ADVERTISEMENT

مستقبل أفضل لأطفالنا هو الحلم الذي يحلم به كل أب وكل أم. في الماضي كان الوالدين يرسمون خططا مستقبلية لأطفالهم وكانت لهم رؤية خاصة في نجاح أطفالهم. أما أطفال اليوم فيرسمون خططهم بأنفسهم ويشكلون أحلامهم كما يتمنون. لكن ما هو دورنا نحو أطفالنا لنطمئن أن لهم مستقبلا أفضل؟ لكي يحقق طفلك مستقبلا ناجحا وسعيدا يحتاج إلى أن يكون مؤهل لصنع خطط مستقبلية تتناسب مع ميوله وقدراته. ولكي ينجح في ذلك يحتاج طفلك مجموعة من المهارات التي تساعده على النجاح، بعض تلك المهارات علمية وبعضها مهارات عملية وشخصية. يجب ألا نضيع الوقت في تخطيط خطط لا تناسب أبناءنا ولكن نستثمر في تعليمهم وتثقيفهم كما يجب ليتمكنوا من مجاراة التطور السريع. لا بد أنكم لاحظتم السرعة الخيالية التي تتطور بها العلوم بصفة خاصة العلوم التكنولوجية وعلي الرغم من أن تلك العلوم كانت في البداية تقتصر على فئات بعينها إلا أنها الآن أصبحت مهمة للجميع حتى لأقل الوظائف تعقيدا. حتى إن كنت سائق سيارة أو عامل توصيل طلبات فإنك تحتاج لقدر لا بأس به من المعرفة التكنولوجية. قريبا ستندثر الكثير من الأدوار وتظهر أدوار جديدة في مجتمعاتنا ولقد بدأ الأمر بالفعل. لدينا الآن وظائف لم تكن موجودة من قبل مثل المبرمج ومهندسي الطاقة البديلة ومهندسي الذكاء الاصطناعي وعامل التسوق الألكتروني والبائع من خلال البث الحي وغيرها الكثير. لذا؛ تجنب دفع طفلك لمستقبل ربما لن يكون له احتياج. أجتهد في تطوير مهارات طفلك وشخصيته ليستطيع بنفسه خلق مستقبل ناجح. تابع سطور هذا المقال التي تعني بصفة خاصة بمهارات لا غنى عنها مهما أختار طفلك من مجال عملي في المستقبل.

1-محو الأمية التكنولوجية

صورة من unsplash
صورة من unsplash

هل تظن أن إمساك طفلك لهاتفه الذكي ساعات يوميا يعتبر حلا للأمر؟ الحقيقة أن عدد الساعات التي يتعامل فيها الأطفال مع الأجهزة الذكية ليس معيار أبدا لإجادتهم للمهارات التكنولوجية. يوجد العديد من الدورات المفيدة لمحو الأمية التكنولوجية، من خلالها يمكنك الوثوق أن الساعات التي يقضيها طفلك على الأجهزة الذكية ليست مضيعة للوقت وإنما استعداد لمستقبل أفضل. أيضا الاستخدام الأمن والمسؤول للأجهزة أمرا لا غنى عنه، لذا؛ فإن الأمر ليس في كم نقضي من وقت ولكن كيف نقضي الوقت على الأجهزة الذكية.

ADVERTISEMENT

تعلم البرمجة من أهم المهارات التكنولوجية التي تفتح العديد من الأفاق لمستقبل أطفالكم. هناك العديد من المهارات المصاحبة التي من المهم تعلمها مثل تحرير الصور والرسم الرقمي والروبوتات والتفكير الخوارزمي. أيضا تصميم وتطوير الألعاب وتحرير الفيديوهات والتدوين والذكاء الاصطناعي مهارات لا تقل أهمية وهي تمثل الكثير من الوظائف المستقبلية الواعدة.

يمكنك استغلال أحد أيام الإجازة الأسبوعية والإجازات الصيفية لإلحاق طفلك ببعض هذه الدورات سنويا. ستجد أنه عند وصول طفلك لسن الجامعة قد أتقن أهم المهارات التي لن تساعده فقط في الحصول على وظيفة مستقبلية وإنما أيضا في اختيار دراسته الجامعية.

