button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

مقام السيدة زينب المقدس: أحد أهم المعالم السياحية في دمشق

يقع مسجد السيدة زينب في منطقة السيدة زينب بالقرب من جنوب العاصمة دمشق، وهي جزء من محافظة ريف دمشق. ويضم قبر السيدة زينب بنت علي (زينب الكبرى)، وهي ابنة علي وفاطمة رضي الله عنهما، وحفيدة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد أصبح المقام مركزًا للدراسات الدينية في سوريا ومقصدًا للحج الجماعي من قبل المسلمين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ابتداءً من ثمانينيات القرن العشرين. تحدث ذروة الزيارة عادةً في فصل الصيف، وفي المناسبات الدينية. في هذه المقالة نستعرض مواصفات وتاريخ هذا المسجد، وأهميته التاريخية والثقافية والسياحية.

مواصفات المقام:

يتألف بناء المقام من صحن كبير ذي مخطط مربع الشكل. يضم قبة ومئذنتين عاليتين. وقد قام فنانون إيرانيون بتبليط المئذنتين وجدران الفناء والشرفات بالبلاط، كما تم تزجيج سقف الضريح وجدرانه من الداخل وتذهيب القبة من الخارج. في الجانب الشرقي من الفناء، تم بناء مصلى للعتبة الزينبية مع فناء صغير في الجانب الشرقي من الفناء. كما بُنيت مؤخرًا باحة جديدة في الجهة الشمالية من المرقد الشريف.

From wikimedia باحة المسجد

تدير المقام عائلة المرتضى منذ القرن الرابع عشر. من الناحية المالية، تم تمويل الضريح بشكل رئيسي من قبل الحكومة الإيرانية بعد الثورة الإيرانية عام 1979.

دُفن في مرقد السيدة زينب والمقابر المحيطة به العديد من علماء الشيعة ومشاهيرهم مثل السيد محسن أمين عاملي والسيد حسين يوسف مكي عاملي، وكان علي شريعتي أحد منظري الثورة الإيرانية قد أوصى قبل وفاته أن يُدفن في ساحة المسجد. ويوجد ضريحه داخل المجمع، ويزوره العديد من الحجاج الإيرانيين بانتظام. كما يوجد في مقبرة أخرى في جنوب الضريح قبر السيد مصطفى جمال الدين الشاعر العراقي المعاصر.

تاريخ الضريح:

بعد القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، تم بناء ضريح وقبة في هذا الموقع. وعندما سافر الرحّالة الشهير ابن جبير المتوفّى سنة 614 ه / 1217 م، وهو رحّالة مشهور في العالم الإسلامي، عندما سافر إلى دمشق مرّ بمنطقة الراوية والموقع الحالي للمقام،. وقد ذكر في تقريره وجود مرقد السيدة زينب (ع) في قرية الراوية التي تبعد عن دمشق حوالي ستة كيلومترات (فرسخ) ويقول: ”هناك مسجد كبير مبني هناك وهناك بيوت خارجها. وهناك أيضا أراض موقوفة حولها.

التّوسعة وإعادة البناء:

تشير التقارير إلى أن مقام السيّدة زينب (ع) قد تمّت توسعته وتعميره لأول مرة في عام 768 ه / 1366 م، على يد السيد حسين بن موسى الموسوي الحسيني، وهو من أشراف دمشق وجدّ آل المرتضى في سوريا.

وفي عام 1302 ه / 1884 م، أعيد بناء المقام وتوسعته على يد السلطان عبد العزيز خان العثماني وبدعم من تجار دمشق.

وفي عام 1354 ه / 1935 م، قام سلاطين آل نظام بترميم المقام وتوسيعه لراحة زائريه.

ثمّ قام العلامة السيّد محسن الأمين بتوسعة المقام عام 1370 ه / 1950 م، بتوسعة المقام بتمويل من التجار. في ذلك الوقت، تم هدم المبنى القديم وبناء المبنى الجديد بحيث أمكن توسيع الباحة والمناطق الداخلية.

