هل يغيّر حصانك طريقة مواجهتك للخوف والتحديات والخزي؟

إذا كنت تركب الخيل منذ فترة، فمن المحتمل أنك صادفت جوادًا تحداك، أو ربما أخافك! ربما أجبرك الحصان على مواجهة أسئلة صعبة للغاية: هل هذا الحصان غير مناسب لي؟ أم أنني أتوهّم؟ هل السبب أنا، أم الجواد؟ ماذا يمكنك أن تفعل عندما يشلّ الخوف تجربة ركوب الخيل الخاصة بك؟ من الناحية النفسية، هذه ليست حالة ممتعة، والعديد من الناس لا يعرفون كيفية التعامل مع السؤال، وليسوا على استعداد حتى للاعتراف بوجود هذه الأفكار في المقام الأول. ولكن هناك بعض المقارَبات المتاحة لمساعدتك في اتخاذ القرار. في هذه المقالة نبيّن بعض هذه المقاربات، ونناقش هذه القضيّة.

ما نوع الخوف الذي تتعامل معه؟

يمكنك التمييز بين بعض الأسباب الشائعة للخوف. وتوضيح سبب قلقك سيساعدك في تحديد مسارك. هل سببه هو تعرّضك لصدمة مثل حادث ركوب الخيل تركتك مصابًا جسديًا؟ إذا كان الأمر كذلك، فكن على دراية بأن الصدمات مختلفة تمامًا عن الخوف العام ويمكن أن يستغرق حلها بعض الوقت، فالسقوط المؤلم يترك بصمة على دماغك. إذا كنت لا تزال تركب نفس الحصان، فإن الارتباط الناتج عن عدم الأمان مع هذا الجواد سيكون من الصعب التغلب عليه. سوف تحتاج إلى إعادة تعلم كيفية الشعور بالراحة، وبالنسبة لبعض الفرسان فإن هذه المهمة شاقة للغاية.

ولكن، حتى الفرسان الذين لم يتعرضوا لسقوط سيئ، يعانون من شعور دائم بعدم الأمان. وهم يحاولون جاهدين التغلب على هذا الشعور، على أمل أن يتغير ذلك يومًا ما. ويجد العديد منهم أنه مع تقدمهم في السن، يبدأ شعور عام بعدم الارتياح على السرج بالتشكّل. ربّما يصبحون أكثر وعيًا للتعرض للأذى إذا سقطوا، وما قد يعنيه ذلك من استغراق الشفاء وقتًا أطول، وعدم القدرة على تلبية مسؤوليات العمل أو رعاية الأطفال. وهذا الخوف يدفع بالحصان بدوره إلى حالة من عدم الارتياح. إن تجاهل هذه الأفكار لن يؤدي إلا إلى دفعك إلى التعمق أكثر، ما يجعلك تشعر بالخجل من نفسك أحيانًا. ولكنّ الاعتراف بالخوف واتخاذ خطوات للتعامل معه، سيجعلك تستمتع بركوب الخيل مرة أخرى. أهمّ شيء هو تعلّم التركيز على ما تريد أن يحدث بدلاً من التركيز على ما يمكن أن يحدث. وعندها سيعود الحصان طبيعيًا أيضًا.

احصل على الأشخاص المناسبين:

أنت بحاجة إلى تجميع فريق من الخبراء حولك، لأن هدفك هو الوصول إلى شعور بالسلام. ستحتاج إلى مدرب خيول تثق به، لمساعدتك في تقييم مهاراتك البدنية، والحالة الذهنية لحصانك. كما أنه لا يضر أن تستبدل بحصانك حصانًا آخر لفترة مؤقتة، إذا كان بإمكانك القيام بذلك؛ إذ يمكن أن تساعدك تجربة حصان آخر بمزاج مختلف، في فهم الدور الذي تلعبه أنت في علاقتك بحصانك. وغالبًا ما ستعزّز تجربة كهذه ثقتك بنفسك، لأنك تحصل على فرصة للتركيز على حصانك ومهاراتك بدلاً من التركيز على عدم السقوط.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

