يجب أن يقرأه الآباء: الطريقة الصحيحة لتربية الأبناء عند ارتكاب الأخطاء

تربية الأطفال مهمة صعبة جدا وهي من المهمات التي لا نكون مستعدين لها مهما استعددنا وذلك لأن كل طفل له كيان خاص به وشخصية تميزه حتى أن الإخوة والأخوات في نفس العائلة قد يكونون مختلفين كليا وجذريا. تعتبر الأجيال الجديدة أكثر حظا حيث ظهر الكثير من العلوم والدراسات والمؤلفات التي من شأنها التثقيف والتنوير عن طرق التربية المختلفة وتصحيح المفاهيم الخطأ في التربية. من المفاهيم الخطأ قبلا كانت فكرة العقاب كطريقة لتهذيب الأطفال ووضعهم على الطريق الصحيح. كان العقاب بدنيا أحيانا وفي أحيان أخرى كان بالحرمان من الأساسيات أو الميزات. تكمن المشكلة الأساسية في أن العقاب لم يكن مجدي بالشكل اللائق وكانت له عواقب سيئة جدا على سيكولوجية الأفراد بعد التقدم في العمر في مرحلة الشباب وما بعدها. كما أثرت سياسة على على العلاقة بين الوالدين والطفل في مختلف مراحل العمر. سنحاول سويا في هذا المقال التوصل للفرق بين العقاب والعواقب في تربية الأطفال سواء من حيث المنهج أو النتائج على على التقرير أيهما أفضل وأكثر فاعلية.

ما هي العواقب وما هو العقاب

العقاب في كلمات بسيطة هو إلحاق خسارة أو ألم للطفل بسبب ارتكابه خطأ بهدف عدم تكرار الطفل للخطإ. لذا؛ فالعقاب هنا يهدف إلى أن ينفر الطفل من السلوك الخطأ ولا يحاول أن يكرره. أما العواقب فهي نتائج الأفعال التي يقوم بها الطفل. إنها طريقة لفتح عين الطفل عن تأثير قيامه بسلوكيات معينة على نفسه وعلي الأخريين.

العواقب قد تكون طبيعية أي لا تحدث بتدخل الوالدين أو غيرهم، مثلا إذا أهمل الطفل ولم يقم بعمل واجباته المدرسية ففي اليوم التالي سيكون هو الطالب الذي لم يقدم واجبه المدرسي. كذلك هناك عواقب منطقية، مثلا إذا تركت طعامي في مكان مكشوف ستتجمع عليه الحشرات. أما العواقب التي يفرضها الوالدان على الطفل فهي ما تم الاتفاق عليه من عواقب إذا فشل الطفل في الالتزام ببنود الاتفاق. على سبيل المثال، طلب الطفل الذهاب لرحلة مدرسية فأتفق الوالدان مع الطفل أنه في حال حصوله على درجات معينة في الاختبار الشهري فإنه سيتمكن من الذهاب للرحلة ولكن فشل الطفل في ذلك عندها تكون العاقبة عدم الذهاب للرحلة.

الفرق بين العواقب والعقاب

ربما تبدو لك تلك الأمثلة كعقاب، هل أختلط عليك الأمر؟ دعنا نناقش بعض الفروق الرئيسة لنشرح لك بشكل أفضل.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

- العواقب لا تكون بدنية أبدا بينما العقاب يكون أحيانا بالضرب أو الإهانة أو التجريح وكلها طرق تؤدى لكسر كبرياء الطفل وإفقاده الثقة في نفسه وإضعاف شخصيته كما أنها على المدى الطويل تصبح غير مجدية بالمرة لتعود الطفل عليها.

- العواقب تجعل الطفل مسؤولا لأنه عرف من البداية أن له دورا وأنه مهما حدث فقد أختار بنفسه السلوك وهو ملم بالنتائج ويسهل ذلك على الطفل تقبل النتائج. أما في حالة العقاب يعيش الطفل في خوف وقلق مستمر عند ارتكاب الأخطاء لأنه لا يعرف ماذا يجب أن يتوقع.

