يعتبر أسلوب المشاركة ديموقراطيا وهو من الأساليب التي يشارك فيها المدير أعضاء الفريق في القدرة على اتخاذ القرارات. يقوم المدير بتفويض بعض سلطته لأعضاء الفريق ليقوموا باتخاذ القرار. أسلوب المشاركة من الأساليب التي تهتم بالمهمة والعاملين في نفس الوقت. تنفيذ المهمة له أولوية ولكن اشتراك الفريق وشعورهم بالمسؤولية المشتركة أمر لا يقل أهمية أيضا.

يساعد هذا الأسلوب على تحقيق التعاون بين أعضاء الفريق ويحفز الشعور بالالتزام والمسؤولية، كما أنه يخلق روح المبادرة لدى العاملين والإبداع وتقديم مقترحات وحلول للمشاكل المختلفة. لكن السؤال المهم هل يناسب هذا الأسلوب الجميع؟ وهل هو الاختيار الأنسب لكل وقت؟

يناسب هذا الأسلوب العاملين ذوي الخبرات السابقة حتى وإن كانت محدودة وكذلك يناسب عندما يكون هناك مرونة في المواعيد. إذا كانت هناك قرارات سريعة يجب اتخاذها يصعب تخصيص وقت للنقاش والتفاوض وطرح الأفكار. في تلك الحالة يحتاج الأمر لاتخاذ المدير أو قائد الفريق قرارا سريعا دون مشاركته مع أعضاء الفريق.

صورة من unsplash

ذلك الأسلوب يعتمد على وضع القائد لخطة واضحة وأهداف محددة ويطلب من أعضاء الفريق تنفيذها. هذا الأسلوب يرتكز في الأساس علي المهمة أكثر من الأفراد لذا؛ الأولوية هنا هو تنفيذ المهمة. يعتبر هذا الأسلوب ناجحا في العديد من المواقف مثل المواقف المربكة والاضطرابات أو تلك المواقف التي قد تثير الجدل بين أعضاء الفرق. يعتبر هذا الأسلوب أيضا مثاليا للأوقات التي يكون تسليم العمل فيها ذا موعد محدد جدا وقصير بحيث لا يوجد وقت لإضاعته في النقاش. يجب أن يكون المدير أو القائد ذا حكمة وخبرة لإدارة وتوجيه الفريق في ذلك الوقت لعبور الأزمات بسلام.

في يومنا هذا أصبح هذا الأسلوب من أكثر أساليب الإدارة الناجحة. سواء من حيث دمج كل الأعضاء في تنفيذ المهمات أو الاستفادة من معظم القدرات والإمكانيات المتاحة للفرق أو من حيث الإنتاجية والنتائج. أثبتت الكثير من التجارب أن العمل في فرق قادر على تنفيذ المهام بشكل أسرع وكذلك خلق جو من التناغم بين الأعضاء وبيئة عمل صحية. لكن يكمن التحدي في تكوين الفرق بشكل متناغم وناجح. هذا الأسلوب في الإدارة يضع الأفراد كأولوية لنجاح المهمات.

من أكثر الفوائد لإدارة العمل من خلال فرق هو الاستفادة من مهارات كل الأعضاء وليس أعضاء بعينهم. العمل من خلال الفرق مناسب جدا لتطوير مهارات الفرق وتنمية مهارة حل المشكلات والخروج بأفكار خلاقة ومبدعة وكذلك زيادة الإنتاجية وروح الرضا بين العاملين. إذا كنت مهتما بتعلم أو استخدام هذا الأسلوب ننصحك بالرجوع لخطوات تكون الفريق والتي يمكنها مساعدتك على معرفة ما يجب توقعه من خلال إدارة العمل من خلال فرق.

يعتبر هذا الأسلوب من أساليب الإدارة القديمة والتي يستأثر فيها المدير أو القائد بالسلطة كاملة، فهو يحدد ما يجب فعله وكيف يجب فعله ومتى يجب فعله ولا مجال لأي مشاركة من أعضاء الفريق. دور أي عضو هنا هو التنفيذ فقط ويعتبر هذا النظام المهام كأولوية وهو نظام استبدادي نوعا ما حيث لا يجد العاملون أي مساحة من الديموقراطية أو المشاركة. لكن هل هو نظام سيئ بالمرة أم له بعض الميزات؟

على الرغم من أنه نظام غير مثالي لكنه نظام ناجح جدا لمساعدة حديثي التعيين والذين ليس لديهم أي خبرات من خلال إمدادهم بمهام وتعليمات واضحة وموجهة وتجنب التوتر من اتخاذ أي قرارات هم غير مستعديين لها. كما يعتبر ناجحا أيضا للمرور من الأزمات وأوقات التشتت وعدم الوضوح والتي يكون تحمل المسؤوليات بها تبعات خطيرة. إلا أن ذلك يثقل كاهل المدير أو القائد نفسه.

