الجمل العربي - ما هي السمات المميزة التي تجعله فريدًا من نوعه؟

السؤال القديم عن الجمل هو: هل له سنام واحد أم سنامان؟ تمتلك الإبل العربية سنامًا واحدًا فقط، لكنها تستخدمه بفعالية كبيرة. تبيّن هذه المقالة مواصفات الجمل العربي ذي السنام الواحد، وسلوكيّاته، وكيفيّة تكيّفه مع بيئته.

النظام الغذائي:

الجمل العربي هو في المقام الأول من الحيوانات العاشبة. يتكون نظامه الغذائي في الغالب من أوراق الشجر والأعشاب الجافة والنباتات الصحراوية، وهي في معظمها نباتات شائكة. تحافظ الجمال العربية على أفواهها مفتوحة أثناء مضغ الطعام الشائك. وتستخدم شفتيها للإمساك بالطعام ومضغ كل قضمة من 40 إلى 50 مرة. ترعى الجمال لمدة 8-12 ساعة يوميًا وتجترّ مدة متساوية من الوقت.

التكيفات:

يتكيف الجمل العربي بشكل خاص مع موطنه الصحراوي؛ وتهدف هذه التكيفات إلى الحفاظ على المياه وتنظيم درجة حرارة الجسم. تمنع الحواجب الكثيفة والصف المزدوج من الرموش الرمال والغبار من دخول العينين أثناء العواصف القوية، وتحميهما من وهج الشمس. كما أنه يستطيع إغلاق منخريه طواعية؛ وهذا يساعد في الحفاظ على المياه. من جهة أخرى، نادرًا ما تتعرق الإبل، حتى في درجات حرارة الصحراء التي تصل إلى 50 درجة سلزيوس، لذلك عندما تتناول السوائل يمكنها الاحتفاظ بها لفترات طويلة من الزمن. والسبب هو أنها تستطيع تقليل التعرق عن طريق تغيير درجة حرارة جسمها طوال اليوم من 31 إلى 41.7 درجة سلزيوس، وتكون في أدنى مستوياتها عند الفجر. تتجنب مجموعات الإبل الحرارة الزائدة من البيئة عن طريق الضغط على بعضها البعض. يمكن للجمل العربي تحمل فقدان أكثر من 30٪ من الماء، وهو أمر مستحيل عمومًا بالنسبة للثدييات الأخرى. في درجات حرارة تتراوح بين 30 و40 درجة سلزيوس، يحتاج الجمل إلى الماء كل 10 إلى 15 يومًا. وفي درجات الحرارة الأكثر سخونة، يشرب الماء كل أربعة إلى سبعة أيام. في الشتاء، حتى النباتات الصحراوية قد تحتفظ بالرطوبة الكافية للسماح للجمل بالعيش بدون ماء لعدة أسابيع. ولكن، عندما تشرب الإبل، فإنها تمتص الماء مثل الإسفنج؛ يمكن للحيوان العطشان جدًا شرب 130 لترًا من الماء في 13 دقيقة فقط.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

يمتلك الجمل العربي دورة دموية فريدة، مكوّنة من مجموعة متقاربة من الشرايين والأوردة، تستخدم تدفق الدم المعاكس لتبريد الدم المتدفق إلى الدماغ. وبهذه الطريقة يتحكم الجمل تحكّمًا فعّالًا بدرجة حرارة دماغه.

يخزن السنام ما يزيد عن 35 كيلوغرامًا من الدهون، والتي يمكن للجمل تحليلها إلى طاقة لتلبية احتياجاته عندما تكون الموارد شحيحة؛ يساعد السنام أيضًا في تبديد حرارة الجسم عندما يتم استقلاب الدهون، إذ يطلق الطاقة مع التسبب في تبخر الماء من الرئتين أثناء التنفس (حيث أن الأكسجين مطلوب للاستقلاب). كما يمنحه قدرته الأسطورية على السفر لمسافة تصل إلى 160 كيلومترًا في الصحراء بدون ماء. في حالة الجوع، يمكن للجمال حتى تناول الأسماك والعظام وشرب الماء المالح.

وسائد أقدامها الكبيرة وحوافرها المبطّنة تساعدها على التنقل عبر التضاريس الصخرية الوعرة ورمال الصحراء المتحركة، إلا أنها غير مناسبة للمشي على الأسطح الزلقة والموحلة.