يجب أيضًا أن تعرف كيف يؤثر قلقك على الحصان نفسه. ويمكن للمدرب المختص أن يساعدك في هذه المهمة. في الحقيقة، يمكن تخفيف القلق عن طريق تعلّم استراتيجيات جديدة. فإذا نجح ذلك، وبدأ الخوف بالتبدّد، وطالما أن الحصان ليس لديه مخاوف سلوكية، فإن التوقعات واعدة. ولكن الخوف قد لا يتبدّد، لكونه مرتبطًا بحصان معيّن، أي إن الحصان نفسه هو الذي يثير خوف الفارس باستمرار، ولا يستجيب للتدريب لتصحيح المشكلات السلوكية. في هذه الحالة، قد يكون الانفصال هو أفضل حلّ.

تخلص من المشاعر السلبية:

إذا نظرت إلى الثنائيّات في بعض الرياضات أخرى، مثل التزلج الفني على الجليد، أو زوجيّ التنس، عندما لا تكون الكيمياء صحيحة بين الشريكين، يتم وضع خطة لحلّ المشكلة بسرعة، وتحسين علاقة العمل. فإذا لم تسفر الخطة عن تحسن كبير، فغالبًا ما يكون تبديل الشريك هو الحلّ. لكن الفارس تربطه روابط معقدة وعاطفية للغاية في بعض الأحيان مع حصانه. وقد يكون من الصعب الاعتراف بوجود مشكلة في علاقته به. وفي هذه الحالة، قد يولّد مجرّد التفكير بالانفصال عنه شعورًا بالفشل. ومجرّد تخيّل شخص آخر ينجح في ركوب حصانه لاحقًا قد يولّد شعورًا بالاستياء، وحتى الغضب. في هذا النوع من المواقف لا تؤدي طريقة الفوز أو الخسارة إلى نتيجة مواتية. وإذا واصلت إجبار نفسك على ركوب حصان يجعلك تشعر بعدم الأمان، فإن الخوف سيزداد، لأن الركوب الذي يركز على تجنب الحوادث ليس ركوبًا فعالاً، وبالتأكيد لا يولد الثقة بين الفارس والفرس. وفقدان الثقة هذا هو ما يجعل بعض الفرسان يتوقفون تمامًا بدلاً من استكشاف البدائل الأخرى. إن أكثر طريقتين فعالتين للتخلص من هذه المشاعر السلبية هما طلب المساعدة المهنية من طبيب نفس رياضي، وإيجاد فرسان آخرين لمشاركتهم.

ضع خطة:

صورة من unsplash

في نهاية المطاف، من المهم أن يمر الفارس بعملية مدروسة بعناية حتى يكون في سلام مع النتيجة، أيًا كانت. إن اكتشاف مخاوفك، وتجميع فريقك، والحصول على رؤية واضحة بشأن شريكك في ركوب الخيل ــــــ حصانك ــــــ كلها عناصر تحتاج إلى وضعها في إطار خطة. إذا وجدت في نهاية هذه العملية سلبيات أكثر من الإيجابيات بشأن وضعك الحالي، فقد يكون من المناسب البحث عن شريك جديد.

تذكر أن علاقتك بالخيول، هي تمامًا مثل علاقاتك الإنسانية؛ يجب أن تشعرك بالأمان وأن يكون لديك فرصة للتطور. هناك أوقات يتعين علينا فيها أن نقول وداعًا لأشخاص لا يناسبوننا، أو يؤذوننا، أو يعيقوننا بطريقة ما؛ فقد لا يكونون الأشخاص المناسبين لنا في ذلك الوقت. ولا يختلف الأمر مع الخيول. فلا تقلّل من شأن نفسك، وليس من الضروريّ المحاولة لفترة أطول مما يمليه المنطق. كن صادقًا، كن شجاعًا، ولكن اعرف متى تتوقّف.

المزيد من المقالات