صورة من unsplash

يعتبر هذا الأسلوب ديموقراطي بدرجة كبيرة جدا وهو عكس النظام الأوتوقراطي. يقوم فيه المدير بتحديد الأهداف أو المهمات ويترك الأمر بالكامل بعدها لأعضاء الفريق. لديهم مطلق الحرية لاتخاذي أي قرارات ومنهج العمل بالشكل الملائم لهم. وعلي الرغم من أنه نظام يعطي قدرا هائلا من الحرية للعاملين إلا أنه نظام معتمد في الأساس علي المهمة كأولوية. المدير من خلال هذا النظام يهتم بانتهاء المهمة ولا شيء آخر. ويضع هذا النظام كل المسؤولية على كاهل الفريق الذي يحصل على القليل جدا من الدعم.

يعتبر هذا النظام ناجحا عندما يكون لدى أعضاء الفريق أو حتى بعضهم مقدار من الخبرة يتلاءم مع حجم المسؤولية. وعلي الرغم من الدعم القليل إلا أنه أسلوب يشجع على التمكين والنمو والتطوير لأعضاء الفريق. كما ينمى روح الابتكار ومهارة حل المشكلات وتحمل المسؤوليات.

يعتبر هذا الأسلوب العاملين كأولوية ويتم فيه التواصل بشكل مباشر بين المدير أو القائد وكل عامل على حدة بهدف تطوير وتعليم وتمكين العامل للوصول لأقصى إمكاناته. يقوم المدير بتقييم أداء العاملين على حدة ووضع خطة لتطوير إمكاناتهم كلا حسب احتياجه. الهدف النهائي هو الوصول لفريق ذي إمكانيات مميزة وإنتاجية أعلى. إنه نوع من الاستثمار في الأيدي العاملة.

في ذلك الأسلوب يلعب المدير أو القائد دور المدرب الذي يقوم بتوجيه العامل لتعزيز نقاط قوته ومعالجة نقاط الضعف والوصول لأفضل النتائج. ويحقق هذا الأسلوب بيئة عمل تعاونية ويكون هناك تواصل بين الطرفين بشكل مباشر واستغلال كل فرص التعليم الممكنة. يعتبر التحسن المستمر من أهم الأهداف وتظهر النتائج على المدى القصير والطويل أيضا.

يعتبر أسلوب التدريب من الأساليب الحديثة نوعا وعلي الرغم من أنه مشابه لأسلوب التوجيه إلا أنه أكثر فاعلية. حيث إن أسلوب التوجيه غير تعليمي يعتبر العامل بداخله متلق فقط. إلا أن في أسلوب التدريب يشترك العامل في المسؤولية ومن خلال التفاعل المستمر بشكل شخصي مع مديره يتمكن من تطوير إمكانياته بشكل جيد.

يوصف هذا المدير بأنه مدقق ومراقب وتفصيلي. يعتبر هذا الأسلوب من أكثر أساليب الإدارة غير المرغوبة فهو أكثر من مدير أوتوقراطي يحدد كل التفاصيل ولكنه يراقبك أيضا خلال كل تفصيلة. هو مدير لا يسعى فقط أن تتبع التعليمات ولكن أن تتبعها بطريقته خطوة بخطوة ويتدخل في كل خطوات التنفيذ ولا يترك لك أي مجال للتنفس أو وضع بصمتك الخاصة. يؤدى ذلك الأسلوب لقلة الإنتاجية وضعف الأداء وشعور العامل بالإحباط لانعدام الثقة في أدائه. يعتبر البعض أن النتائج الإيجابية للأسلوب التفصيلي هي أداء المهمات بحسب المعايير المناسبة والمطلوبة ولكن الكثير من الناس يعتبر أن هذا الأسلوب في الإدارة يخلق التوتر ويضعف الحافز والروح المعنوية للعاملين. يجب تجنب هذا الأسلوب قدر الإمكان حيث إن عيوبه تفوق ميزاته بشكل كبير.