التدجين:

الصورة عبر Chikilino على pixabay

تم تدجين الجمل العربي منذ ما يقرب من 3500 عام، وكان يقدّر لفترة طويلة كحيوان حمل. إذ يمكنه حمل حمولات كبيرة لمسافة تصل إلى 40 كيلومترًا في اليوم. وكانت بعض الثقافات تقيّم ثروة الشخص بناءً على عدد الإبل التي يمتلكها. واليوم، تعد جميع الإبل تقريبًا في العالم حيوانات منزلية.

يتضاءل دور الجمل كوسيلة نقل مع ظهور وسائل النقل الحديثة، إلا أنه لا يزال وسيلة فعالة للاتصال في المناطق النائية والأقل تطوراً. تم استخدام الجمل في الحروب منذ القرن السادس قبل الميلاد. وهو ذو قيمة خاصة لقدرته على التفوق على الخيول في الصحاري. تشير سجلات استخدامه في زمن الإسكندر الأكبر إلى أن الحيوان كان بإمكانه قطع مسافة تصل إلى 80 كيلومترًا في اليوم لمدة أسبوع، ويمكنه البقاء لمدة تصل إلى شهر بدون ماء.

لا يزال الجمل شائعًا أيضًا في السباقات، وخاصة في العالم العربي. إن الجمل المثالي للركوب هو الجمل القوي والنحيف وطويل الأرجل وذو الجلد الرقيق والمرن. يمشي الجمل العربي بأربع سرعات أو خطوات: المشي والهرولة والجري السريع والعدو. الأولى هي السرعة النموذجية للمشي، حوالي 4 كم / ساعة. الهرولة هي السرعة الأكثر شيوعًا، ما يقرب من 8-12 كم / ساعة على أرض مستوية. وتصل سرعة الجمل إلى 14-19 كم / ساعة أثناء الجري السريع، وإلى أكثر من ذلك في العدو، ولكنه لا يستطيع العدو إلا لفترات قصيرة.

الصحة والأمراض:

يعاني الجمل العربي بشكل عام من أمراض أقل من غيره من الماشية المنزلية. قد تتقيأ الإبل العصبية إذا تم التعامل معها بلا مبالاة؛ وهذا لا يشير دائمًا إلى وجود اضطراب. الجمل العربي عرضة للإصابة بداء المثقبيات، وهو مرض يسببه طفيلي ينتقل عن طريق ذبابة تسي تسي. أعراضه الرئيسة هي الحمى المتكررة وفقر الدم والضعف. وتشمل الطفيليات الداخلية الأخرى الفاشيولا العملاقة (الدودة المثقوبة)، ونوعين من الديدان الشريطية، والديدان الخيطية المختلفة (الديدان الأسطوانية). وقد وجدت دراسة مصرية أن الإبل العربية قد تكون مضيفة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

سلوكيات الجمل العربي:

الصورة عبر Jeankavalayil على pixabay

الجمل العربي نهاري (ينشط بشكل رئيس أثناء النهار)؛ تتغذى القطعان الحرة وتتجول طوال اليوم، ولكنها تستريح خلال الساعات الأكثر حرارة حول الظهيرة. يقضي الجمل العربي الليل في الراحة بشكل أساسي. وتشكل الجمال مجموعات متماسكة من حوالي 20 فردًا، تتكون من عدة إناث يقودها ذكر مهيمن. بعض الذكور إما تشكل مجموعات عزاب أو تتجول بمفردها. وقد تتجمع القطعان لتكوين قطعان من مئات الإبل أثناء الهجرة في وقت الكوارث الطبيعية. تشمل السمات السلوكية الخاصة للجمل إظهار الاستياء من خلال دق أقدامه بالأرض. وهو غير عدواني بشكل عام، باستثناء الذكور في فترة التزاوج، حيث تتصارع، ويصبح من الصعب التعامل معها، وتنفخ أفواهها، وتصدر أصواتًا.

تتذكر الجمال منازلها؛ وتتذكر الإناث، على وجه الخصوص، الأماكن التي ولدت فيها أو أرضعت صغارها لأول مرة. وهذه إحدى سمات الجمل العربي التي أعطته سمعته الفريدة بين الحيوانات التي دجّنها واستعملها الإنسان.

المزيد من المقالات