الصورة عبر Edoardo Busti على unsplash

يمكن إرجاع شعبية كرة القدم في العالم العربي إلى أوائل القرن العشرين، والتي قدمتها التأثيرات الاستعمارية والمسافرون. وبمرور الوقت، نمت لتصبح هواية محبوبة، مع تشكيل الأندية في مدن مثل القاهرة وبغداد والدار البيضاء. واليوم، تهيمن هذه الرياضة على المشهد الثقافي، حيث تجتذب المباريات بانتظام حشودًا ضخمة ومشاهدين.

الصورة عبر Fancy Crave على unsplash

تلعب المنتخبات الوطنية العربية دورًا محوريًا في توحيد السكان المتنوعين. تتضمن أبرز الإنجازات التاريخية للمنتخبات العربية ما يلي:

يمثل عام 2018 أول كأس عالم تتأهل إليه أربع دول عربية هي السعودية ومصر والمغرب وتونس. في الماضي، شاركت المغرب والجزائر والمملكة العربية السعودية ومصر وتونس والكويت والإمارات العربية المتحدة والعراق في البطولة. وقد حققت الفرق المغاربية نتائج تدعو إلى الفخر، كان آخرها وصول المغرب كأول بلد عربي وإفريقي إلى الدور نصف النهائي في نهائيات عام 2022 التي نظّمتها دولة قطر. نذكر أيضًا أن المملكة العربية السعودية حصلت على شرف تنظيم نهائيات 2034.

يتم الاحتفال بالانتصارات باعتبارها انتصارات وطنية، وترفع الروح المعنوية وتخلق لحظات مشتركة من الفرح. غالبًا ما يصبح اللاعبون رموزًا ثقافية، يمثلون المثابرة والموهبة. ويكون التشجيع على أشُدّه في المسابقات العالمية. حتى مواطنو البلدان التي لم تمثَّل فيها، يشجّعون ويهتفون للفرق العربية الأخرى المتأهلة.

الصورة عبر Peter Glaser على unsplash

تتأصل أندية كرة القدم في العالم العربي بعمق في الهويات المحلية، وغالبًا ما تعكس تاريخ وثقافة مناطقها.

عمالقة شمال إفريقية: تهيمن أندية مثل الأهلي (مصر) والرجاء البيضاوي (المغرب) والترجي (تونس) على المسابقات الإفريقية، وتكتسب اعترافًا دوليًا.

التوسع الخليجي: نما الدوري السعودي للمحترفين ودوري نجوم قطر نموّاً كبيرًا، وجذبا نجومًا عالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وغيرهما في السنوات الأخيرة. لقد أدى هذا المزيج من الشغف المحلي والانتشار العالمي إلى رفع مكانة دوريات كرة القدم العربية على الساحة العالمية.

الصورة عبر Jannik على unsplash

تعمل كرة القدم كجسر بين التقاليد والحداثة، حيث تربط بين الأجيال والفئات السكانية المختلفة. في المدن والقرى، يلعب الأطفال والكبار في ملاعب مؤقتة، وفي الشوارع أحيانًا، ما يجسد سهولة الوصول إلى الرياضة وشموليتها. ومن ثمّ، يكبر العديد من الأطفال في العالم العربي وهم يلعبون كرة القدم فعلًا، فضلاً عن الهوس بها وبفرقها الرياضية الشهيرة وأنديتها ولاعبيها.

من جهة ثانية، يتم الاحتفال بالبطولات الكبرى مثل كأس العالم في جميع أنحاء العالم العربي، من خلال العروض العامة ومناطق المشجعين والتجمعات الاجتماعية.

لعبت الدول العربية أدوارًا محورية بشكل متزايد في تشكيل المشهد العالمي لكرة القدم، ومنها:

كأس العالم لكرة القدم قطر 2022: ذكرنا استضافة قطر لأول كأس عالم في العالم العربي، وهو حدث تاريخي أظهر ثقافة المنطقة وإبداعها وكرم ضيافتها. تم الإشادة بالبطولة لتنظيمها ووضعت معيارًا جديدًا لاستضافة الأحداث الدولية.

الاستثمار في كرة القدم العالمية: استحوذت دول الخليج على حصص في أندية أوروبية كبرى، مثل مانشستر سيتي (المملوك لأبو ظبي) وباريس سان جيرمان (المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية)، وغيرها كثير... تتضمن مبادرة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 استثمارات كبيرة في الرياضة، بهدف وضع البلاد كمركز عالمي لكرة القدم.

الأكاديميات وتنمية المواهب: تعمل الدول العربية على إنشاء أكاديميات لكرة القدم لرعاية المواهب المحلية، مع التركيز على النمو الطويل الأجل والقدرة التنافسية الدولية.

الصورة عبر dimitrisvetsikas1969 على pixabay

فيما يلي قائمة بأشهر لاعبي كرة القدم العرب الذين يلعبون حاليًا، بدون أي ترتيب:

محمد صلاح (مصر)، رياض محرز (الجزائر)، إسلام سليماني (الجزائر)، ياسين براهيمي (الجزائر)، مهدي بن عطية (المغرب)، فوزي غلام (الجزائر)، محمد النني (مصر)، حكيم زياش (المغرب)، سفيان هني (الجزائر)، وغيرهم كثر لا يتسّع المجال هنا لسرد أسمائهم ولكنهم لعبوا أدوارًا هامة في أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية.

في حين تزدهر كرة القدم في العالم العربي، إلا أنها ليست خالية من التحديات، فمن ناحية البنية التحتية والموارد: تفتقر العديد من الدول إلى مرافق التدريب والموارد الكافية للتنمية الشعبية. من جهة ثانية، يؤثر عدم الاستقرار الإقليمي والتوترات السياسية أحيانًا على تقدم الدوريات والفرق الوطنية. يجب أن نذكر أيضًا أنه، وعلى الرغم من النجاح والنموّ المهني، لا يزال العديد من اللاعبين يبحثون عن فرص في الخارج، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى دوريات محلية أقوى.

الصورة عبر KeithJJ على pixabay

يبدو مستقبل كرة القدم في العالم العربي واعدًا؛ فالنجوم الصاعدة والمواهب الشابة من دول مثل الجزائر والمغرب ومصر تترك بصماتها على الساحة العالمية. ومن جهة كرة القدم النسائية، تنمو الدوريات النسائية والفرق الوطنية، مع زيادة المشاركة والدعم. كما أن الاستثمارات في الملاعب والأندية والبطولات تشير إلى طموحات عالمية والتزام مستدام برفع مكانة كرة القدم في المنطقة.

الصورة عبر bottomlayercz0 على pixabay

كرة القدم في العالم العربي هي أكثر من مجرد رياضة؛ إنها ظاهرة ثقافية تعكس هوية المنطقة وتطلعاتها ووحدتها. ومع استمرار الدول العربية في التفوق على أرض الملعب وخارجه، فإن نفوذها في كرة القدم العالمية سوف ينمو بلا شك، ما يعزز مكانة العالم العربي في هذه اللعبة الجميلة.