4 عادات تدمر حياة طفلك وتسلبه مستقبل أفضل

العادات هي سلوكيات متكررة نكررها دون وعي يوميا وتتحول لجزء من روتين حياتنا اليومية. بعض العادات يكون إيجابيا ويمكن أن يساعدنا على الحياة بشكل أفضل، سواء ما يتعلق بالتغذية أو العادات التثقيفية أو العادات الاجتماعية والتي تهدف لتنمية الشخصية. لكن يوجد عادات سلبية أيضا مثل التدخين والإدمان بأشكاله وغيرهم من العادات اليومية الضارة.

بناء العادة يحتاج إلي وقت طويل سواء كانت تلك العادة سلبية أو إيجابية لذا؛ التخلص من العادات أمر صعب ويحتاج إلى وقت أيضا. على الأغلب نتبنى معظم عاداتنا في سن الطفولة والمراهقة وتستمر معنا للبلوغ. يصبح الأمر خطيرا عندما تؤثر تلك العادات التي تبنيناها علي مستقبلنا وتشكله بشكل مؤذي لأنفسنا أو للأخرين. لا يمكن أن يسع مقالنا كل العادات التي تؤثر على مستقبل أطفالنا بشكل سيئ لكن يمكننا أن نسرد بعضها ونتعرف بشكل أفضل كيف يمكننا مساعدة الطفل على التخلص منها.

1- وقت الشاشات المفرط :

لقد قتل العلماء هذا الموضوع بحثا ولكن يمكنك فقط معرفة خطورة الأمر في اللحظة التي تمنع فيها طفلك عن الشاشات أو استعمال الأنترنت. ستجد أن الطفل بدأ في نوبة غضب أو نوبات عصبية وبكاء. أحيانا يقوم الأطفال بتحطيم الأشياء وحتى محاولة إيذاء أنفسهم أو الأخرين. إذا حدث أي من ردود الأفعال السابقة إذا يؤلمنى أن أعرفك أن طفلك مصاب بإدمان الشاشات ويحتاج لتدخل متخصص تعديل السلوك ومتخصص نفسي للأطفال أيضا.

لماذا يعتبر التعرض للشاشات أمر سيئ وكيف يؤثر ذلك على مستقبل الطفل؟ مما لا شك فيه أن استعمال الأجهزة الإلكترونية والألعاب والأنترنت لهم فوائد لا حصر لها ولكن المبالغة في أي شيئ مهما كان مفيد له أضرار كبيرة. المشاهدة المفرطة للشاشات تصيب طفلك باضطرابات النوم وتعزله اجتماعيا عن الأسرة والأصدقاء وتخفض بشكل كبير قدرته على تكوين علاقات اجتماعية صحية. كما يؤثر ذلك طردا على نشاطه البدني الذي ينخفض بشدة في تلك المرحلة التي يتوقف فيها النمو الصحى للطفل على التعرض لأشعة الشمس وممارسة أنشطة بدنية تسهم في تقوية العظام ونموها. طفلك أصبح معرض لمشاكل السمنة والعزلة والاكتئاب وسوف يعاني من مشاكل الأنتباه و السلوكيات الإدمانية.

تذكر عالم الانترنت عالم افتراضي وليس حقيقي ولكن لا يستطيع الطفل تمييز ذلك لا يصاب الطفل بالإحباط أو الاكتئاب والميول الانتحارية عندما يصدم مع عدم تماشي العالم الحقيقي مع عالمه الافتراضي. أخمي مستقبل طفلك من خلال تحديد وقت الشاشات يوميا ومراقبة محتوى الإنترنت الذي يتابعه ولا تحرمه من اللعب والأنشطة الأخرى مع أقران من سنه.