2-مهارة حل المشكلات

صورة من unsplash
صورة من unsplash

جميع المجالات العملية تحتاج لمهارة حل المشكلات وتلك المهارة ترشح طفلك بقوة في المستقبل لأفضل الوظائف في كبرى المؤسسات. تعتبر مهارة حل المشكلات من المهارات الأساسية التي يبحث عنها أصحاب الأعمال عند اختيار موظفيهم وكذلك عند ترقية العاملين لوظائف قيادية. يمكنك دائما تدريب موظف جديد على القيام بمهامه الوظيفة يحتاج الأمر فقط لعدة أيام بعكس تدريب العاملين على المهارات الشخصية.

ADVERTISEMENT

مهارة حل المشكلات تتضمن عدة مهارات مثل التفكير النقدي والملاحظة والتحليل والتوصل لحلول ذكية للمواقف المعقدة والمعرقلات. ولكن كيف نطور مثل تلك المهارات؟ عندما يبدأ طفلك في طرح الأسئلة عليك، بدلا من تقديم إجابات فورية أدفع الطفل للتفكير في إجابات والمنطق ورائها.

إذا سألك طفلك لماذا شعره مجعد بينما شعر أخوه أملس، لا تجاوبه على الفور بل أسأله "ما تظن أنت أن السبب وراء ذلك؟" ساعده على التفكير أولا وتقديم اقتراحات ثم ساعده على البحث على الإنترنت على الإجابة تحت أشرافك وناقشه فيما فهم وساعده أن يحلل ما وجد من إجابات.

قدم لطفلك لعبه التالفة وشجعه على محاولة خلق لعبة جديدة من البقايا. أترك له بعض الأدوات التي يمكنه استعمالها بمفرده. أترك له ولخياله الوقت الكافي وشجعه مهما كانت النتيجة لأنه حتما سيجد فرصا أفضل لتحسين أدائه مستقبلا. إذا قال إنه يشعر بالملل أطلب منه تقديم اقتراحات لما يمكن أن يقوم به للتخلص من الملل. إذا قام بالتشاجر مع إخوته، أطلب هدنة يجلس فيها كل منهم بمفرده ويفكر في طريقة لحل الخلاف وأعطهم وقتا محددا لتقديم تلك الأفكار.

ADVERTISEMENT

3-مهارة العمل الجماعي

معظم المؤسسات تفضل اختيار هؤلاء الذين يتمتعون بمهارة العمل الجماعي أكثر من ذوي المهارات الخارقة الذين يفضلون العمل بمفردهم. أصبحت الكثير من المدارس تفضل عمل الطلاب سويا على مشروع واحد أكثر من طلب مشروع من كل طالب على حدى.

أنظر للهاتف الذي تحمله في يدك، ساعتك، ملابسك أو حتى حذاؤك، كلها نتاج عمل فرق من المبدعين والمطورين والمصنعين. لا ننكر أن هناك مكانا للأشخاص المبدعين الذين يعملون دون فريق ولكن لن تجد في أي مؤسسة أكثر من شخصين لثلاثة أشخاص كحد أقصى وبالتالي، فرص حصول طفلك مستقبلا على وظيفة جيدة مرهون بشكل كبير بمهارة العمل الجماعي.

ولكن كيف يمكنك تحقيق ذلك؟ شجع طفلك على العمل الجماعي، أشركه في الرياضات والأنشطة الجماعية. قم بدعوة أقرانه للمنزل للقيام بنشاط جماعي، شجعه على التطوع مع أخريين أو أشركه في الأنشطة الكشفية. سيساعد ذلك الطفل على تطوير العديد من المهارات من ضمنها الدبلوماسية وضبط النفس والتعاطف وإدارة الوقت والموارد وحل المشكلات وغيرها الكثير من المهارات النافعة.

