أكثر من 500 إعلامي في ” طواف الرياض“ للخيول العربية الأصيلة

”طواف الرياض“ للخيول العربية هو حدث دولي مرموق لسباق الخيل للقدرة والتحمل يقام في الرياض، المملكة العربية السعودية. وهو جزء من الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية للترويج لرياضات الفروسية، وخاصة سباقات القدرة والتحمل، والاحتفاء بتراث الخيل العربية.

نقدم في هذه المقالة لمحة عن هذا الطواف وأهميته، ونبين أهمية الخيول العربية.

1. نشأة وتطور جولة الأبطال العالمية للخيول العربية الأصيلة:

على الرغم من أن عروض الخيول العربية موجودة منذ عقود، إلا أن جولة الأبطال العالمية للخيول العربية تمثل نهجاً جديداً ذا رؤية جديدة:

لسنوات عديدة، كانت مسابقات الخيول العربية مجزأة في مختلف المناطق - مع وجود عروض شهيرة في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط، ولكن لم تكن هناك حلبة عالمية موحدة.

رؤية GCAT (تم إطلاقها في عام 2024):

التوحيد: جمع أفضل الخيول من مختلف القارات في جولة واحدة مرموقة.

الارتقاء: وضع معيار جديد للتميز والاحترافية والجوائز المالية لمسابقات الخيول العربية.

الاحتفاء بالتراث: وضع الخيل العربي ليس فقط كسلالة بل كسفير حي للثقافة والفن والجمال.

تمزج كل مرحلة من مراحل بطولة العالم للخيل العربية بعناية بين الفخامة والمنافسة والتجارب الثقافية، وتسلط الضوء على أن الخيول العربية هي كنوز رياضية وثقافية في آن واحد.

2. الخيول العربية - الرمز الخالد للتميز:

الأصول القديمة والأهمية الثقافية:

يُشار إلى الخيول العربية في الشعر القديم والتقاليد الإسلامية والسجلات التاريخية. وكان البدو يعتبرون خيولهم أفراداً من عائلاتهم، وغالباً ما كانوا يؤونها بها داخل الخيام أثناء العواصف الرملية.

وفي الثقافة الإسلامية، تم الإشادة بالخيول في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ما يزيد من مكانتها المبجلة.

السمات الجسدية الرئيسية:

الوجه المقعر: وجه مقعر فريد من نوعه لهذه السلالة.

عيون وفتحات أنف كبيرة: حيوية للبقاء على قيد الحياة في الصحراء، حيث توفر رؤية محسنة وتدفق هواء.

ظهر قصير وقوي وجسم مضغوط: يسمح بالاندفاعات السريعة والقدرة على التحمل التي لا مثيل لها.

حركة رشيقة: حركة الذيل العالية والمشية الانسيابية تجعل الخيول العربية تبدو وكأنها تطفو.

الصفات العقلية والعاطفية:

ذكية وحساسة للغاية: تستجيب بسرعة للإشارات الخفية.

غرائز ترابط قوية: ما يجعلها رفيقة مخلصة.

شجاعة وتحمل استثنائيان: ما يجعلها تاريخياً خيولاً حربية بامتياز.

3. أبرز ما يميز جولة الرياض 2025:

الطواف سباق تنافسي للقدرة والتحمل (عادةً ما يكون لمسافة 120 كم أو مسافات أخرى معتمدة من الاتحاد الدولي للفروسية). يركز على الخيول العربية الأصيلة المعروفة بقدرتها على التحمل والأناقة. يُنظم تحت إشراف الاتحاد السعودي للفروسية وغالباً ما يكون مدعوماً بكأس السعودية (المهرجان السعودي الدولي للجواد العربي). وهو جزء من مبادرة رؤية السعودية 2030 لتعزيز الفعاليات الرياضية والثقافية.

امتدّ الطواف من 9 حتى 12 نيسان / أبريل الماضي في مضمار ”جامب السعودية“ بالجنادرية، قرب الرياض. وهو المرحلة الرابعة بعد ثلاث مراحل في عجمان والدوحة ومسقط، والمحطة الأخيرة في الشرق الأوسط ونقطة المنتصف المحورية في سلسلة أوروبا والشرق الأوسط التي تتكون من ثماني مراحل.

شارك في الطواف 2025 212 جواداً من أعرق مرابط الخيول العربية، مع كبار الفرسان الدوليين، مع إجراء فحوصات بيطرية صارمة لضمان سلامة الخيول طوال فترة السباق.

وهو يسلط الضوء على قدرات الخيل العربية على التحمل. كما يروّج للمملكة العربية السعودية كمركز عالمي لرياضات الفروسية.

إنجازات قياسية:

تجاوز مجموع الجوائز 24 مليون يورو، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ مسابقات الخيول العربية.

أعداد قياسية من المشاركات الأوروبية والأمريكية - ما يدل على المكانة الدولية المتنامية للجولة.

الجانب الإعلامي:

سجّل ” طواف الرياض“، رقماً قياسياً كبيراً في عدد الإعلاميين المسجلين لتغطية المنافسات، حيث حضر أكثر من 500 إعلامي. وجاء ممثلو وسائل الإعلام من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من داخل المملكة وخارجها. وحظي بتغطية إعلامية استثنائية ومكثفة من خلال البث اليومي للمنافسات.

القرية الثقافية والاحتفال التراثي:

الحرف التقليدية والموسيقى والمأكولات السعودية التقليدية ممزوجة بذوق الفروسية الحديثة.

معارض تعليمية تشرح الدور التاريخي للخيل العربي في الحرب والتجارة والاستكشاف والفن.

4. دور المملكة العربية السعودية - قيادة عصر الفروسية الجديد:

تعكس استضافة المملكة العربية السعودية لسباق الرياض أهداف رؤية 2030:

تنويع الترفيه والرياضة بما يتجاوز النفط.

تمكين المرأة: زيادة ظهور الفارسات والمربيات والاحتفاء بهن.

الحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه من خلال الدبلوماسية الثقافية العالمية.

كما يوضح التنظيم الناجح لمثل هذا الحدث الكبير قدرة المملكة العربية السعودية على استضافة فعاليات الفروسية على المستوى الأولمبي في المستقبل.

وقد أشاد الاتحاد الدولي للفروسية باستضافة المملكة العربية السعودية لجولة الرياض، والفعاليات المصاحبة التي نظمها الاتحاد السعودي للفروسية والإقبال الجماهيري الكبير.

وقال سامي البوعينين، نائب رئيس الاتحاد الدولي للفروسية: ”لقد شهدنا بطولة منفذة بشكل رائع بكل تفاصيلها، حيث تميزت بمستوى عالٍ من الخيول المشاركة، ونتائج متميزة ومنافسة شديدة بين جميع المشاركين. وقد أضفى الجمهور الحماسي والتفاعل الجماهيري مع الأبطال أجواءً فريدة من نوعها على الحدث“.

الخاتمة - الروح الخالدة للخيول العربية:

من ساحات المعارك القديمة إلى الميادين الحديثة، ظلت الخيول العربية رمزاً للنبل والقوة والجمال.

لم تكن مرحلة الرياض 2025 مجرد جوائز وجوائز مالية - بل كانت إعادة تأكيد على روح الخيل العربية الخالدة.

تضمن جولة الأبطال العالميين للخيول العربية ليس فقط الحفاظ على هذا التراث بل والاحتفاء به لتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل عبر الحدود والأجيال.

وبينما نتطلع إلى المستقبل، هناك شيء واحد واضح: أينما ذهب الجواد العربي يتبعه التاريخ، والعظمة في انتظاره.