From wikimedia تذهيب القبة

أهمية المسجد:

يعد مسجد السيدة زينب في دمشق موقعًا ذا أهمية ثقافية وتاريخية وسياحية هائلة، وهو متأصل في التراث الإسلامي. وفيما يلي تفصيل لأهميته:

1. الأهمية الثقافية:

يعد المسجد مركزًا روحيًا رئيسيًا للمسلمين وخصوصًا الشيعة، لأن زينب بنت علي (ع)، هي شخصية محورية في التاريخ الشيعي. ودورها في الحفاظ على إرث كربلاء (بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين) يجعلها رمزًا للمقاومة والإيمان والتضحية. وتجتذب الطقوس السنوية، مثل مواكب الأربعين ومحرم، آلاف الحجاج، ما يخلق جوًا ثقافيًا نابضًا بالحياة.

أثّر الضريح على الممارسات التعبدية الفارسية والعراقية والجنوب آسيوية، حيث يجلب الحجاج تقاليدهم الخاصة. وقد طورت المنطقة المحيطة بالمقام أجواء متعددة الثقافات، حيث يشيع سماع اللغة الفارسية والعربية والأردية.

2. الأهمية التاريخية:

تنبع أهميته التاريخية من صلته بالتاريخ الإسلامي المبكر فزينب الكبرى هي أخت الإمام الحسن (ع) والإمام الحسين (ع) - وهما شخصيتان رئيسيتان في الإسلام. وبعد معركة كربلاء (680 م)، تم أخذها أسيرة إلى دمشق، حيث واجهت بشجاعة الخليفة الأموي يزيد، وألقت خطبةً قوية فضحت طغيانه.

3. الأهمية السياحية:

من حيث السياحة الدينية، مسجد السيدة زينب معلم ديني لا بد من زيارته لجماله المعماري؛ فقبة المسجد الذهبية وفسيفساء المرايا المعقدة ذات الطراز الفارسي وفسيفساء الخط العربي المعقدة تجعل المسجد مذهلاً بصرياً. وفي الليل يتوهج الضريح بشكل مذهل بعد غروب الشمس، ما يخلق مشهداً ساحراً.

ويعدّ أحد أكثر المواقع الدينية زيارة في سوريا، حيث يجذب المسلمين من كل أنحاء العالم وخصوصًا من مصر وإيران والعراق ولبنان وباكستان وغيرها.

ومن حيث السياحة السياسية والاهتمام العالمي، يزور المنطقة صحفيون وباحثون ومحللون سياسيون لفهم دور هذه الشخصية في التاريخ الإسلامي.

يوجد في المنطقة المحيطة به أسواق (أسواق) وفنادق ومطاعم تلبي احتياجات الحجاج، ما يعزز السياحة المحلية.

From wikimedia إحدى مئذنتي المسجد

لماذا يزوره السياح والحجاج:

هي تجربة روحانية، إذ يُعتقد أن الصلاة عند الضريح تجلب البركة.

لتكوين رؤية تاريخية، فالمقام يربط الزوار بالأحداث الإسلامية المبكرة.

للانغماس في الثقافة وتجربة التقاليد وثقافة الحجاج العالمية.

لروعته المعمارية، فهي مزيج من الفن الفارسي والإسلامي.

الخاتمة:

مسجد السيدة زينب هو أحد أهم المعالم التاريخية والدينية والسياحية في سوريا. ولابد من زيارته. عندما تزوره إلى هناك يجب أخذ اعتبارات السفر التالية بالنظر:

السلامة: المنطقة تخضع لحراسة مشددة؛ تحقق من إرشادات السفر.

قواعد اللباس: يجب ارتداء الملابس المحتشمة (الحجاب للنساء).

أفضل وقت للزيارة: خلال الأعياد الدينية للاستمتاع بأجواء نابضة بالحياة.

المزيد من المقالات