button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

ألوان الفخار: أسرار الحِرَف اليدوية في الكويت

إذا لمست قطعة فخار كويتية، فأنت لا تلمس الطين فقط… بل تلمس حكاية، وفن، وتاريخ.

في كل خط، لون، وزخرفة، هناك قصة أجداد ويد فنانة تعبّر عن الأصالة والجمال.

الفخار الكويتي... تراث حي

منذ مئات السنين، كان الفخار جزءًا لا يتجزأ من حياة أهل الكويت. سواء في البيوت، أو الأسواق، أو حتى على متن السفن، كانت أواني الفخار تُستخدم لحفظ الماء، الطعام، والعطور. لكنها لم تكن مجرد أدوات للاستعمال، بل كانت قطعًا فنية تحمل الزخارف والألوان التي تميز كل منطقة وكل صانع.

حتى اليوم، لا يزال هذا الفن حاضرًا، سواء في المتاحف أو في البيوت الكويتية التي تحب تزيين مجالسها بأوانٍ فخارية تحمل طابعًا خاصًا.

من الطين إلى التحفة

عملية صناعة الفخار تمر بعدة مراحل، وكل مرحلة تحتاج مهارة ودقة وصبر:

  • جمع الطين وتنقيته: يُجلب الطين من مناطق محددة، ثم يُنقى من الحصى والشوائب.
  • التشكيل: تُشكل الأواني يدويًا أو باستخدام الدولاب (عجلة الخزاف).
  • التجفيف: تُترك القطع تحت الشمس لتجف تدريجيًا.
  • الحرق: تُوضع في فرن خاص على حرارة عالية لتصبح صلبة ومتينة.
  • التلوين والزخرفة: تُطلى بالألوان الطبيعية، وتُزخرف برسومات مستوحاة من البيئة الكويتية، كالنخلة، السفينة، أو الطيور.

كل حرفي يضيف "روحه" على القطعة، وله طريقته الخاصة في الرسم والتزيين.

الحرفيون الكويتيون… أبطال خلف الكواليس

الجميل أن بعض العائلات الكويتية لا تزال تحافظ على هذا الإرث، وتُدرّسه لأبنائها. ستجد ورشًا صغيرة في سوق المباركية، أو في الفعاليات التراثية، فيها رجال ونساء يصنعون الفخار أمام الناس بكل حب وفخر.

البعض منهم تعلّم الحرفة من أمه أو جده، والبعض الآخر بدأ كهواية وتحولت إلى مصدر دخل، بل وحتى مشروع تجاري ناجح.

الفخار والهوية الوطنية

الفخار الكويتي مش مجرد "قطعة فنية"، بل يحمل رمزية عميقة:

  • يعكس البيئة: الألوان تُحاكي الرمل، البحر، والنخيل.
  • يرتبط بالعادات: استخدام الفخاريات في الأعراس، أو لتقديم القهوة والتمر.
  • ينقل التاريخ: بعض القطع تعيدك لأيام الغوص والسفن الخشبية.

وفي كل فعالية تراثية أو يوم وطني، تلقى ركن "الفخار" موجود، والجمهور مجتمع حوله، يصور ويشتري ويشارك الأطفال في التلوين.

عودة الفخار للديكور العصري

في السنوات الأخيرة، بدأ الفخار يدخل عالم التصميم الداخلي الحديث. صارت القطع الفخارية تُستخدم كديكور في المنازل والمكاتب، حتى في المطاعم والمقاهي الراقية.

بعض المصممين الكويتيين صاروا يدمجون بين الفخار التقليدي والخط العربي، أو يضيفون لمسة عصرية في الألوان والمقاسات، والنتيجة؟ تحف تسرّ الناظرين.

دعم حكومي وشعبي

جهات مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومراكز الحرف التقليدية، تلعب دورًا كبيرًا في دعم هذه الحرف. يتم تنظيم ورش لتعليم الأطفال، ومعارض لعرض وبيع المنتجات، ومسابقات تشجع على الابتكار في إطار التراث.

كذلك، مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في نشر الفخار الكويتي للعالم. صار بالإمكان طلب القطع أونلاين، وشحنها لأي دولة، وهذا زاد من شهرة الحرفيين ووسع سوقهم.

الأصالة والجمال

الفخار في الكويت أكثر من فن… هو جزء من الروح. كل قطعة فخار تصنعها يد كويتية تحمل قصة، وترسّخ تراثًا لا يذوب مع الوقت.

سواء كنت من محبي التراث، أو تبحث عن قطعة فريدة تزيّن بها بيتك، تأكد أن الفخار الكويتي خيار يجمع بين الأصالة والجمال… وبين الماضي والحاضر.

toTop