5 خطوات بسيطة لتعلم طفلك أداب الحوار

في كل ثقافات العالم يوجد قواعد وآدابا للحوار بين الأفراد يجب احترامها. إنها من علامات الأدب والثقافة والرقي بين الناس. لكن مع الأطفال يواجه معظم الآباء والأمهات صعوبة في توجيه الأطفال للسلوك الحضاري في تبادل الحوار وحتى في استخدام طبقة الصوت المناسبة. كما يصعب عليهم شرح مبدأ الخصوصية للأطفال لذا؛ يصاب الكثير من الآباء والأمهات بالحرج الشديد عند توجيه الطفل أسئلة شخصية للآخرين. نذكركم بأننا قد قدمنا في مقال سابق كيفية تعليم الأطفال مبدأ الخصوصية يمكنكم الرجوع له. أما هذا المقال فيخص الخطوات البسيطة التي بإتباعها نسهل عليكم تعليم الأطفال آداب الحوار. لكن أولا دعونا نسأل ما أهمية تعليم الطفل آداب الحوار؟ آداب الحوار هي إحدى المهارات الاجتماعية التي يحتاجها كل شخص للتواصل الفعال مع الأخريين وتكوين علاقات صحية لذا؛ في مرحلة الطفولة وتكوين المهارات الاجتماعية لدى الأطفال من المهم تعليمهم تلك المهارة. الموضوع لا يقتصر على تهذيب الطفل واحترامه للكبار فقط وإنما يمتد أيضا لقدرة الطفل على تكوين صداقات فعالة. كذلك يعزز ذلك تمكين الطفل من التعبير عن نفسه وفهم الأخريين وتعبيرهم عن أنفسهم أيضا. كما يعزز ذلك احترام الطفل لذاته وللأخريين. تنمي تلك المهارة لدى الطفل مهارة حل المشكلات أيضا من خلال الحوار وتبادل الآراء.

1-كن قدوة

من المستحيل تعليم الطفل أي مهارة لا يجسدها الوالدان في المنزل. يجب أن ينمو الطفل في بيئة يتبادل فيها الأطراف الحوار باحترام ودون صراخ. يجب أن يشاهد الطفل كيف يحترم الوالدان آراء بعضهم البعض ويتناقشون في مختلف الأمور حتى البسيطة منها. يسمع كلاهما الآخر أيضا. ثم تطبيق تلك القواعد مع الطفل نفسه. يجب أن يتم سماع الطفل واحترامه أثناء الكلام ثم توجيهه بهدوء في حالة ارتفعت نبرة صوته أو قام بمقاطعة أبوية أو إخوته أثناء الكلام. التطبيق العملي هو أسهل الطرق لتعلم الطفل، لا يتعلم الطفل من خلال التعليمات فقط. إذا لم يتطابق ما تعلمه للطفل مع ما تفعله أنت نفسك فإن الأمر لن ينجح.

2-خصص وقت لسماع الطفل وعلمه تبادل الأدوار

كما ذكرنا يميل الأطفال للكلام في أي وقت ولأي مدة من الزمن دون مراعاة الظروف ولا وقت الوالدين والأخريين. أصبح جدول حياتنا مزدحما ولا يوجد الكثير من الوقت للحديث مع الطفل ولكن لا يجب أن يكون هذا أبدا سببا لإهمال حاجة الطفل للتواصل. قم بتخصيص وقت للطفل يوميا يمكنه فيه أن يتحدث معك في كل ما يخصه.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

على سبيل المثال، بعد عودة الطفل وتغيير ملابسه وأثناء تحضير المائدة، أطلب منه مساعدتك في تحضير المائدة بينما يحكي لك عن يومه. إذا حاول الطفل الكلام قبل تغيير ثيابه ذكره بهدوء أنكم اتفقتم على الحوار بعد تغيير ملابسه وأثناء إعداد السفرة.

