هل بإمكانك الدخول إلى قبو بذور سفالبارد؟

في جزيرة سفالبارد النرويجية، قرب القطب الشمالي، يوجد قبو البذور العالمي، المعروف بـ"قبو يوم القيامة". يحتوي القبو على أكثر من 930 ألف نوع من البذور، وهو أكبر مستودع للتنوع الزراعي في العالم. أُنشئ القبو ليكون مكانًا آمنًا يحمي المخزون الزراعي العالمي من الكوارث مثل الحروب، الأزمات المناخية، أو حتى تعطل بنوك الجينات الوطنية.

تم اختيار موقع القبو في سفالبارد بسبب بعده الجغرافي واستقراره الجيولوجي، حيث يتحمل زلزالًا بقوة 10 درجات على مقياس ريختر. يمتد القبو داخل جبل جليدي ويتكون من ثلاثة أقبية داخلية محفوظة بدرجة حرارة -18 مئوية. تُخزن البذور في أنابيب وعبوات معقمة خالية من الهواء داخل صناديق مرتبة بعناية. رغم أنها لا تُباع أو تُشترى، فإن هذه الصناديق تُعد مصدرًا أساسيًا للحفاظ على التنوع الوراثي الزراعي.

شهد العالم في العقود الأخيرة انخفاضًا كبيرًا في التنوع البيولوجي الزراعي بسبب الزراعة الأحادية والتقنيات الحديثة. اليوم، يعتمد 95 % من الاستهلاك الغذائي العالمي على نحو 30 نوعًا فقط من المحاصيل. وهنا تبرز أهمية القبو، إذ يحتوي على أصناف زراعية برية وتقليدية قد تحمل صفات تساعد على تطوير سلالات جديدة مقاومة للأمراض والجفاف وتغير المناخ، مثل أمراض الأرز أو الجفاف.

القبو يُعد نسخة احتياطية لبنوك الجينات حول العالم، والتي يبلغ عددها نحو 1700 بنك. في عام 2008، فتحت النرويج القبو بدعم دولي. وفي عام 2015، جرى أول سحب للبذور من قبل مركز إيكاردا، الذي اضطر إلى مغادرة مقره في سوريا بسبب الحرب، وقام بإعادة زراعة البذور في لبنان والمغرب ثم إرجاعها إلى القبو في سفالبارد.

تعرضت بنوك الجينات حول العالم لتهديدات مختلفة، من الحروب إلى الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات، كما حدث في الفلبين، إلى جانب مشكلات نقص التمويل. ومع ذلك، يوفر قبو سفالبارد مكانًا موثوقًا لتخزين البذور من مختلف الدول دون النظر إلى الخلفيات السياسية. في ممراته، تجد صناديق من كوريا الشمالية إلى جانب أخرى من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، دليل على أن البذور ستظل آمنة، بغض النظر عن التوترات العالمية.