button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

أبطال الاتحاد: أسباب فوز عملاق جدة بلقب الدوري السعودي للمحترفين 2025

حقق فريق الاتحاد لقب الدوري للمرة العاشرة في تاريخه بعد فوزه الحاسم على الرائد بنتيجة 3-1، قبل جولتين من نهاية الموسم. هذا الإنجاز يعكس الأداء القوي والتماسك الذي ظهر به الفريق طوال الموسم، حيث تمكن من التغلب على منافسيه وحسم اللقب بجدارة. في هذا المقال، نستعرض أبرز العوامل التي ساهمت في هذا النجاح الكبير، بدءًا من القوة الهجومية الفريدة التي شكلها كريم بنزيمة وحسام عوار وموسى ديابي، وصولًا إلى العوامل التكتيكية والإدارية التي قادت الاتحاد إلى المجد.

صورة بواسطة Real Madrid على wikipedia

كريم بنزيمة وتألق الاتحاد: موسم استثنائي يغير المعادلات

بالطبع، يحظى النجم الأكبر بأكبر قدر من الاهتمام، لكن هذا الموسم كان موسمًا لا يُنسى لكريم بنزيمة. حتى في سن السابعة والثلاثين، لا تزال موهبته التهديفية واضحة للعيان. سجل بنزيمة 21 هدفًا في الدوري، ويحتل المركز الثاني في الترتيب، بفارق هدفين خلف كريستيانو رونالدو. ومع ذلك، إذا استثنينا ركلات الجزاء، فإن نجم الاتحاد يبقى برصيد 21 هدفًا، بينما سجل لاعب النصر 16 هدفًا. إن امتلاك هذا الهداف الثابت يُحدث فرقًا كبيرًا. يلعب حسام عوار في مركز العمق. ساهم اللاعب الجزائري المولود في فرنسا أيضًا بـ 12 هدفًا، ، أضف إلى ذلك التمريرات الحاسمة الـ 13 التي قدمها موسى ديابي، ليمتلك عملاق جدة قوة هجومية لا مثيل لها. في بداية الموسم، خسر الاتحاد 3-1 أمام الهلال، وتعرض لهزيمة قاسية، حيث تأخر 3-0 مع نهاية الشوط الأول. بعد احتلاله المركز الخامس في الموسم السابق، بفارق كبير عن حامل اللقب، بدا وكأن الهلال سيعود بقوة أكبر. ومع ذلك، بدا أن هذه هي النتيجة المطلوبة تمامًا. منذ ذلك الحين، تحلى عمالقة جدة بالصمود ولم يخسروا مرة أخرى أمام أي من منافسيهم على اللقب. كان فوزهم بكأس الملك على الهلال في يناير، وإن كان بركلات الترجيح، علامة على قدرتهم على هزيمة البطل. كما تم التغلب على قوى أخرى. حصد النصر ست نقاط، بينما حصد غريمه في جدة، الأهلي، أربع نقاط. وكان أبرزها فوزه على الهلال بنتيجة 4-1 في فبراير الماضي أمام جماهيره المتحمسة. ومنذ ذلك الحين، بدا الاتحاد وكأنه بطل، بينما لم يكن الهلال كذلك.

المواهب المحلية هي الأساس

أحد الدروس المستفادة من فوز الهلال باللقب الموسم الماضي، وإن لم يكن ضروريًا حقًا، هو أنه على الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه اللاعبون الأجانب، فإن أي بطل محتمل يحتاج إلى لاعب محلي قوي، وقد امتلك الاتحاد هذه الميزة بالتأكيد هذه المرة. برز عبد الرحمن العبود، خاصةً في النصف الثاني من الموسم، مسجلًا الأهداف ومساهمًا في صنع الفارق.

صورة بواسطة Кирилл Венедиктов على wikipedia

وكان من اللافت للنظر أنه في الفوز 3-1 على الرائد، والذي حسم اللقب، كان اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا في كل مكان. كان صالح الشهري لاعبًا أساسيًا في التشكيلة الأساسية، وخاصةً في موسمه الأول، لكن المهاجم المخضرم أحدث الفارق عند الحاجة، لا سيما بتسجيله الهدف الوحيد في ديربي جدة في أكتوبر. وفي وقت لاحق، أثبت مهند الشنقيطي أنه من أفضل وأكثر لاعبي الظهير ثباتًا في السعودية، بينما لم يكتفِ حسن قادش بتألقه مع المنتخب الوطني، بل كان له حضورٌ قوي في قلب الدفاع.

