بما يتجاوز المواقع التراثية.
الصحراء البيضاء في مصر
مع حوالي 10% فقط من الأراضي المأهولة بالسكان، توفر الصحراء غير المأهولة، التي تزيد عن 90%، مساحة واسعة لتطوير رحلات السفاري. وتتعزَّز الجدوى من خلال تحسين النقل (الطرق والمطارات)، وحوافز الاستثمار (بما في ذلك "خريطة" للاستثمار السياحي تضم 156 فرصة، وقروضاً منخفضة الفائدة، ورخصاً ذهبية)، وشراكات بين القطاعين العام والخاص. ويمكن تطوير المناطق النائية بشكل مستدام من خلال نماذج السياحة البيئية، لا سيما مع تركيز الوزارة على الاستدامة ومنصات الحجز الرقمية.
الصحراء السوداء في مصر
الصحراء الزرقاء في مصر
ادي الحيتان في مصر
تدعم السلطات تنمية السياحة من خلال:
• تبسيط إجراءات التأشيرة (تأشيرة دخول متعددة لمدة 5 سنوات لمواطني 180 دولة)،
• برامج تمويلية (صندوق دعم السياحة بقيمة 50 مليار جنيه مصري، مبادرة البنك المركزي)،
• أطر ترخيص للتطوير،
• تحديثات البنية التحتية، بما في ذلك فنادق جديدة، وخطوط نقل بري/جوي، ومناطق تخييم صديقة للبيئة.
كما تخطط لتحسينات للزوار (مثل إعادة تطوير الموقع بتكلفة 51 مليون دولار، وحجز التذاكر عبر الإنترنت، وأنظمة نقل صديقة للبيئة.
تُعد مشاريع رحلات السفاري الصحراوية في مصر مشاريع تنويع بطبيعتها، حيث تضيف خطوط إنتاج جديدة إلى السياحة التراثية. تتسم هذه المشاريع بفرص نجاح قوية، بالنظر إلى النمو السريع في الطاقة السياحية، والدعم الحكومي، ووفرة موارد الصحراء. دولياً، تواجه مصر منافسة من دول تقدم عروضاً سياحية صحراوية (مثل المغرب والإمارات العربية المتحدة والأردن). ومع ذلك، فإن مزيج مصر الفريد من التراث الثقافي والمناظر الطبيعية الصحراوية والبنية التحتية المتنامية يمنحها ميزة تنافسية. كما أن الترويج للتنوع والاستدامة يعزز مكانتها.
إقليمياً، يتميز المغرب برحلات السفاري في الصحراء والواحات؛ بينما يضم الأردن وادي رم؛ بينما تقدم الإمارات العربية المتحدة تجارب تخييم صحراوي فاخرة. تتنافس مصر من خلال توفير مساحة أكبر (الصحراء الغربية)، وغطاء مُمَيّز من التراث الحضاري (مواقع فرعونية مجاورة للصحاري)، وتجارب منخفضة التكلفة. مع الترويج المستدام والجودة العالية، يمكن لمصر أن ترسّخ مكانتها كوجهة سياحية سهلة الوصول وغنية ثقافياً.
ستُسهم مشاريع السياحة الصحراوية في تنويع مصادر الدخل، وخلق فرص عمل في المناطق النائية، وتحفيز دخل المجتمعات المحلية (مثل المرشدين البدويين، والمخيمات)، وتنمية السياحة الداخلية. ومع بلوغ إجمالي إيرادات السياحة 15.3 مليار دولار أمريكي (2024)، ومن المتوقع أن ترتفع، يُمكن لبرامج السياحة الصحراوية أن تُساهم بحصة متزايدة من إنفاق الزوار الدوليين (حوالي 726مليار جنيه مصري في عام 2024) والسياحة الداخلية (حوالي 450مليار جنيه مصري).
من المتوقع أن يزداد خلق فرص العمل بالتوازي مع توسع القطاع - من حوالي 2.7 مليون وظيفة في عام 2024 إلى حوالي 2.9 مليون وظيفة في عام 2025 و3.8 مليون وظيفة بحلول عام 2035.
تُعدّ برامج السياحة الصحراوية ورحلات السفاري في مصر مشروعاً مجدياً وفي الوقت المناسب، إذ تستفيد من أكثر من 90%من أراضيها غير المستغلة حالياً. بدعم من التمويل الحكومي، والهوية الاستراتيجية، واستثمارات البنية التحتية، يُمكن لهذه البرامج أن تُنوّع اقتصاد مصر السياحي بشكل مستدام. بفضل مزيجها الفريد من الإرث التاريخي، والصحراء الطبيعية الشاسعة، وزخم نمو السياحة، تتمتع مصر بمكانة جيدة تُمكّنها من استقطاب أسواق السياحة الصحراوية الإقليمية والدولية. وعلى مدى العقد المقبل، تُبشّر هذه المشاريع بنهضة اقتصادية، وانتشار جغرافي أوسع لموارد السياحة، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية.
كيف يمكن لمدارس إدارة الأعمال أن تثبت أنها تحدث تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع
حاسة الشم عند البشر أقوى مما نتصور
أهم ٥ نصائح للحفاظ على صحة قلبك
الجمل العربي - ما هي السمات المميزة التي تجعله فريدًا من نوعه؟
ماذا يدور داخل جسمك أثناء النوم؟
مطاردة فوجي سان: رحلة إلى اليابان للقاء الجبل الذي ألهم الشعراء والرحّالة والفنانين
اكتشف البتراء: المدينة الوردية في الأردن
العملات الرقمية ومستقبل التمويل الشخصي: فرص ومخاطر في المنطقة العربية
إن تخطي هذا المكون جعلني أشعر بأنني أصغر بعشر سنوات في أقل من شهر
هل يشهد جيل زد تراجع عن الزواج والإنجاب ولماذا؟