هل التحنيط الفرعوني ما زال سراً؟

تعود فكرة التحنيط لدى الفراعنة إلى الاعتقاد الديني بالبعث والخلود. كانوا يعتقدون أنه يجب الحفاظ على أجساد الملوك والفراعنة لضمان حياة أبدية بعد الموت. لذلك، كانت توضع الأواني والذهب والحاجات الشخصية للملك بجوار جثته المحنطة في مقابر فرعونية على شكل أهرامات.

عرض النقاط الرئيسية

  • اعتقد الفراعنة أن التحنيط ضروري لضمان البعث والحياة الأبدية بعد الموت، لذلك كانوا يحافظون على أجسادهم بجانب ممتلكاتهم في المقابر.
  • كشفت بردية طبية عمرها 3500 عام، عُثر عليها عام 2021، عن تفاصيل دقيقة حول أساليب ومواد التحنيط التي ظلّت سرًا لقرون.
  • كان فن التحنيط في مصر القديمة من الأسرار المقدسة التي نُقلت شفهيًا بين المحنطين، مما أدى إلى قلة الأدلة المكتوبة.
  • أظهرت الدراسات الحديثة أن عملية التحنيط شملت خطوات معقدة مثل الغسل بالنطرون، نزع المخ والأحشاء، التجفيف، ثم التغطية بالزيوت ولفائف الكتان.
  • أوضحت البردية أن تحنيط الوجه تم باستخدام ضمادات مبللة بمواد عطرية ونباتية لحماية الميت ومنع البكتيريا.
  • استخدم المصريون القدماء مواد طبيعية وكيماوية مثل النطرون، الراتنج، والقار لضمان حفظ الأجساد من التحلل.
  • رغم تقدم الأبحاث وكشف بعض الأسرار، ما تزال النسب الدقيقة وتركيبة المواد المستخدمة في التحنيط تشكل جزءًا غامضًا من علم المصريين القدماء.

في عام 2021، أعلنت جامعة كوبنهاغن عن اكتشاف بردية طبية عمرها 3500 عام، تكشف أساليب تحنيط المومياوات. هذا الاكتشاف يثير التساؤل: هل بقي التحنيط سرًا بعد كل هذا؟

أسرار جديدة عن التحنيط

في مصر القديمة، كان التحنيط يُعدّ فنًا مقدسًا، وكانت أسرار هذه العملية حِكرًا على قلةٍ قليلة من الناس.ويرجح علماء المصريات أن أغلب أسرار هذا الفن كانت تنتقل شفهياً من محنط إلى آخر، مما يفسر ندرة الأدلة المكتوبة.

بعد قرون عديدة من المحاولات، تم الكشف عن بعض هذه الأسرار أخيراً في القرنين التاسع عشر والعشرين. قام العلماء والباحثون بتحليل عينات من الأنسجة والمواد المستخدمة في التحنيط عن طريق فحص المومياوات. ومن خلال هذه الدراسات، تم اكتشاف جزء من كيفية حفظ الأنسجة والأعضاء الداخلية، وكذلك تبخير الجسم وتغليفه بالمواد العطرية، بالإضافة إلى عملية إزالة الأعضاء.

خطوات عملية التحنيط المكتشفة حديثًا:

الغسل والتطهير: يستخدم المحنطون الماء وملح النطرون لغسل وتنظيف جسد المتوفى وتطهيره، لتجهيزه للمرحلة التالية.

نزع المخ والأحشاء: يتم استخراج المخ عن طريق فتحة الأنف. ثم تُستخرج الأحشاء، وهي الكبد والمعدة والكليتين والأمعاء، عن طريق شق في الجانب الأيسر من البطن.

التجفيف: يضع المحنطون جسد المتوفى على سرير مائل ومغطى بملح النطرون، ويُترك لمدة أربعين يومًا لمنع التحلل وامتصاص الرطوبة.

التحنيط والتكفين: لحفظ الجسد، يُدهن بالزيوت والراتنجات، ثم يُكفن في لفائف من الكتان مزينة بالرسوم الدينية، لاعتقادهم بأنها تحمي المتوفى في العالم الآخر.

تحنيط الوجه للميت

أوضحت المخطوطة الطبية أن المواد الطبية الضرورية المستخدمة في تحنيط الوجه تتكون بشكل كبير من المواد العطرية النباتية والضمادات التي تُطهى في سائل. يقوم المحنط بتبليل قطعة من الكتان الأحمر بهذا السائل ويضعها على وجه الميت لتشكيل غلاف واقٍ من المواد العطرية والمضادة للبكتيريا.

كما أوضحت البردية الطبية المكتشفة أن عملية التحنيط تستغرق 70 يومًا وتتم على فترات حيث تكرر الخطوات كل 4 أيام

ما هى المواد المستخدمة في عملية التحنيط ؟

استخدم المصري القديم مواد طبيعية وأخرى كيميائية، منها:

النطرون: ملح طبيعي لتجفيف الجسد ومنعه من التحلل.

اراتنجات: مواد صمغية تُستخلص من النباتات، تُستخدم لحشو تجاويف الجسد ومنع دخول البكتيريا.

القار: مادة لزجة تُستخدم لملء تجاويف الجسد ومنع دخول البكتيريا.

أول اكتشاف أثري للمومياء محنطة على الطريقة الفرعونية

تُعد مومياوات خبيئة الدير أول اكتشاف أثري لمومياوات محنطة على الطريقة الفرعونية، وقد اكتُشفت في القرن التاسع عشر، وبالتحديد عام 1881، خلال حملة استكشافية في وادي الملوك. عُرفت هذه المومياوات باسم "خبيئة الدير"، وتضم مومياء رمسيس الثاني، التي أخفاها كهنة الأسرة الحادية والعشرين خوفًا عليها من السرقة. أما مقبرة توت عنخ آمون، فقد اكتُشفت عام 1922 على يد عالم الآثار هوارد كارتر، وتُعتبر سليمة نسبيًا.

تُحفظ المومياوات المكتشفة في المتاحف المصرية. وفي عام 2021، نُقلت 22 مومياء من المتحف المصري في ميدان التحرير، الذي كان مقرًا لإقامة المومياوات منذ عام 1936، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط.، يضم المتحف الآن 22 مومياء، 18 منها لملوك و 4 لملكات. يمكنك زيارة المتحف لتشاهد أجساد ملوك من حضارة يزيد عمرها عن 4000 عام.

لم تكن طبيعة المواد والأدوات ومدة التحنيط التي ذكرتها البردية جديدة، فقد تحدث عنها متخصصون في مجال الترميم وعُثر عليها في نصوص تاريخية سابقة. ومع ذلك، يظل اللغز قائماً في نسب المواد وطبيعة التركيبة المستخدمة في عملية التحنيط للحفاظ على الجسد، وهو ما يتعلق بسر الصنعة والخبرة التي امتلكها المصريون القدماء في هذا العلم، وهو سر لم يتوصل إليه أحد حتى الآن.

أكثر المقالات

toTop