بذور من "الهندباء" بين النجوم

ADVERTISEMENT

الأجسام القريبة من الأرض

أمر الكونجرس الأمريكي وكالة ناسا في عام 2005 بأن تجد تسعة من كل عشرة أجرام تقترب من الأرض وأطوالها أكبر من 140 مترًا، لحماية الكوكب من خطر يشبه ما أنهى حياة الديناصورات قبل 66 مليون سنة. نتج عن الأمر إنشاء تلسكوبات Pan-STARRS، التي رصدت في أكتوبر 2017 جسمًا غريبًا أُطلق عليه اسم ‎'Oumuamua. الجسم قادم من خارج النظام الشمسي، شكله غير مألوف، ولم يُرَ له ذيل مذنب رغم دفعه بفعل ضغط أشعة الشمس، مما أثار تخمينًا بأنه قد يكون من صنع يد. بعد ذلك رصدت Pan-STARRs جسمًا صناعيًا هو 2020 SO، وهو صاروخ معزز تابع لناسا، دفعته أشعة الشمس ولم يظهر ذيلًا لأنه مصنوع من فولاذ لا يصدأ.

ADVERTISEMENT

بذور الهندباء

في مارس 2017، قبل وصول ‎'Oumuamua بستة أشهر، سقط نيزك صغير قادم من خارج النظام الشمسي (IM2) على الأرض. المفاجئ أن مداره يشبه مدار ‎'Oumuamua رغم اختلاف زاوية الميل، فاقترح باحثون فرضية لافتة: ربما يكون ‎'Oumuamua مركبة أم ترسل مجسات صغيرة بحجم بذور الهندباء نحو أرضنا. تتفكك تلك المجسات بفعل جاذبية الشمس وتنحرف قليلًا نحو الكوكب. حجمها الصغير يصعّب رصدها، لكن سطحها الواسع يبطئ اختراقها للغلاف الجوي، ويستخدم ضوء النجوم لشحن بطارياتها والماء كوقود. إذا صُممت بذكاء، تستطيع جمع مواد من كواكب صالحة لتتكاثر، مثلما تفعل بذور الهندباء.

ADVERTISEMENT

مشروع جاليليو

يُقدَّر أن خلف كل جرم بينجمي يُكتشف قرب الأرض يوجد آلاف من أمثاله في داخل النظام الشمسي. مع غياب بيانات دقيقة عن سرعة الأجسام الصادمة يصبح الفصل بين النيازك القادمة من خارج النظام وتلك المحلية أمرًا شاقًا. النيزك IM1، الذي أُكدت سرعته من خلال بيانات القيادة الفضائية الأمريكية، يُعد هدفًا رئيسيًا لمشروع جاليليو. سيُطلق الباحثون رحلة بحرية لانتقاء شظاياه واختبار ما إذا كانت مواده من صنع يد. بالنسبة للظواهر الجوية غير المفسَّرة (UAP)، يطالب المشروع ببيانات علمية دقيقة من أجهزة معايرة، إذ لا تكفي الملاحظات غير المؤكدة أو الشهادات الشفهية لتبرير الحديث عن «فيزياء جديدة». يهدف المشروع إلى تطبيق المنهج العلمي لاستكشاف احتمال وجود مجسات تكنولوجية من خارج الأرض، وللفهم الأعمق لحياة ذكية محتملة في مجرة درب التبانة.

toTop