4خطوات لتنمية مهارات الأتصال والتفاعل لديك

مهارة التواصل بفاعلية أكثر من مجرد توصيل رسالتك لآخر واستقبال تواصل الآخرين معك، الموضوع ليس فقط نقل معلومات ولكن أيضا فهم مشاعر ودوافع الأشخاص أو ما وراء الكلمات. مهارات الاتصال أساسية لعلاقات صحية في المنزل والمؤسسات المختلفة وبيئة العمل أيضا. يمكنكم من خلال التواصل بفاعلية فهم الإشارات والحركات وليس الكلمات فقط وهو ما يسمى بلغة الجسد. سبق وناقشنا في مقال سابق لغة الجسد وأشهر التفسيرات ورائها يمكنكم الرجوع للمقال والتعرف بشكل أكبر على لغة الجسد. إذا كنت تتمنى إدارة علاقاتك بشكل أفضل أو إذا كنت قائدا لفريق أو مدير أو حتى عضو في مجموعة من الطلاب أو الموظفين أو زوج/ زوجة أو والد/ والدة فإنكم ستحتاجون متابعة هذا المقال الذي يراجع معكم أساسيات تنمية مهارة الاتصال والتفاعل مع الأخريين بشكل فعال.

1-الوضوح

كثيرا ما نميل في مجتمعاتنا العربية للتلميح أكثر من الكلام بوضوح. إذا أردت أن توصل رسالة لشخصا ما بفاعلية، كن واضحا، فكر جيدا قبل الكلام وقم باختيار كلماتك بعناية ولا تسهب في الكلام. هل تأففت عند حضور محاضرة أو اجتماع حيث ظل المتحدث يخرج من قصة لأخرى ومن مثل لأخر حتى فقدت تركيزك وأصبحت غير متأكد من الرسالة؟ هذه أحد الأمثلة الواضحة على فشل المتكلم في توصيل الرسالة وبالتالي، فشل المستقبل في استلام الرسالة.

أصبحت مديرا لفريق أثناء مشروع بعينه ولاحظت أن أحد الأعضاء يتأخر باستمرار في تسليم الجزء الخاص به من العمل الذي تم توزيعه بوضوح. تجمعك به صداقة وبالتالي، شعرت بالخجل من توجيهه وأخذت في التلميح ومداعبته بالكلمات ولكن لم يتغير شيء. الحقيقة أنك قد فشلت في توصيل الرسالة وترتب على ذلك تقصيرك في المهام المسندة إليك واضطراب علاقتك بالزميل وكذلك لم يدرك هو أبدا المشكلة ولم يفهم سبب غضبك.

كان يمكنك حل الأمر ببساطة من خلال كلمات واضحة ومختصرة. لاحظت تأخرك في تسليم المهام الموكلة إليك مما تسبب في تأخير خطوات المشروع، هل تواجه صعوبة؟ كيف يمكن أن أساعدك لتنتهي المهام في الموعد المتفق عليه؟

2-قراءة لغة الجسد

التواصل غير اللفظي أو كما نسميه بلغة الجسد هو مفتاح مهم من مفاتيح التواصل الفعال. تعبيرات الوجه وحركات الجسد والإيماءات كلها يمكن ترجمتها وربطها بالكلام المصاحب لفهم الموقف والتفاعل معه -بشكل أفضل-. كما نوهنا يمكنكم بالرجوع لمقال لغة الجسد. نفترض أن قراءتك للغة الجسد وضحت شعور محدثك بالملل أو فقدان التركيز، يمكنك وقتها أخذ مدة راحة واستكمال الحديث لاحقا. إذا توصلت لحقيقة أن محدثك عجز عن فهم رسالتك يمكنك اختيار كلمات بسيطة والتوضيح -بشكل أفضل-. تخيل أن لغة الجسد هي المرآة التي تنظر فيها لتعديل مظهرك حتى تصل للمظهر الأمثل، إلا أنك في تلك الحالة تعدل من طريقة توصيل رسالتك.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

