4خطوات لتعليم الطفل الاعتمادي تحمل المسؤولية

"أتمنى أن يكون طفلي مستقل ويستطيع تحمل المسؤولية" أنها صرخة الكثير من الآباء والأمهات. من منا لا يتمنى ذلك، يصعب أن تجد والدين لا يبالون أن أبنهم أو أبنتهم أعتماديين. جميعنا نحلم بتربية أطفال قوية، لا نشعر بالقلق عندما نرسلهم للعالم الخارجي لأننا نثق أنهم معدون لاستقبال التحديات اليومية المختلفة. إلا أن الواقع الحزين أن الكثير من الأطفال أعتماديين ويفتقرون لمهارة تحمل المسؤولية. لا بد أنك الآن تفكر ما السبب في أن طفلي اعتماد؟ ولكن السؤال الأصح هو ما يجب أن أفعل ليصبح طفلي مسؤولا؟ طفلك الآن في مرحلة التعلم لذا؛ لم ينته الأمر بعد. يجب أن تستغل الفرصة وتحول دفة حياته للاتجاه الصحيح حتى يصبح مستعدا للإبحار بشكل أكثر سلاسة في المستقبل. إذا كنت ستتحمل المسؤولية دائما بالنيابة عن طفلك فأنت تؤثر على شكل المستقبل الذي سيعيشه طفلك إذا خرج للعالم وهو غير مهيأ له. بتلك الطريقة يخرج من طفلك بالغ لديه شعور بالاستحقاق، كسولا، أناني ويلقى باللوم على الأخريين في كل فرصة. تحمل المسؤولية مهارة يجب أن يتعلمها الطفل ولا تنمو لديه بالفطرة. لا ننكر أن البعض يتعلم تلك المهارة بشكل أسهل ولكن لا يعنى ذلك ترك الأمر للصدفة والحظ. كوالد أو والدة تذكر، لديك دور تلعبه في حياة طفلك ليخرج منه شخص مسؤول. سطور هذا المقال ربما تساعدك في هذا الأمر، تابعها وأبحث عن المزيد. الأمر يستحق اهتمامك.

1- أبدأ بنفسك

هل تلوم الأطفال عندما لا تسير الأمور على ما يرام في المنزل؟ هل لديك أعذار تميل لذكرها عند تقصيرك في مهامك في العمل أو المنزل؟ هل يسهل عليك الظن بأن هناك دائما أسباب خارجة عنك كلما تمت مواجهتك بالأخطاء؟ واجه نفسك بتلك الأسئلة ولا تنسي أنت النموذج الذي يحتذي به طفلك لتعلم المهارات الحياتية. بيتك هو بيئة الطفل الأولى التي ينمو ويتعلم فيها كيف يجب أن يتصرف في المواقف المختلفة.

إنكارك للحقيقة لن يفيد طفلك. يكفي أن تعترف لنفسك ومن هنا يبدأ حل المشكلة. إذا تمكنت من تحمل مسؤوليتك ناحية هذا الأمر، فإن طفلك أيضا سيتعلم ذلك. الحكم على ذاتك في هذا الأمر لا يعنى أن تصبح متهما بالتقصير ولكن يعنى وضع يدك على المشكلة التي بحلها تستطيع مساعدة طفلك. عندما يري طفلك اعترافك بالخطإ سيتعلم طفلك تحمل المسؤولية تجاه تقصيراته.

2- أعطاء الطفل مهام روتينية منتظمه تناسب سنه

ينشأ الكثير من الأطفال في مجتمعنا العربي غير قادرين على القيام بأبسط المهام المنزلية. هل تعتقد أن الأمر مجرد ترتيب سرير الطفل صباحا أو تنظيم ألعابه؟ أنت تظن أنها مهام بسيطة ويمكنك القيام بها بدلا عنه والموضوع غير ضار ولا يستحق عناء طلبه من الطفل!

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

أنت مخطئ في ظنك الأمر أكبر وأعمق من ذلك. أنت تساعد طفلك على الظن بأنه سيكون هناك دائما من يصلح ما أفسده هو. إعطاء الطفل مهام منزلية تناسب قدراته ومرحلته العمرية أمرا ضروريا، تلك المهام ستساعد طفلك لتنمية الشعور بالمسؤولية والاستقلالية وتجنبه الاعتمادية الزائدة وتشعره بالإنتاجية وتحقيق النجاح. تساعد تلك المهارات طفلك في المستقبل أيضا برعاية نفسه إذا أختار أن يدرس أو يعمل بالخارج. تلك المهام اليومية البسيطة تجعل منه بالغا مسؤولا.