إذا كنتم كأسرة تتناولون طعام الغداء أو العشاء سويا قوموا بمناقشة تفاصيل اليوم ونبهوا الطفل إذا قام بالسيطرة على الحوار بالكامل وذكروه بتبادل الأدوار أثناء الحديث "لقد تكلمت أنت أولا، الآن أترك وقتا لأخيك ليحكي لنا عن يومه". إضافة وقت خاص للطفل وحده مثل آخر 10 دقائق قيل النوم للكلام عما يضايقه أو يسبب له القلق أمرا ضروريا جدا. قل لطفلك إن تلك القواعد يمكن كسرها في الحالات الطارئة فقط مثل عند شعوره بالحزن أو الألم أو المرض أو تعرضه لمشكلة".

3-توظيف القصص واللعب التخيلي

صورة من unsplash

كما ذكرنا سابقا، هناك أهمية كبيرة لتعليم الطفل من خلال القصص واللعب التخيلي. يمكنك اختلاق قصة أو سيناريو للعب التخيلي لتعليم الطفل قواعد الحوار الرئيسة مثل التحدث بهدوء وطبقة صوت مقبولة وعدم مقاطعة الأخريين وحسن الإنصات وآداب الاستماع وعدم استخدام ألفاظ غير مقبولة واحترام آراء الأخريين المختلفة عن آرائنا. أو قراءة قصة للطفل يظهر فيها بوضوح آداب الحوار.

4- المناقشة وحل المشكلات

صورة من unsplash

من الطرق الفعالة جدا لتعليم آداب الحوار وحل المشكلات إجراء المناقشات، على سبيل المثال، لاحظت وجود خلاف كبير بين الأطفال في المنزل أو حتى بين الطفل وأقرانه، أعقد جلسة مناقشة بين الأطفال في حضورك. ستبدأ بوضع قواعد المناقشة قبل أن تبدأ مثل:

عدم المقاطعة وتبادل الأدوار في الحديث

الحفاظ على طبقة صوت مقبولة

الاحترام وعدم استخدام ألفاظ نابية

المناقشة بهدوء

ثم دعهم يبدؤوا المناقشة ولا تتدخل إلا في حالة كسر القواعد، ذكرهم بهدوء. التدخل الدائم لحل مشكلات الأطفال يخلق طفل اعتمادي. بالنقاش يتوصل الأطفال لطريقة لحل مشكلاتهم. يمكنك إعطاء الأطفال الأكبر سنا بعض الخصوصية أثناء المناقشة بعد وضع القوانين أترك الغرفة.

المناقشة في الأمور العادية أيضا أثبتت فاعلية كبيرة في تنمية شخصية الطفل ومساعدته على الشعور بالانتماء وخلق طفل مبتكر ومبدع. هل فكرت مثلا في مناقشة الأطفال قبل تغيير ديكور المنزل أو إجراء التعديلات؟ أصطحب الطفل قبل شراء قطعة أثاث جديدة وناقش معه اختيارات الألوان والتصاميم. ناقش الطفل بهدوء إذا أختار قطعه غير مناسبة. "حبيبي هذه القطعة كبيرة الحجم ولن تسع، ماذا عن تلك القطعة؟".

5-مكافأة الطفل

صورة من unsplash

تعزيز السلوك الإيجابي شيء مهم جدا لاستمراره، التعزيز الإيجابي أمرا مهما جدا خصوصا في بداية تعليم الطفل لأي سلوك جديد. قبل زيارة الضيوف وجهت طفلك للطريقة السليمة في الكلام والتصرف أثناء الحوار مع الضيوف وقام الطفل بتطبيق كل تلك النصائح أو حتى معظمها بشكل جيد، أهتم بمكافئته بعدها مع التأكد من فهم الطفل أن المكافأة بسبب أتباعه لآداب الحوار.

ماذا لو تصرف الطفل بشكل جيد في البداية ثم تجاوز بعدها؟ لا تحرجه أمام الأخريين، ذكره بهدوء في حجرة داخلية وبعد الزيارة ناقشه "حبيبي لقد تصرفت بشكل جيد جدا في البداية لكن كنت أتمنى ألا تقاطع الضيف في الكلام، أنا متأكدة أنك ستتصرف بشكل أفضل المرة القادمة".

المزيد من المقالات