ADVERTISEMENT

3-Teamwork skill

قدرة الطفل على التواصل مع الأخريين أمرا مهما جدا لمستقبل أفضل. إن يفهم ويقرأ الأخرين يساعده في الحياة الاجتماعية والعملية. سيعرف كيف يختار أصدقاؤه بعناية وأيضا كيف يتعامل مع هؤلاء الذين لا يشبهونه. ساعد طفلك على أن يكون له صوته الخاص ورأيه المستقل. ساعده على تعلم لغة الجسد وقراءة تعبيرات الوجه لفهم مشاعر الأخريين والتواصل معهم بشكل أفضل وأختيار التوقيت الأمثل لذلك. مهارات التواصل الجيد من المهارات الضرورية بشكل كبير للحصول على الوظيفة الأمثل وأيضا التقدم في السلك الوظيفي بشكل ناجح.

5-المهارات القيادية

صورة من unsplash
صورة من unsplash

يولد بعض الأطفال قياديين بالفطرة بينما يحتاج أطفال أخريين لتطوير مهارات تؤهلهم للقيادة. ربما تتسأل لسنا كلنا قادة فلماذا أحتاج تعليم طفلي القيادة إذا لم تكن موهبته الفطرية؟ الإجابة بسيطة البيئات العملية تنافسية بشكل كبير وإذا لم يتميز ابنك بالمهارات سيجد صعوبة شديدة في تحقيق النجاح العملي ولكن لماذا القيادة؟

ADVERTISEMENT

القيادة من المهارات الضرورية حتى لصغار الموظفين، أحيانا تكون قائدا لمجموعتك في مشروع بعينه ومهمة محددة ولا تحتاج لتكون في مناصب إدارية كبيرة لتحتاج القيادة. تساعد القيادة طفلك أيضا أثناء الدراسة والأنشطة المدرسية وتميزه عن الآخرين. كما تنمي المهارات القيادية العديد من المهارات الأخرى التي تساعد على تحقيق النجاح مثل التخطيط والرؤية وتحقيق الأهداف والتواصل وحل المشكلات والتعاون والتفاوض والمساومة والمثابرة والثقة بالنفس واحترام الذات.

6-الإستقلالية

الكثير من الآباء ينتظرون لوصول أبنائهم لمرحلة الجامعة لتحقيق قدر من الاستقلال، إلا أن الاستقلال يبدأ من الطفولة. الاستقلال لا يعنى منح الطفل حرية مطلقة وإنما تدريج مستوى الحرية لدى الأطفال حتى يحققوا الاستقلالية التامة في الوقت المناسب. تذكر أن الطفل الاعتمادي الذى لا يستطيع حتى اختيار ملابسه هو بالغ اعتمادي غير قادر على إعالة نفسه ويستحيل أن تجد بالغ اعتمادي ناجح.

ADVERTISEMENT

يمكنك دائما خلق توازن صحي بين مساحة الحرية لدى الطفل وأمانة. شجع طفلك على القيام بمسؤوليات صغيرة من بداية الطفولة. راقبه وساعده ولكن أمنحه الفرصة للتجربة والخطأ. لا يتعلم الأطفال دون أخطاء إذا كنت ستمسك يده دائما فإنه لن يتمكن من المشي وحيدا. إذا كان طفلك من ذوت الاحتياجات الخاصة فيمكنك دائما الاستعانة بمتخصصين لمساعدته على تعلم المهارات اللازمة التي تحقق له نسبة كبيرة من الاستقلالية تبعا لحالته.

ننصحك بعدم الحد من قدرات طفلك بترديد عبارات مثل "لا أظن أنه يستطيع أو لا إنه أمر صعب أو أنا أعرف طفلي لن يتمكن من تحقيق ذلك". يصدق الأطفال ما نصدقه نحن عنهم، أن فكرت أن طفلك بطل فإنه سيصدق ذلك وأن أشعرته أنه عاجز أو غير قادر على رعاية نفسه أو القيام بالاختيار بمفرده فإنه سيصدق ذلك أيضا.

  • الحيوانات
  • إدارة وأعمال
  • الثقافة
  • الطعام
  • أسلوب الحياة
  • علوم
  • تقينة
  • الرحلات والسفر
    ADVERTISEMENT

    إدارة وأعمال

      المزيد من المقالات