ترتبط الأعياد في كل دول العالم ارتباطا وثيقا بثقافة وتقاليد شعوبها. الأعياد الدينية والأعياد الوطنية وغيرها من الأعياد يكون لها طعم ومذاق خاص يجعل ذكرياتها محفورة في الذاكرة بشكل يصعب نسيانه. المملكة العربية السعودية هي إحدى الدول العربية حيث الديانة الرسمية هي الإسلام مثل باقي شقيقاتها من الدول العربية. مثلها مثل شقيقاتها تحتفل المملكة العربية السعودية بعيدي الفطر والأضحى وتمارس طقوس الاحتفال الخاصة بها والتي تشترك في بعضها مع غيرها من الدول العربية وتتميز بالبعض الآخر. على سبيل المثال عادات زيارات الأهل والأصدقاء والمشاركة في صلوات العيد وتوزيع العيدية على الأطفال وبالطبع تناول مخبوزات ﺍلحلويات المميزة وتحضير موائد فاخرة من طعام مميز خاص بالعيد كلها عادات مشركة. بين سطور هذا المقال أشهر عادات الاحتفال بالأعياد بالسعودية والذي قد يعطيك نبذة عن تراثها وثقافتها ومذاقها الخاص والذي تم توارثه عبر الأجيال ليميز احتفالات العيد بها.

تنظيف وتزيين الشوارع وتجهز المنازل لاستقبال العيد بالزخارف وزينة العيد وعبارات التهنئة المختلفة وتجهز الشيكولاتة والضيافات المختلفة المعدة لتقدم للضيوف. يجهز ركن لتوزيعات الأطفال ويزين ليشعر الأطفال ببهجة خاصة في الأعياد. تحضر الهدايا والتوزيعات والملابس الجديدة ويحضر البعض مسابقات وألعاب ليشترك فيها أفراد العائلة لمزج التراث بالحداثة في احتفالات العيد. أما البنات والنساء فالكثير منهن يذهبن لمنزل الجدة أو يتجمعن في ليلة العيد لرسم الحنه. يتم أيضا تجهيز العيديات من المال الذي يوزع على الأطفال والسيدات ويسمي أيضا "حوامة العيد" وهو جزء أصيل في الثقافة العربية.

الصورة عبر envato

يتناول المواطن السعودي التمر والقهوة ثم يرتدى ثيابه الخاصة بالعيد ويتطيب بالعود ثم يتوجه لتئديه صلاة العيد في المسجد. سماع خطبة العيد وصلاة العيد هي من العادات التي تحفر في ذكريات الأطفال والكبار. بعدها يحمل الأطفال سلالا ويوزعون التمر والحلوى على المصليين. يتبادل المصلون التهنئة بالعيد بالعبارة الشهيرة "عساكم من عواده" والتي تعنى الدعوة بالبقاء سنيين طويلة والاحتفال بالعيد مرارا وتكرارا، إنها دعوة بالخير والبركة والصحة.

الكثير من الأسر تختار أن يرتدى أطفالها الزي التقليدي السعودي قبل الذهاب لتأدية صلاة العيد وبعد العودة من المسجد يسمح للأطفال باستبداله بزي العيد الجديد. إنها طريقة المواطن السعودي لنقل حضارة وثقافة مجتمعه عبر الأجيال والاحتفاظ بالتقاليد حية في أذهان الأطفال.

بعض الأحياء القديمة تتبع عادة تجمع كل سكان الحي في الساحة في موائد كبيرة معدة وتتشارك وجبة سويا. تحضر كل الأسر الطعام المعد في المنزل ويبدءون بتناول الطعام سويا في جوي حميمي ويدعون عابري السبيل والزوار للانضمام لهم أيضا.

الصورة عبر envato

إذا كان العيد هو عيد الأضحى فإن العائلة تجتمع لذبح الأضحية وتوزيعها على مستحقيها ويتم طهي جزء منها لأهل البيت. بعد الإنتهاء من ذبح الأضحية يتجمع أفراد الأسرة على سفرة واحدة لتناول إفطار خاص ومائدة مميزة أعدت خصيصا بمناسبة الاحتفال بالعيد. يتمتع أفراد الأسرة بجو من الفرح ويتبادلون الأحاديث والضحكات. إنه وقت للتخلص من الهموم واستقبال العيد السعيد بقلب راضي وسعيد.

من أكثر العادات الشائعة في الدول العربية هي تبادل الزيارات والمعايدات. يخرج المواطنون السعوديون لزيارة الأهل والأصدقاء وتبادل معايدات العيد والدعوة بالصحة وطوله العمر وغيرها من الأمنيات الطيبة. لا تخل تلك المعايدات من ضيافة العيد من الكعك بالتمر والديبازة والمعمول والتمور المحشوة بالمكسرات أو الكاراميل أو الشيكولاتة وتقدم الضيافة مع القهوة وشيكولاتة العيد المزينة بالرسومات والعبارات المعبرة عن العيد. تجتمع السيدات سويا أيضا لتبادل التهاني وفرحة الأعياد في جلسة خاصة بهم في منزل أحد أفراد الأسرة.

تجتمع بعدها الأسرة في منزل كبير العائلة بصفة خاصة إذ كان يقطن مدينة أخرى وتتشارك وجبة الغداء من لحم الأضحية المطبوخ في أطباق خاصة مثل المندى والمرقوق والكبسة والمراهيف والمصابيب والهريس في عيد الأضحى . أما في عيد الفطر فيطبخون العريكة والمبثوث والشعرية والمعصوب والساقو يعزز ذلك التقليد الترابط العائلي وصلة الرحم وغيرها من التقاليد العربية التي تهدف في المقام الأول الحفاظ على وحدة العائلة وترابطها.

الصورة عبر envato

بعد أداء الصلوات وهي الواجب الديني وزيارة العائلة وتشارك طعام العيد وهو الواجب الأسرى، يلي ذلك بعد صلاة العصر الخروج للنزهة في الأماكن العامة والساحات واستكمال الاحتفال بالعيد. انتشرت مؤخرا الاستراحات ذات الإطلالات المتميزة حيث يمكن للمواطن السعودي زيارتها والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والرياضية. أيضا زيارة المراكز التجارية وزيارة المقاهي أو التسوق والاستفادة بعروض الأعياد وشراء الحلوى الشرقية والغربية. هناك أيضا التنزه على الشاطئ والاستمتاع بأحتفلات الأعياد المختلفة والألعاب النارية التي تنطلق في سماء بعض المدن مثل الرياض وهي من النزهات التي لا تكلف الكثير وتصلح لنزهة الأسر كبيرة العدد. بما أن الأعياد تستمر لأيام في السعودية فيمكن للمواطن السعودي أن يستمتع بأنشطة مختلفة يوميا وخلق ذكريات لا تنسي مع الأهل والأصدقاء. يفضل بعض المواطنين قضاء مدة إجازات الأعياد بزيارة دول أخرى مثل ماليزيا أو مصر والتمتع بالاحتفالات مع ثقافات إسلامية أخرى أو السفر لمكان مختلف وجديد مثل إيطاليا أو فرنسا أو غيرها من الدول ذات الثقافات المختلفة.