أشجار النخيل في المملكة العربية السعودية

تعتبر أشجار النخيل في المملكة العربية السعودية رمزاً وطنياً ومصدراً للغذاء ومورداً اقتصادياً في المملكة. في هذه المقالة نستكشف دور النخيل في حياة واقتصاد المملكة

مواصفات شجرة النخيل:

يمكن أن تنمو شجرة النخيل منفردة أو في مجموعات، مع وجود سيقان متعددة تنشأ من نظام جذر واحد. يصل ارتفاعها عادة إلى خمسة وعشرين إلى خمسة وأربعين متراً فوق سطح الأرض. أوراقها مركبة وريشية، يتراوح طولها بين 240 و370 سم، وغالبًا ما تكون مزينة بأشواك حادة. يتراوح ارتفاع تاج شجرة النخيل بين ستة وعشرة أمتار.

مكانة أشجار النخيل في المملكة:

ترمز شجرة النخيل إلى الرخاء والتقدم والحيوية، ويظهر بشكل بارز في الشعار السعودي الرسمي. ويؤكد ذكرها في القرآن الكريم على أهميتها الدائمة عبر عقود من الزمن في تاريخ وثقافة وحضارة شبه الجزيرة العربية، حيث تعمل كغذاء أساسي ومصدر حيوي للأمن البشري.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

النخيل السعودي في اليونسكو وموسوعة غينيس:

الصورة عبر Pexels على pixabay

تبلغ مساحة واحة الأحساء حوالي 85.4 كيلومترًا مربعًا، وتضم أكثر من 2.5 مليون نخلة مدعومة بمياه جوفية هائلة. ويتم ريها من خلال أكثر من 280 بئرًا ارتوازيًا، ما يتيح النشاط الزراعي على مدار العام. في عام 2020، حققت واحة الأحساء اعترافًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة مستقلة على مستوى العالم. وقد مثل هذا الحضور العالمي الثاني للمملكة بعد إدراجها في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2018.

إنتاج وتصدير التمور:

الصورة عبر pictavio على pixabay

في عام 2020، حصلت المملكة على المركز الثاني عالميًا في إنتاج التمور، حيث مثلت 17 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، ووصلت التمور السعودية إلى 113 دولة. ولكنها أتت في المرتبة الأولى عالميًا من حيث القيمة بحسب مركز التجارة العالمي، إذ بلغت صادراتها من التمور 1.215 مليار ريال سعودي، مسجلة معدل نمو سنوي بلغ 13%، وهو الأعلى خلال السنوات الخمس السابقة. في العام نفسه، حصلت أكثر من 1.7 مليون شجرة نخيل على علامة التمور السعودية، وهي تشكل 5 في المائة من إجمالي عدد أشجار النخيل في المملكة، والتي تجاوزت 31 مليونًا في ذلك الوقت. كما بلغ عدد المصانع الخاضعة لعلامة التمور السعودية اثنين وأربعين مصنعاً، أنتجت مجتمعة أكثر من 432.720 طناً من التمور.

في عام 2022، ارتفع إنتاج المملكة من التمور إلى 1.6 مليون طن، متجاوزاً بذلك الاكتفاء الذاتي بنسبة 125 %. وارتفعت أرقام صادرات التمور ومشتقاتها في المملكة، لتتجاوز 321 ألف طن بقيمة 1.28 مليار ريال سعودي. ويمثل هذا زيادة بنسبة 5.4% عن عام 2021، حيث امتدت الصادرات إلى 116 دولة حول العالم. بلغ عدد أشجار النخيل في المملكة أكثر من 34 مليون نخلة بزيادة 3 ملايين نخلة عن العام الذي سبقه. كما توسعت علامة التمور السعودية لتشمل واحداً وأربعين مزرعة مُدرجة، تضم اثنين وثلاثين مزرعة للزراعة المكثفة وتسع مزارع عضوية.

من الناحية القانونية، يتم منح علامة تجارية مسجلة للتمور في المملكة من قبل المركز الوطني للنخيل والتمور، وفقاً لمتطلبات الأسواق العالمية. وفيما يتعلق بالقطاع التجاري، تعد محافظة الأحساء موطناً لأكبر عدد من المصانع المنتجة للتمور، بأكثر من ثلاثين مصنعاً.

يوجد عشرات الأنواع من التمور في السعودية، من أشهرها العجوة والعنبرة والصفاوي والسكري والمدجول، ولكل منها طعمه وفوائده المميزة.

قيمة قطاع النخيل والتمور في المملكة:

يبلغ حجم قطاع النخيل والتمور في المملكة 7.5 مليار ريال سعودي، ويشكل 12% من الناتج الزراعي الإجمالي و0.4% من الناتج غير النفطي الإجمالي. ويتجاوز عدد أشجار النخيل في المملكة 34 مليون نخلة، أي ما يعادل 27% من إجمالي أشجار النخيل في العالم. كما يوجد في المملكة 123 ألف حيازة زراعية مخصصة لأشجار النخيل.

تحويل سعف النخيل إلى خشب عالي الجودة:

الصورة عبر Simon على pixabay

تتعاون شركة الاستثمار السعودي لإعادة التدوير، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، مع جامعة الملك فيصل في الأحساء على تطوير مبادرة لتحويل سعف النخيل، وهو مورد طبيعي وفير في المملكة، إلى ألواح خشبية عالية الجودة. إن هذه التقنية لتحويل سعف النخيل إلى خشب عالي الجودة تحمل وعدًا كبيرًا وتساهم في الحفاظ على البيئة. يتمتع الخشب الناتج عن سعف النخيل بفوائد عديدة، بما في ذلك المتانة والمقاومة العالية للتآكل والمرونة في مواجهة الظروف الجوية المختلفة. علاوة على ذلك، فهو أقل تكلفة من الخشب الطبيعي بسبب وفرته وسهولة معالجته. والأهم من ذلك أن إنتاجه صديق للبيئة ولا يتضمن قطع الأشجار. يُستخدم الخشب المشتق من أوراق النخيل في مجموعة واسعة من التطبيقات، مثل صناعة الأثاث للمنازل والمكاتب، وتصنيع الأجهزة المنزلية، وإنتاج مواد البناء.

شعار المملكة:

الصورة عبر Krokodyl على commons.wikimedia.org

اعتُمد شعار المملكة العربية السعودية في عام 1950. وفقًا للنظام الأساسي السعودي، يتكون الشعار من سيفين متقاطعين مع شجرة نخيل في المساحة أعلاه وبين النصلين. يمثل السيفان مملكة الحجاز وسلطنة نجد وتوابعها، واللتين تم توحيدها تحت حكم الملك ابن سعود في عام 1926، أو القوة والقدرة على التحمل والتضحية. يعني الشعار أن الرخاء لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العدالة. يمثّل النخيل النمو والحيوية والازدهار، ويمثل السيفان المتقاطعان العدالة. باختصار، تمثل شجرة النخيل أصول المملكة والتي يتم تعريفها على أنها شعبها وتراثها وتاريخها ومواردها الطبيعية وغير الطبيعية. ومن ثَمّ، يظهر النخيل محميًا بالسيفين، اللذين يمثلان الدفاع عن الأمة.

يظهر الشعار على الوثائق الحكومية والبعثات الدبلوماسية، بالإضافة إلى العديد من الأعلام السعودية.

المزيد من المقالات