صورة Kelly Sikkema من Unsplash

2- تناول الطعام بدون حساب وبلا وعي:

الأطفال بصفة خاصة في مرحلة المراهقة يعانون من تغيرات جسمية ونفسية عديدة وقد يتسبب تناول الطعام بدون وعي للأصابة بأضطرابات الأكل المختلفة. تناول الطعام أثناء لعب الشاشات أو مشاهدة التلفاز او متابعة وسائل التواصل الاجتماعي كلها عادات سيئة تؤدي لزيادة الوزن بشكل كبير وعدم التحكم في كميات الطعام المستهلكة والإصابة بالسمنة. اضطرابات الأكل بكل أشكالها تؤثر تأثير سلبي كبير على مستقبل الطفل. حاول قدر الأمكان تمرين الطفل على عادات صحية مناسبة أثناء تناول الطعام، مثل المضغ الجيد قبل البلع، تجنب السكريات والوجبات الخفيفة الغير ضرورية وتناول الوجبات بمواعيد ثابتة قدر الإمكان. قم بمتابعة تغذية الطفل حسب سنه مع متخصص التغذية لضمان حصول طفلك على التغذية السليمة وتنمية عادات صحية تناسب مرحلته العمرية.

3- الشراء والإنفاق الغير ضرورى:

يعاني الكثير من البالغين من مشاكل مادية بسبب سوء إدارة المال ويعود ذلك لمرحلة الطفولة. تذكر كل تلك المرات التي طلبت فيها من والدتك شراء أشياء من السوبر ماركت ومراكز التسوق أثناء زيارتك. الحقيقة أن ما لا يقل عن 70% من تلك الأشياء لم تكن في حاجة إليها. أكبر خطأ يرتكبه الآباء والأمهات عندما يسمحون لأطفالهم شراء أشياء هم لا يحتاجونها أبدا لمجرد أنهم طلبوها أو بكوا وأصابوك بالحرج أثناء التسوق.

علم طفلك قيمة المال وكيف تتعب لكسب المال لكن دون معايرته. علمه الإنفاق بحكمة وتوفير المال لشراء أغراض يحتاجونها فعلا. علمه مبدأ الإشباع المؤجل. توفير المال لمدة أسبوع لشراء لعبة يتمنى الحصول عليها. عند السن المناسب علمه كيف يكسب المال بطرق مشروعة ومفيدة. شجعه على الاشتراك في الأنشطة المدرسية التي تهدف لإنتاج والربح بشكل شرعي. كل تلك العادات تخلق بالغ مسؤول ومكتفي ماديا ولديه القدرة على كسب المال والإنفاق بحكمة.

صورة Ishaq Robin من Unsplash

4- كثرة الشكوى:

هل قابلت هذا الشخص دائم الشكوى من قبل؟ أنه شخص ينفر منه الآخرون ويتجنبونه وعلى الأغلب هو شخص تعيس ولا يجد حل لأيا من مشاكله. هل تعاني من شكوى طفلك المستمرة ؟ أشعر بالملل، أخى يأخذ لعبي، مدرسيني يهملوني ... لا ينتهي الأمر وعلى الأغلب تكون تلك الشكوى عادة يومية فهو غير راضي عن أي شيئ. شجع طفلك عند الشكوى على إيجاد حلول وحول تفكيره من المشكلة إلى حلها.

مثلا عندما يشتكي أن أخيه يأخذ لعبه أبدأ في سؤاله، لماذا تظن أنه يفعل ذلك؟ في رأيك كيف يجب أن تتصرف عندما يفعل ذلك؟ إذا أختار حلول سلبية أستمر في الأسئلة. هل في ظنك هذا الحل سينهي المشكلة؟ مساعدته على التفكير في الموقف وإيجاد حلول فعالة يحفز عنده مهارة التفكير التحليلي وحل المشكلات. علي الأغلب عندما تكرر مثل تلك المحادثات لعدة مرات ستقل شكوى الطفل وسيحاول إيجاد حلول بنفسه. علم طفلك الاستمتاع باللحظة الحالية والشعور بالامتنان أنها أفضل وصفة لبالغ سعيد ومكتفي يتمتع بصحة نفسية جيدة.

صورة Ladislav Stercell من Unsplash

أكثر المقالات

toTop