يقع وادي الوشواش على بعد حوالي 15 كيلومترًا من مدينة نويبع، ويعتبر الوصول إليه مغامرة بحد ذاتها، حيث تتطلب الرحلة عبور طرق جبلية وصخور وعرة. تبدأ المغامرة من نقطة معينة بالقرب من طريلة نويبع-دهب، ويتعين على الزوار أن يتخذوا مسارًا داخل الجبال، وقد يتطلب الأمر تسلق بعض الصخور للوصول إلى هذا الموقع الفريد. يمكن الوصول إليه سيرًا على الأقدام، وقد تستغرق الرحلة حوالي 30 دقيقة إلى ساعة اعتمادًا على السرعة والظروف الجوية.

ما يجعل وادي الوشواش مختلفًا هو تكوينه الجيولوجي الفريد والموقع البعيد الذي يجعله بعيدًا عن صخب المدينة. بمجرد وصولك، ستجد نفسك محاطًا بتشكيلات صخرية من الجرانيت، وكأنها وُضعت لتشكل حوضًا طبيعيًا يخزن مياه الأمطار التي تسقط في المنطقة. الماء يتلون بالفيروزي، ويعكس السماء الصافية مما يخلق منظرًا خلابًا لا يُنسى.

صورة من wikimedia

لمن يعشق المغامرات، فإن وادي الوشواش يوفر تجربة مميزة من السباحة والغوص في المياه الصافية. بفضل العمق الذي يتراوح بين 3 و4 أمتار، يمكن للزوار الاستمتاع بالسباحة أو القفز في الماء من الصخور المحيطة، الأمر الذي يُضيف لمسة من الإثارة إلى التجربة. كما يُعد الوادي مكانًا مثاليًا للتأمل والاسترخاء بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية، إذ يمكن للزوار قضاء بعض الوقت في التأمل في جمال المكان، والتقاط صور مذهلة.

1.ارتداء الأحذية المناسبة: يتطلب الوصول إلى وادي الوشواش السير على الصخور وتسلق بعض التلال، لذا يُنصح بارتداء أحذية مريحة ومناسبة للتضاريس الوعرة.

2.توفير كميات كافية من الماء والطعام: بسبب بعد الوادي عن أي متاجر أو مطاعم، يُفضل أن يحمل الزائرون كميات كافية من الماء والطعام.

3.التأكد من وجود دليل محلي: من الأفضل الاستعانة بمرشد محلي أو دليل للسياحة عند زيارة الوادي، حيث يمكنه تقديم الإرشادات والمساعدة للوصول بأمان.

4.اختيار الوقت المناسب للزيارة: يُفضل زيارة وادي الوشواش في فصل الربيع أو الخريف عندما تكون درجات الحرارة معتدلة، مما يجعل التجربة أكثر راحة ومتعة.

5.احترام الطبيعة والحفاظ على النظافة: نظرًا لأن وادي الوشواش يُعتبر مكانًا طبيعيًا غير ملوث، من الضروري أن يحترم الزائرون البيئة المحيطة وألا يتركوا أي مخلفات.

صورة من wikimedia

للباحثين عن السلام الداخلي، يعتبر وادي الوشواش مكانًا مثاليًا للتأمل. يجلس الزائرون في صمت تام، يستمعون إلى صوت الرياح بين الجبال، وصدى الماء العذب الذي يعيد للروح هدوءها وصفاءها. يشعر الشخص في هذا المكان كأنه جزء من الطبيعة، ويفتح ذهنه للتفكير العميق والتأمل في جمال الكون.

رغم قسوة البيئة الجبلية المحيطة، إلا أن وادي الوشواش يُعد موطنًا لبعض أشكال الحياة البرية التي تزدهر في هذه المنطقة. يمكن للزوار رؤية بعض الطيور المحلية التي تأتي للشرب من مياه الوادي، إضافة إلى بعض النباتات الصحراوية التي تتكيف مع قسوة المناخ الجاف. يُعد التنوع البيولوجي في المنطقة أحد العوامل التي تضيف سحرًا خاصًا على المكان.

يعتبر وادي الوشواش مثالًا ناجحًا للسياحة البيئية، إذ يجذب الزوار الراغبين في الاستمتاع بالطبيعة دون المساس بسلامتها. بفضل سياسات الحفاظ على الطبيعة، أصبح الوادي ملاذًا طبيعيًا لم يُحدث به أي تلوث أو تدمير، ويُشجع الزوار على التفاعل مع البيئة بطريقة مسؤولة ومستدامة.

صورة من wikimedia

يجمع وادي الوشواش بين روح المغامرة والرغبة في الاسترخاء. بينما يجد عشاق المغامرة متعة في السباحة وتسلق الصخور، فإن الباحثين عن الاسترخاء يمكنهم قضاء يوم كامل بين أحضان الطبيعة، يستمتعون بالهواء النقي وصفاء الأجواء. لا توجد شبكة إنترنت أو تغطية هواتف محمولة، مما يعزز من تجربة الانفصال عن العالم الرقمي والعيش في اللحظة.

خلال السنوات الأخيرة، شهد وادي الوشواش اهتمامًا متزايدًا من السياح المحليين والأجانب على حد سواء، خصوصًا من فئة الشباب الذين يسعون لتجربة مميزة خارج المدن الكبيرة. ومع زيادة عدد الزوار، اتخذت الجهات المعنية خطوات لتعزيز السياحة المسؤولة في المنطقة، بما في ذلك نشر التوعية حول أهمية الحفاظ على البيئة وتشجيع الزيارات بصحبة مرشدين محليين. هذا النمو في السياحة لم يقتصر على وادي الوشواش فقط، بل أسهم في الترويج لنويبع كوجهة سياحية تقدم تجارب فريدة لمحبي الطبيعة والمغامرة.

يُعد وادي الوشواش في نويبع تجربة استثنائية تنتظر من يكتشفها. سواء كنت تبحث عن مغامرة مثيرة، أو لحظة هدوء وتأمل بين أحضان الطبيعة، فإن هذا المكان يوفر لك كل ما تبحث عنه. وادي الوشواش هو بالفعل جنة مخفية بين جبال سيناء، تتيح للزوار فرصة فريدة للاستمتاع بجمال الطبيعة البكر والتجربة الغنية بالهدوء والسلام.