هل الموسيقا العربية التقليدية لها إيقاعات مختلفة عن الموسيقا الغربية؟

تبدو الموسيقا العربية اليوم شبيهة إلى حد كبير بالموسيقا الغربية، وخاصة موسيقى البوب والهيب هوب، فضلاً عن موسيقى الروك. ولكن السنوات القليلة الأخيرة شهدت المزيد والمزيد من الفنانين الذين أعادوا إحياء الموسيقى التقليدية. ولكن، ما الذي يجعل الموسيقا العربية التقليدية مميزة إلى هذا الحد؟

الإيقاع أو التوقيع الزمني:

يوجد الكثير من الإيقاعات في الموسيقا العربية. وهي تختلف تمامًا عن الموسيقا الغربية. كثير من الناس لا يدركون خلفية الإيقاع، ولكن من المؤكد أنه يبدو مختلفًا للأذن الغربية. كما أن للموسيقا العربية التقليدية أصنافًا خاصة مثل السماعي والدور (وهي مثل السوناتا أو الكونشيرتو في الموسيقا الغربية). يلعب الإيقاع قاعدة مهمة في هذه الأصناف. وأشهر الإيقاعات العربية هو المقسوم (جمعها تقاسيم).

المقامات الموسيقية:

تأتي الموسيقا الشهيرة لفيلم Pulp Fiction (1994) من أغنية شعبية من الشرق الأوسط تسمى Misirlou. وهي النسخة اليونانية من كلمة تركية "فتاة مصرية". وتتبع مقامًا موسيقيًا عربيًا يسمى حجاز كار. هناك 7 مقامات موسيقية رئيسة في الموسيقا العربية هي: العجم، النهاوند، الصبا، البياتي، السيكا، الحجاز، والراست. بعضها يحتوي على ربع بُعد (الصبا، والبياتي، والسيكا، والراست). مقاما العجم والنهاوند هما نفس مقامَي الكبير والصغير في الموسيقا الغربية على الترتيب، ولكن لهما نكهة مميزة. من جهة أخرى تستخدم الموسيقا العربية العلامات الموسيقية السبع المستخدمة في السلم الغربي.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

التنويعات والانتقالات والتركيبات:

يحب الموسيقيون العرب إضافة الحليات هنا وهناك إلى ألحانهم. بعضها يشبه الموسيقا الغربية مثل العُرب، ولكنها قد تتضمن أيضًا إضافات مناسبة لعلامات موسيقية من خارج السلم! والشرط الوحيد هو احترام الإيقاع واللحن الأصلي.

من جهة أخرى، يمكن أن يكون للسلم الواحد في الموسيقا العربية بعض الاختلافات، وعادةً ما تكون إحدى النغمات أعلى أو أقل قليلاً بنصف نغمة. تقليديًا، لم تلتزم الأغاني العربية بسلم واحد طوال الأغنية. ضع في اعتبارك أن بعض هذه الأغاني من عشرينيات إلى خمسينيات القرن العشرين كانت تستمر لمدة ساعة، أو أكثر. وكان الملحنون والمغنون يحبون إظهار الانتقالات داخل نفس الأغنية بما يتوافق مع الكلمات والمزاج. إن مهارة المغني الحقيقية تكمن في سلاسة الانتقال. عادةً ما تتحدى هذه الانتقالات قدرات المغنيين لأنها يمكن أن تكون سريعة جدًا (ولا نتحدث هنا عن الانتقال إلى نغمة مختلفة من نفس السلم، بل نتحدث عادةً عن سلم مختلف تمامًا). في بعض الأحيان، يحدث الانتقال ليشمل بضع كلمات فقط، قبل العودة إلى السلم الأساسيّ. اشتهرت أم كلثوم بقدرتها على أداء أي انتقال من أي مكان تقريبًا.

الموّال والعزف المنفرد:

الصورة عبر Safa.daneshvar على commons.wikimedia.org

من الطبيعي تمامًا في الموسيقا العربية التقليدية أن يبدأ المغني بالارتجال في منتصف الأغنية. يتم التدرب على العديد من هذه الأمور مسبقًا ولكن المغني يتمتع بقدر كبير من الحرية خلال تلك الدقائق القليلة. هذا ما يسمى بالموال. قد تعزف بعض الآلات ببطء في الخلفية أو لا تعزف. في بعض الأحيان، قد "ترد" إحدى الآلات على المغني الذي يبدأ محادثة موسيقية معها. العزف المنفرد على الآلة شائع جدًا أيضًا. وقد يخرج العازف عن السلم الأساسي ليعود إليه بعد إبراز مقدراته. وكل ذلك تحت سمع الجمهور الذي يبدأ في التصفيق والصراخ "الله"! عندما يعجبه ذلك. في الحقيقة، هذه ميزة أخرى للموسيقا العربية: الجمهور. وهو سيخبرك عندما يكون مستمتعًا، وعندما يلاحظ زخرفة صغيرة أضفتها، أو انتقالًا لم يدركوه إلا بعد بضع ثوانٍ، وما إلى ذلك. يجدر بالذكر أن هذه الاختلافات والانتقالات ليست عشوائية؛ فهناك قواعد غير مكتوبة تتطلب الخبرة والمعرفة. وبعض المقامات من مفاتيح معينة تنسجم أفضل معًا. يلعب هذا دورًا كبيرًا في جعل الجمهور يتفاعل، ويشعر بالطرب.

الآلات:

الصورة عبر Marius Masalar على unsplash

أقدم الآلات وأكثرها استخدامًا في الموسيقا العربية التقليدية هي: العود، والناي، والقانون، والكمان، وآلات الإيقاع. تُستخدم هذه الآلات أحيانًا بشكل أقل في الموسيقا السائدة حاليًا، ولكن تظل آلات الإيقاع، وخاصة الدفّ والدربوكة، جزءًا لا يتجزأ من الموسيقا العربية. بعض هذه الآلات، مثل العديد من الآلات الأخرى في جميع أنحاء العالم، لها جذور في الثقافات العربية وكذلك الثقافات الأخرى، وخاصة الآشورية والفارسية. ولكنك ستلاحظ فرقًا في الأسلوب على الأقل بين عازف غربي، وعازف شرقي على الآلة نفسها.

المزيد من المقالات