لا تنسي أن لغة الجسد الخاصة بك هي أيضا رسالة لمحدثك لذا؛ كن أكثر وعيا بجسدك وحركاتك وتعبيرات وجهك أثناء الكلام. التواصل بالعينين مع محدثك، وقفتك ووضع ذراعيك وحتى طبقة صوتك كلها أساسيات يجب الانتباه لها أثناء التواصل مع أخريين. لا تخجل من طلب مدة راحة أو أعرض مشروبا على محدثك لتكسر ملل الحديث إذا كنت مجهدا أو غير قادر على التركيز. التواصل الفعال هو قدرة الطرفين على قراءة أحدهما الأخر وليس طرفا واحدا فقط.

3-الأنصات بإهتمام

صورة من unsplash

يقع الكثير من الناس في خطئ الكلام باهتمام ثم إهمال سماع الرد. حسن في تلك الحالة فإنك في حوار مع نفسك وهذا لا يمت للاتصال الفعال بأي صلة. الاتصال الفعال هو أن توصل رسالتك وتستقبل الرد لتستمر بعدها المناقشة بفاعلية. يميل الناس لمن يسمعهم بإهتمام وليس من يسمع لينشغل بتحضير الرد.

لا تقم أبدا بسماع شخص أثناء الأنشغال بالرد على رسالة شخص آخر، مثل هذا التصرف يقود لمناقشات فاشلة. يفضل أن تقلل المشتتات بصفة خاصة أثناء المحاداث المهمة، أترك هاتفك أو أي جهاز تنشغل به حتى تنتهى من الحديث. لا يمنع هذا إدارة الحوار بشكل فعال. على سبيل المثال كنت في مناقشه وأثناء رد الطرف الأخر تجنب نقطة النقاش الأساسية أو تفرع منها لموضوعات أخري، أنتظر حتى ينتهى من جملته وأطلب منه بوضوح ولباقة التركيز على موضوع المناقشة "كلامك هام جدا ولكن دعنا لا نتفرع لموضوعات أخري حتى لا نتشتت ماذا عن موضوعنا الأساسي؟..." ساعده على الرجوع لموضوع المناقشة الأساسي.

4- الأهتمام بمهارات الذكاء العاطفي

كما ذكرنا في مقدمة المقال إن التواصل الفعال ليس مجرد نقل معلومات وإنما أيضا نقل واستقبال مشاعر ودوافع الأخريين، لذا؛ فإن مهارات الذكاء العاطفي ضرورية لإدارة تواصل فعال. والذكاء العاطفي ببساطة هو قدرتك على فهم مشاعرك وإدارتها وفهم مشاعر الأخريين أيضا وتوظيف ذلك بطريقة إيجابية في التواصل مع الأخريين. إدارة مشاعرك بشكل ذكي ستساعدك أيضا في التعاطف مع مشاعر الأخريين حتى وإن اختلفت عن مشاعرك.

لقد عرفت أن شخصا ما حساس تجاه النقد ولكنك أيضا شخص يميل للنقد والمثالية. نقدك للشخص الأخر لن يجدي بشي وسيجعل المناقشة غير فعالة. ستتمكن بإدارة النقاش بطريقة فعالة عند إدارة مشاعر النقد لديك والتعاطف مع الأخر وتوصيل الرسالة دون نقد أو إلقاء اللوم. بمزيد من الذكاء يمكنك أن تصل بالنقاش حيث يطلب هو منك النصيحة في كيفية الأداء بشكل أفضل وحينها ستطبق النصائح السابقة وستختار كلماتك بعناية. يمكننا تشبيه الذكاء العاطفي بتقديم نظارة طبية لشخص ضعيف البصر قبل القيادة لتجنب الحوادث والوصول بأمان. إنها طريقة لرؤية محدثك والموقف بشكل أفضل أثناء المناقشة.

المزيد من المقالات