بلان وكانتي يُضفيان الهدوء على الفريق

لا يقتصر الأمر على وجود رابط فرنسي قوي في الهجوم، بل جلب لوران بلان معه جوًا من الهدوء إلى مقعد المدرب بعد موسم مضطرب مع المدربين في الموسم الماضي. ينتهج مدرب ليون السابق نهجًا عمليًا لإخراج أفضل ما لدى لاعبيه، بدلاً من محاولة فرض نظام لعب قائم بغض النظر عن المتاح. يُعرف الاتحاد في فرنسا بنهجه الدفاعي، وقد ركز بالتأكيد على الاستقرار في خط الدفاع، ولكن الاتحاد سجل ما يقرب من 2.5 هدف في المباراة الواحدة. من المفيد وجود مدرب ذكي على أرض الملعب، وهو نغولو كانتي. لاعب خط الوسط لاعب عالمي المستوى، ويضمن لفريق الاتحاد ليس فقط الاستحواذ على الكرة، بل استغلالها بشكل جيد. كما ارتقى نجم تشيلسي السابق إلى مستوى الحدث الكبير، وكان حاضرًا بقوة في الفوز الحاسم على النصر في أوائل مايو، والذي حسم اللقب تقريبًا.

صورة بواسطة Julien Manceau على wikipedia

الجماهير، جدول المباريات، وإخفاقات الفرق الأخرى

يمتلك الاتحاد جماهير من بين الأفضل - بل يعتبرها الكثيرون في جدة الأفضل - في المملكة وآسيا. إن متوسط حضور جماهيري يبلغ حوالي 40 ألف متفرج أمر مثير للإعجاب للغاية، ولا تكاد تجد فرقًا أخرى في القارة تُقارن به. هذا يُسبب ضغطًا، ولكنه قد يُلهم أيضًا، وقد فعل ذلك بالتأكيد هذا الموسم، حيث كان لدعم الجماهير تأثير كبير في المباريات الصعبة، خاصة أمام الفرق القوية مثل الهلال والنصر. الأجواء الحماسية التي يصنعها المشجعون ساهمت في تعزيز ثقة اللاعبين ورفع مستوى أدائهم داخل الملعب. كانت هناك مزايا أخرى. لقد قدّم الموسم المتواضع نسبيًا في الموسم الماضي بعض الدعم، إذ حال دون تأهل الفريق إلى دوري أبطال أوروبا. خاضت فرق الهلال والأهلي والنصر، منافسو اللقب، 10 أو 11 مباراة إضافية في آسيا، وهذا يُحدث فرقًا كبيرًا من حيث الإرهاق البدني وتوزيع الجهد خلال الموسم. وقد منح ذلك بلان وقتًا للتدريب والراحة وتبديل اللاعبين، مما ساعد الفريق على الحفاظ على استقراره طوال المنافسات. ثم هناك حقيقة أن الفرق الأخرى أضاعت نقاطًا. تعرّض الاتحاد لعثرات، لكن منافسيه هذا الموسم لم يستغلوا هذه الفرصة، حيث كان الهلال - آلة الفوز في الموسم الماضي - عرضة للخطأ على نحو غير معتاد، وخسر مباريات غير متوقعة. كما أن النصر والأهلي عانيا من تقلبات في الأداء، حيث فشلا في الحفاظ على سلسلة انتصارات متواصلة تُهدد صدارة الاتحاد. لكن لا يزال على الفرق استغلال الفرص المتاحة لها، وقد فعل الاتحاد ذلك بالتأكيد ليستحق لقب البطولة بجدارة، مستفيدًا من تعثر منافسيه في اللحظات الحاسمة، ما ساهم في تعزيز موقعه كفريق قوي وجاهز لتحقيق المجد.

toTop