- العقاب يتضمن الحرمان من حاجات الطفل الأساسية أحيانا وهو ما قد حرمه القانون والأديان ويتنافى مع حقوق الطفل. العواقب لا تشمل أبدا حرمان الطفل من حاجات أساسية مثل الأكل أو الشرب أو النوم وغيرها من الاحتياجات.

- في حالة العواقب يبحث الطفل عن طريقة للتوقف عن السلوك وينشغل بحل مشكلته لأنه يعرف ويدرك مسؤوليته عن الخطأ أما في حالة العقاب فإن الأمر كله يكون في بحث الطفل عن طريقة يداري بها الخطأ والخوف والانشغال بطبيعة العقاب الذي يجب أن يتوقعه.

- مع العواقب بتصرف الطفل بنضج وغالبا ما يعترف بخطئه أما في حالة العقاب فإن الطفل يلجأ للكذب والإنكار لتجنب ألم العقاب.

- يشعر الطفل عند تطبيق العقاب عليه أنه نوع من الانتقام منه بسبب سلوكه الغير مقبول أما في حالة العواقب فإن الطفل يشعر بأنه محبوب ولكن سلوكه خاطئ، غير مقبول ويجب تغييره. وبالتالي، فالعقاب يبدو كأمر شخصي وكأنه متعلق بكونه إنسانا سيئا أما في العواقب فهي تتعلق بسلوكه الذي يحتاج لتقويم.

- العواقب هي أسلوب حياة فهي تنطبق على السلوكيات كلها سواء كانت سلبية أو إيجابية أما العقاب فهو مجرد رد فعل لسوك بعينه. نظام العواقب يعلم الطفل التفكير في تبعات كل سلوكياته واختياراته قبل أن يختارها. لكن العقاب فهو نظام يجعل الطفل يسلك كما يحلو له وينتظر النتائج في آخر الأمر.

نتائج التربية بكلا الطريقتين

الصورة عبر Maël BALLAND على unsplash

هل فكرت أن الطفل إنسان له الحق في الاختيار لا بد أنك تشعر بأن الطفل أصغر من أن يختار بالشكل الصحيح. دعنا ننتقل بالنظر لك كإنسان بالغ، هل كل تصرفاتك ملائمة؟ ألا ترتكب الأخطاء أحيانا؟ مثلا هل أنت مدخن؟ هل لك عادات أخرى على على صحتك ورغم علمك بهذا لم تتوقف عن ممارستها؟

الطفل هو إنسان من حقه أن يختار حتى وإن أختر سلوكيات خاطئة أحيانا. دورنا كوالدين ليس أن نكسر إرادة الطفل ونحرمه من حقه في الاختيار ولكن أن نرشد الطفل من خلال تعليمه أن يميز بين الأمور المفيدة والأخرى الضارة للأخريين.

يقوم الأطفال أحيانا بالمشاغبة في الفصل وكسر القوانين وحتى إتلاف المقتنيات العامة والخاصة بالمدرسة، عقاب الطفل في تلك الحالة ليس حلا للمشكلة. يجب شرح نتائج تلك على على أقرانهم والمعلمين وإدارة المدرسة. يجب أن يري الطفل المشاغب حجم الضرر على على الأخريين بسبب اختياراته ويجب أن يعرف عواقب أفعاله من البداية حتى يكون تكرار مثل تلك التصرفات أكثر صعوبة وثقلا. إنها مسؤولية صعبة ولكنها ضرورية كما أنها تمرين حياتي سيستمر مع الطفل كل سنوات عمره.

مما سبق يمكنك بسهولة معرفة نتيجة تربية الطفل بطريقة العقاب التي تجعل منه إنسانا جبانا وكذابا ودائم البحث عن طريقة للتخلص من نتائج أفعاله. أما العواقب فتخلق إنسان ملاحظ ومسئول ودائم البحث عن طرق لحل المشكلات وطرق ليكون إنسان أفضل يرقى للثقة التي وضعتها فيه.

المزيد من المقالات