منارة وقلعة العيجة بمدينة صور في سلطنة عمان

وُصفت مدينة صور المترامية الأطراف بأنها "لؤلؤة الساحل الشرقي لسلطنة عمان" وأحد هياكلها المهيبة هو منارة العيجة التي تشير للقادمين من البحر أنهم يقتربون من مدينة عريقة وتاريخية يعود أصلها إلى ما يقرب من مئات السنين. لقد وقفت ذات يوم أمام هذا البناء العملاق وأنا أتأمل جمال مدينة صور من هذا المنظر، ولا يسعني إلا أن أتساءل: ما هي الأهمية التاريخية لموقعه؟ ولماذا كان ذلك ضرورياً؟ وكلما تأملت جماله أكثر، كلما ازدادت رغبتي في معرفة المزيد عن قصته.

نبذة عن مدينة صور الساحلية جميلة

تُعرف مدينة صور أيضًا بمدينة عُمان، وتُعتبر من أقدم المدن العُمانية، وقد تم تقديمها كنقطة التقاء عبر المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عُمان، ولعبت دورًا حيويًا في تشكيل جسر تجاري بين شبه الجزيرة العربية والهند وجنوب شرق آسيا والقارة الأفريقية.

ميناء صور من أقدم الموانئ في العالم

لعب ميناء مدينة صور، الذي يُعد من أقدم الموانئ في العالم، دورًا مهمًا للغاية في تشكيل التجارة بأكثر من مائة وخمسين سفينة شراعية يوميًا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

موقع منارة العيجة

موقع المنارة استراتيجي، فمن الناحية الجغرافية، ارتفاعها يجعلها مرئية من البحر، وتنبيه السفن والأساطيل البحرية إلى دخولها ميناء قديمًا مهمًا كان موجودًا على الخريطة البحرية العالمية، وتقع منارة العيجة في منطقة رأس الميل الممتدة على ساحل ولاية صور المطلة على بحر العرب وبحر عمان، ورأس الميل اسم محلي يعني رأس السفينة حيث يشبه شكلها مقدمة السفينة، وتدخل السفن عبر خور البطاح، ونظراً لضيق الخور فإن منارة العيجة تقدم مساعدة مهمة تساعد على الإبحار في الماء بشكل سليم.

منارة العيجة في الماضي

صورة من wikimedia

في الماضي، كانت منارة العيجة مختلفة تمامًا عما نراه اليوم. كانت ببساطة عبارة عن هيكل محاط بجدار نصف دائري "كان الغرض منه حماية مدخل الخور والمنطقة المحيطة به والدفاع عنهما. كانت الجدران تحتوي أيضًا على نوافذ استراتيجية تم تركيب المدافع وفوهات البنادق عليها، لكن لم يبق من هذه المدافع حتى اليوم سوى ثلاثة، كما أن محيط المنارة يطلق عليه محليا اسم "الجيلة" والتي تعني عند السكان المحليين "المكان المرتفع عن الماء"، ورغم أن السكان المحليين يطلقون عليه هذا الاسم إلا أن هذا غير معروف للكثير من الناس.

وقال الباحث التاريخي الشيخ حمود بن حمد الغيلاني إن أسوار الحماية البسيطة في الجيلة كانت تصل إلى 130 سم.

وأوضح أن "بعض الناس ينسبون بناء المنارة إلى البرتغاليين، لكن هذه المعلومة غير صحيحة، فخلال فترة الغزو البرتغالي لم تكن العيجة مأهولة بالسكان".

منارة العيجة في عصر النهضة

وفي عصر النهضة في أوائل التسعينيات وأوائل الألفية الثانية تم تسليم الشكل البسيط من المنارة إلى ديوان البلاط السلطاني، وفي ذلك الوقت أمر جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله ببناء المنارة في عام 1996 تزامناً مع احتفال جلالته بالعيد الوطني في صور، وخلال عملية التجديد هذه، تمت إضافة مساحات أخرى للمنارة وتم تحسين التصميمات مع بناء الجدران بشكل صحيح ورفعها عن سطح البحر. أفضى هذا التطوير في النهاية إلى هيكل منارة العيجة الذي نراه اليوم بما في ذلك إضافة المنارة الليلية. بمجرد اكتمال المشروع، تم تسميته في النهاية بمنارة العيجة.

أجزاء منارة العيجة

صورة من wikimedia

تتكون المنارة اليوم من ثلاثة طوابق وسقف مقبب، ويوجد على بابها نقوش تدل على جمال العمارة العمانية التقليدية.

لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يمكن اكتشافها عن الجيلة، ولكن حتى الآن، فإن الأشياء التي تعلمتها أثبتت التاريخ الطويل للمكان والمنارة. خلال الليل، مع ضوئها المتلألئ، تذكر منارة العيجة المارة بأنهم في واحدة من أجمل المدن الساحلية في عمان - مدينة صور التي لا تزال تنمو وتبهر.

قلعة العيجا التاريخية

قلعة العيجة من المعالم التاريخية التي تقع في وسط قرية العيجة الساحلية، وتحيط به المنازل من كل جانب، وقد بُني على شكل مربع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في عهد السيد فيصل بن تركي، وبناه الشيخ عبدالله بن سالم آل حمودة.

أجزاء قلعة العيجة

يتكون الحصن من طابقين، وله مدخل واحد وأربعة أبراج، كما يحتوي على بعض المقتنيات، مثل السيوف والبنادق والمدافع التراثية. وقد استخدم سابقاً للدفاع عن القرية وللسكن، أما الآن فيستخدم للسياحة، وقد قامت وزارة التراث والثقافة بترميمه، واستخدمت في بنائه الطين والحصى والجص.

المزيد من المقالات