button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

عندما تتحدث الحجارة: لوحة المجاعة في عهد الملك زوسر

وثّقت الحضارة الفرعونية عظمتها، وكذلك الأسباب التي كادت أن تؤدي إلى هلاكها. فلوحة المجاعة، وهي واحدة من أقدم الوثائق التاريخية، تخلد قصة الجفاف والمجاعة التي أصابت مصر القديمة وشعبها. تكشف لنا اللوحة بسطورها ورموزها ونقوشها كيف نجا الأسلاف من المجاعة.

زوسر يحكم مصر

يُعد الملك زوسر أحد أهم ملوك مصر في الأسرة الثالثة القديمة ومؤسسها. وقد ورد اسمه في بردية تورين الفرعونية، وذُكر باللون الأحمر تمييزًا له عن باقي ملوك الأسرة. يُعتبر زوسر من أعظم الملوك الذين حكموا مصر، إذ استطاع تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتطور في أساليب البناء، حيث انتقل من استخدام الطوب اللبن إلى استخدام الأحجار، وهو ما يُعد تقدمًا معماريًا كبيرًا في عهده، ويتجلى ذلك في بناء هرم زوسر المدرج الشهير في سقارة.

نُقِشت لوحة المجاعة في جزيرة سهيل بأسوان، وهي تحكي كيف أصابت مصر مجاعة لسنوات، وكيف استطاع زوسر تجاوز هذه المحنة بنجاح.

الحجر يتحدث

تحكي لوحة المجاعة المنقوشة على صخرة كبيرة قصة الأزمة التي حدثت، وكيف استطاع الملك زوسر استرضاء الآلهة ليعود النيل وتزدهر الحياة والزراعة من جديد. حيث أدى جفاف النيل إلى مجاعة استمرت، وفقًا للنقوش، سبع سنوات عجاف، وهو ما يربطه الناس بقصة النبي يوسف المذكورة في الأديان السماوية. كتبت اللوحة بالخط الهيروغليفي في عهد البطالمة، أي بعد زمن زوسر بحوالي ألفي عام، لكنها تحكي قصة المجاعة وكيف حدثت. تروي القصة أن الملك زوسر استعان بوزيره إيمنحوتب، الذي تذكر النقوش أنه أخبر الملك زوسر بضرورة زيارة معبد الإله خنوم، وبعدها  رأى الملك رؤية بأن الفيضان قد عادد  فقد  قرابين للاله خنوم واوقفت  التقديمات لغيره.

نُقشت اللوحة على حجر جرانيتي مقسوم نصفين، فالنصف الآخر من اللوحة هو نص يصف حالة الحزن والحيرة التي أصابت زوسر بسبب الجفاف، والأسباب التي أدت إليه.

لعلك لاحظت التشابه بين قصة يوسف في الأديان السماوية وقصة أمنحتب والملك زوسر، حيث تشابهت القصتان في الحلم الذي رآه الملك وفسره وزيره، وفي عبادة إله واحد ومنع تقديم القرابين لغيره، وفي فكرة استمرار المجاعة لمدة 7 سنوات، وهو ما ذكر في الأديان السماوية أيضًا، والتي أكدت أن تلك السنين العجاف كانت على أرض مصر، وأن الجفاف قد ضرب البلاد من حولها، وأن مصر كانت المنفذ الأول والأخير في هذه المجاعة.

استطاعت اللوحة أن تقدم عرضًا لشكل الحياة الدينية والسياسية في الحضارة الفرعونية، لذلك تُعدّ مصدرًا ثمينًا وقيمًا في كشف أسرار الحياة في ذلك الوقت.

toTop