أبدأ الروتين اليومي من عمر سنتين وتذكر أن الأطفال لديهم قدرة كبيرة على التكيف سريعا. في عمر 3 سنوات يستطيع طفلك جمع لعبه وارتداء ملابسه، مسح اللبن أو العصير المسكوب ووضع أطباقه في حوض الغسيل وملابسه المتسخة في سلة الغسيل. طفل ال 5 سنوات يمكنه المساعدة في ترتيب حجرته وترتيب المائدة قبل وبعد الوجبات وتفريغ المشتريات من البقالة وغسيل الخضراوات والفاكهة وطفل ال 8 سنوات يمكنه إعداد وجبة خفيفة أو ساندويتش أو تجميع القمامة ورميها. أما طفل ال 10 سنوات فيمكنه المساعدة في التنظيف ورعاية إخوته الأصغر وأعداد وجبات بسيطة. تلك فقط بعض المهام التي يمكن للأطفال القيام بها.

3- أسمح لطفلك أن يرتكب الأخطاء

الصورة عبر Ashton Bingham على unsplash

هل لاحظت أن أكثر الأطفال اعتمادية هم الأطفال ذوي الوالدين البالغين في الحماية؟ أنت تحب طفلك وتتمنى أن تحميه بكل طريقة ممكنة وبالتالي، لا تسمح له أبدا بفعل الأشياء بنفسه أو تسمح بذلك ولكن تراقبه طوال الوقت وعند أول خطأ تقفز لتصلح المشكلة بنفسك يعتبر تصرفك خطأ فادحا في تربية الطفل.

الحياة ليست مثالية أو سهلة أو عادلة ولا يمكنك أن تكون هناك دائما. أسمح لطفلك أن يرتكب الأخطاء حتى يتعلم. لا تهرع لتصحيح الأمر أنتظر وراقب من بعيد كيف سيصلح الأمر أولا. إذا طلب الطفل منك فورا تصحيح الأمر، أسأله بهدوء ماذا حدث وأتركه يحكى ويحلل المشكلة ثم أسأله ماذا تظن يجب أن تفعل؟ أتركه يقترح الحلول بنفسه ويحاول إصلاح الأمر دون تدخلك. تذكر أن المحاولات الفاشلة هي طريقة لمعرفة الطريق الصحيح لإصلاح الأمور. لا يتعلم الأطفال المشي قبل الحبو ومئات المحاولات من الوقوف والسقوط والوقوف ثانية. لا تخلق طفلا عاجزا بمحاولتك منعه من الوقوف فقط لأنك تخاف من أن يسقط. تلك الطريقة تعلمه أيضا مهارة التفكير النقدي ومهارة حل المشكلات.

4- طبق نظام المكافأة وتحمل العواقب

الصورة عبر stem.T4L على unsplash

الآن وقد تعلم طفلك ما هي المسؤولية وأصبح له مهام ولديه مساحة من الحرية واتخاذ بعض القرارات، يجب أن يعرف أن يتحمل عواقب الخطأ. من الجيد أن تكافأ الطفل في المرات التي تحمل فيها المسؤوليات بشكل جيد ولكن لا يقف الأمر عند ذلك. يجب أن تتضمن الاتفاقات المبرمة مع الطفل عواقب الخطأ أو التقصير. يجب أن نشرح له بهدوء أن العواقب مهمة لأنها تساعدنا على أن نصبح أشخاصا مسؤولين وننال احترام الآخرين.

وعدك الطفل بتجميع لعبه قبل النوم واستيقظت صباحا لتجد أنها ما زالت مبعثرة، يمكنك نصحه بهدوء وتذكرته أنه إذا تكرر الأمر ستضطر لمنعه من اللعب بها ليوم أو يوميين. طبق تلك على على كل مسؤوليات الطفل في المدرسة والمنزل. أستخدم القصص واللعب التخيلي لتوصيل الفكرة.

المزيد من المقالات