button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

بين الهوية العربية والأنفتاح: كيف نتعامل مع الغزو الثقافي؟

في عصر العولمة، وبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، بات من الصعب الحفاظ على الهوية العربية دون فقدان جزء كبير منها، وهو ما يُعرف بالغزو الثقافي.

ما هو الغزو الثقافي؟

هو محاولة لمحو واستئصال ثقافة وعادات مجتمع ما، واستبدالها بعادات وقيم منافية له. يُعد القرن الحادي والعشرون أكثر الحقب الزمنية التي يشهد فيها الوطن العربي والعالم الإسلامي غزوًا ثقافيًا أوروبيًا. وقد تزايدت في هذا القرن الهيمنة الثقافية الغربية على الوطن العربي، مما يشكل نوعًا من الإرهاب الثقافي والحضاري الذي يتنافى ويتعارض مع طبيعة الإنسان.

تُعدّ ظاهرة الغزو الثقافي إحدى الظواهر الحديثة التي باتت تهدد الدول الإسلامية، وخاصةً الدول العربية. إذ تسعى ثقافة الهيمنة إلى تفكيك المجتمعات العربية من خلال تمزيق الهوية الثقافية والوطنية، وتغيير القيم والعادات، وذلك تحت مسميات مختلفة مثل الحرية الشخصية، والانفتاح الثقافي، وحرية المرأة، والمساواة بين الرجل والمرأة.

كيف حدث الغزو الثقافي الغربي؟

لا شك أن لكل أمة من الأمم منظومة قيمية خاصة بها، تشتمل على مجموعة من العقائد والقواعد العامة التي تشكل أسس نظامها العام. وتحرص كل أمة على حماية قيمها عن طريق تمكين كل جيل من اكتساب القواعد الأساسية لتلك القيم، وذلك من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية والمنظمات الثقافية، بدءًا من الأسرة والفرد. ويسعى الغزو الثقافي، عبر وسائل الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، إلى استخدام التقنية المتطورة في إشاعة ثقافة عالمية واحدة ذات نمط غربي، بهدف التحكم والسيطرة على سلوكيات الأفراد والمجتمعات. وقد تجري محاولات عديدة للتسويق للقيم الغربية المنافية لعاداتنا المجتمعية وقيمنا الإسلامية، وذلك عن طريق التكنولوجيا الحديثة والوسائل الإلكترونية التي تحول العالم إلى مجتمع واحد دون حواجز أو قيود.

دور الإعلام

مما لا شك أن للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا أساسيًا في هذا الغزو الثقافي، حيث أصبح العالم بفضل انتشارها بمثابة قرية صغيرة. لذلك، بات لزامًا على المجتمعات العربية والإسلامية الحد من هذه الظاهرة والتصدي لها ومواجهتها، وذلك من خلال تطوير المناهج التعليمية وتعزيز الوعي الثقافي والفكري بالهوية العربية والإسلامية بما يتناسب مع ثقافتها وعاداتها وقيمها.

من الوسائل المؤثرة أيضًا في نشر هذه الثقافة الغربية في العالم العربي المنح الدراسية الميسرة للجامعات والمدارس الأوروبية، بالإضافة إلى رحلات السفر والسياحة التي باتت منتشرة في الآونة الأخيرة.

إن الغزو الثقافي ليس مجرد سيطرة وهيمنة على القيم والعادات المجتمعية للشعوب، ولكنه تحكم في السياسة والاقتصاد. ويتسع الأمر إلى نشر وتعميم نموذج واحد من القيم والسلوك وأنماط العيش، ليسود بذلك الثقافة الغربية في العالم أجمع دون اعتبار لقيم أو عادات أو تقاليد أخرى.

ما هي آثار الغزو الثقافي الغربي على الوطن العربي؟

واجهت المجتمعات العربية والإسلامية تحديات ثقافية وفكرية عديدة، نتيجة للغزو الثقافي الغربي، خاصة في بداية القرن الحالي. وقد تم ذلك عن طريق نشر الثقافة الغربية ومحاولة تحدي الهوية العربية وكسر قيم وعادات المجتمع العربي والإسلامي، مما أثر سلبًا على سلوك وعادات أفراد المجتمع.

أخيرًا وليس آخرًا، يجب التصدي لهذا الغزو الثقافي والتمسك بقيم مجتمعنا العربي والإسلامي المنضبط والمتزن.

toTop